الخرطوم،لندن : ينتظر وصول الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد الى الخرطوم ليعرض خطة عمل على الرئيس السوداني عمر البشير المهدد بمذكرة توقيف طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية اصدارها بحقه بتهمة الابادة في دارفور.
وكان موسى اعلن خطة العمل هذه اثناء اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب عقد السبت في القاهرة، لكنه رفض الافصاح عن مضمونها قبل عرضها على السلطات السودانية.
وقال موسى quot;سوف ننسق مع الاتحاد الافريقي وسنواصل الاتصال بالامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) وبعدد من المرجعيات الدولية الكبيرة لتبادل بعض المقترحات للتعامل مع هذا الموقف الخطيرquot;.
وحذر من ان هذا quot;الموضوع الخطير لن يعالج بشعارات او ادانات ولكن بموقف رصين اجماعي من الجامعة العربية بتعاون وثيق مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدةquot;، مشيرا الى وجود شقين، قانوني وسياسي، لهذه الازمة ينبغي التعامل معهما.
من جهته، حذر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امام الصحافيين من quot;خطورة التعامل غير المسؤول مع الاوضاع في السودانquot;، معتبرا quot;ان ذلك قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار الامني والسياسي في هذا البلد وفي اقليم دارفور خصوصاquot;.
ودعا ابو الغيط المجتمع الدولي والأطراف السودانية quot;للتعامل بجدية والتجاوب السريع مع جهود تفعيل المسار السياسي لتسوية الأزمةquot;.
وكان المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو طلب الاثنين توقيف الرئيس البشير متهما اياه quot;بتعبئة كل اجهزة الدولة السودانية بقصدquot; ارتكاب ابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية منذ 2003.
ويفترض ان يبحث قضاة المحكمة الجنائية طلب اوكامبو خلال الاشهر الثلاثة المقبلة واذا ما وجدوا ان اتهامات المدعي العام تستند الى quot;ادلة معقولةquot; فسيتم في هذه الحالة اصدار مذكرة توقيف بحق البشير وبدء اجراءات المحاكمة.
وفي حال حصل ذلك، ستكون مذكرة التوقيف هذه الاولى التي تصدرها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس لا يزال يمارس مهامه.
وقد انتقد الوزراء العرب الذين دعوا الى اجتماع طارىء في القاهرة ما وصفوه quot;الموقف غير المتوازن للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدوليةquot; لويس مورينو اوكامبو.
وقال عمرو موسى في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الذي استغرق سبع ساعات، quot;لاحظنا في التقرير (الصادر عن اوكامبو) ان هناك عدم توازن فلم يصدر شيء عن حركات التمرد وما قامت بهquot;.
الى ذلك شدد الوزراء العرب على quot;اهلية القضاء السودانيquot;، مؤكدين انه quot;صاحب الولاية الاصيلة في احقاق العدالةquot;، في اشارة الى انهم يرغبون في تولي القضاء السوداني التحقيق في جرائم دارفور ما يسقط تلقائيا ولاية المحكمة الجنائية الدولية وفقا للوائحها.
ودعوا الى quot;استكمالات المحاكماتquot; التي جرت في السودان في جرائم دارفور quot;وتحقيق العدالة الناجزة بمتابعة من جانب الجامعة العربية والاتحاد الافريقيquot;.
ولم يشر الوزراء العرب الى الفكرة التي طرحت في وقت من الاوقات وتقضي بالطلب من مجلس الامن الدولي تبني قرار يطالب المحكمة الجنائية الدولية بتعليق اجراءاتها خلال عام.
واعتبرت بعض الدول ال22 الاعضاء في الجامعة العربية ان قرار مورينو اوكامبو يهدد امال السلام في دارفور.
وخلال الاجتماع الطارىء قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي quot;ان طلب المدعي العام توقيف البشير سيعيق الجهود المبذولة لاحلال السلام في دارفورquot;، وquot;هو ما يجعلنا نتساءل عن خلفيات القرار وابعاده الحقيقية وانعكاساته على امن السودان وسيادتهquot;.
وذكر بان quot;مسؤولية مواجهة هذه التحديات تقع علينا جميعا باتخاذ موقف تضامني قوي مع اشقائنا في السودان والتحرك الفعال على مستوى المنظمات الاقليمية والدولية والدول الفاعلة داخل مجلس الامن بغية اعادة النظر الفوري في الطلب الذي تقدم به المدعي العام وتوخي الحذر الشديد في التعامل مع الوضع المعقد في اقليم دارفورquot;.
والخرطوم لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية واكدت مرارا ان المسؤولين المحتملين عن ارتكاب جرائم حرب في دارفور يجب محاكمتهم امام المحاكم السودانية.
ويرفض السودان تسليم مسؤولين، احدهما وزير، طلبت المحكمة الجنائية الدولية توقيفهما بتهمة ارتكاب جرائم مفترضة في دارفور.
وتأمل الخرطوم اقناع بعض الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي باستخدام حق النقض (الفيتو) للحؤول دون توجيه المحكمة الجنائية الدولية اتهاما الى البشير.
وقد اوقع النزاع في دارفور اكثر من ثلاثمئة الف قتيل بحسب الامم المتحدة، فيما تؤكد الخرطوم سقوط نحو عشرة الاف قتيل فقط.
رئيس الوزراء الكيني: الملاحقات ضد البشير لن تساعد دارفور
الى ذلك رأى رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا الاحد ان ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير لن quot;تحل مشاكل دارفورquot;.
وقال رئيس الوزراء في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; quot;اعتقد ان محاولة تبرئة اشخاص من هنا ولوم اشخاص من هناك لن يحل مشاكل دارفورquot;.
وطلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الاثنين الماضي من قضاة المحكمة اصدار مذكرة توقيف في حق البشير بتهمة ارتكاب quot;جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وابادةquot; في دارفور في غرب السودان حيث تدور حرب اهلية منذ 2003.
وفي حال صدور مذكرة التوقيف، ستكون الاولى من نوعها التي تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس يمارس مهامه.
وانتقد وزراء الخارجية العرب مساء السبت في القاهرة ما وصفوه بquot;الموقف غير المتوازن لمدعي عام المحكمة الجنائية الدوليةquot; الذي لم يشر الى حركة التمرد في دارفور.
ويرى الاتحاد الافريقي من جهته ان الملاحقات يمكن ان تؤثر سلبا على جهود السلام وتؤدي الى فراغ في السلطة.
وقال اودينغا quot;لقد خسرنا ارواحا كثيرة في دارفورquot;.
وتابع quot;اعتقد ان على الاتحاد الافريقي ان يكون اكثر دينامية حول هذه المسألة وان يكون القدوة لكي يتمكن المجتمع الدولي من دعم مبادرة الاتحاد الافريقيquot;.
التعليقات