الياس توما من براغ : تراجع الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي عما كان قد أعلنه قبل عدة أيام في صحيفة بولندية بان اتفاقية لشبونة قد أصبحت ميتة وانه لن يصادق على هذه الاتفاقية التي سبق لبرلمان بلاده أن اقرها .

وقد أكد الرئيس كاتشينسكي للرئيس الفرنسي في اتصال هاتفي تم بينهما اليوم بان بولندا لن تكون عقبة بوجه عملية المصادقة على اتفاقية لشبونة التي لا تزال مستمرة في دول الاتحاد على الرغم من رفض الايرلنديين لها في استفتاء جرى الشهر الماضي .

وقد أكد قصر الإليزية اليوم بان الرئيس ساركوزي قد ذكر الرئيس البولندي بأنه ساهم شخصيا في المحادثات والمفاوضات التي جرت حول مضمون اتفاقية لشبونة وان بولندا قد التزمت بالمصادقة عليها الأمر الذي اقر به الرئيس البولندي حسب قصر الرئاسة الفرنسي .

وكان المحلل السياسي البولندي مدير منظمة ديموست أوروبا بافيل سفيبودا قد أكد أن الرئيس البولندي ليس أمامه وفقا للدستور البولندي سوى الموافقة على اتفاقية لشبونة خاصة بعد أن وافق البرلمان البولندي عليها .

ورأى في حديث للجريدة الاقتصادية التشيكية أن إعلان الرئيس كاتشينسكي عن انه لن يصادق حاليا على الاتفاقية التي اعتبرها ميتة بعد رفض الايرلنديين لها بأنه ليس سوى إشارة سياسية أرسلها باتجاه الاتحاد الأوربي للفت الأنظار إليه من جهة والى محاولة الحصول على تأثير اكبر في السياسة الخارجية لبلاده من جهة أخرى
ويؤكد سفيبودا أنه سيتوجب على الرئيس المصادقة على الاتفاقية التي أقرت بالأغلبية في البرلمان وانه لا يمتلك حق النقض في ذلك .

ورأى أن الحكومة تمتلك عدة أدوات قانونية للتعامل مع موقف الرئيس كاتشينسكي منها اعتبار موقفه بأنه غير دستوري مستبعدا إمكانية أن تمضي الحكومة قدما في المسالة إلى درجة المسائلة القانونية له .

و اعتبر أن تزامن إعلان موقف الرئيس البولندي مع تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوربي جاء بسبب ظروف غير حميدة غيران موقف الرئيس البولندي يعتبر رسالة سيئة حسب رأيه توجهها وارسو للرئاسة الفرنسية خاصة وان الرئيس الفرنسي ساركوزي أعلن أن حل المشكلة التي نشأت في الاتحاد من جراء رفض الايرلنديين لاتفاقية لشبونة هي من اولويات الرئاسة الفرنسية .

ورأى أن الرئيس كاتشينسكي يريد الحصول على تأثير سياسي اكبر في السياسة الخارجية ولذلك فقد أصبح نشيطا جدا الآن حتى في مسالة وضع الأمريكيين قاعدة صواريخ اعتراضية في بولونيا .

وأكد أن الرئيس البولندي فقد التأثير في الفترة الأخيرة ولذلك يحاول استعادة المبادرة من جديد . وشدد على أن 80 بالمائة من البولنديين يؤيدون عمليات التكامل الأوربية أما بشان الاتفاقية الإصلاحية الأوربية فان نسبة اقل من البولنديين تؤيدها .وأضاف أن البولنديين عموما يؤيدون الاتفاقية غير انه بعد رفض الايرلنديين لها حلت حالة من الإرباك لديهم غيران الرئيس كاتشينسكي حسب رأيه لن يكسب الكثير من النقاط من خلال موقفه الرافض للمصادقة على اتفاقية لشبونة .