رانيا تادرس- من عمان: التحالف مع الحكومة والمصالحة معها أفضل من الانقلاب عليها ومعارضتها نهج جديد تتبناها الحركة الإسلامية في الأردن في هذه الفترة وبدأت تستعيد مكانتها المفقودة عبر تيار داخل الحركة بدأ طرق الأبواب وكان أولها لقاء مع مرجعية أمنية تعد الأهم في البلد وهو مدير عام المخابرات العامة، وتسريب رغبة الحركة في الحصول على مقاعد حكومية في التعديل المرتقب. وكانت الفترة الماضية شهدت تحولا وانقلابا في العلاقة بين حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين ودخلت سرداب أزمة حقيقة عندما تسلمت زمام القيادة الإسلامية تيار يعرف بالصقور المتشدد القريب من حركة حماس.
وكان الخلاف الأول الذي أفقد شعبية الحركة واستفز مشاعر الأردنيين افتعلتها الحركة عند قيام أربعة نواب من الحركة في المجلس النيابي السابق زيارة بيت العزاء الذي أقيم quot; لمصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة، والتأزم وصل حده عندما انسحب مرشحو الحركة الإسلامية من الانتخابات البلدية واتهام الحكومة السابقة بالتزوير (حكومة الدكتور معروف البخيت ).
وسجال الصراع توج أخيرا بتراجع مقاعدهم في المجلس النيابي الحالي الى ستة مقاعد ليصحبوا كتلة ضعيفة غير مؤثرة ، وكانت هذه طبعا وفق مراقبين quot; كسر شوكة لهم للعودة إلى نهجهم. فالنزول من 17 مقعد في المجلس السابق إلى ستة في الحالي، رسالة لقيادات الحركة المتشددة لمراجعة نهجها المعتدل وادراك حقيقة تراجع شعبيتها عند قواعدهت في كل محافظات المملكة quot;.وبحسب المراقبين فان quot;من الدروس القوية التي أضعفت شوكة ونفوذ هو حل جمعية المركز الإسلامي والمستشفي وكل المشاريع ذات الصلة quot; .
ويقول مراقبون لquot;إيلاف quot; أن quot;القيادة أدركت أن نهجها السابق المتشدد بقيادة تيار وصف في الفترة الماضية بالطائش وحاول جر الحركة في طريق غير طريقها، خلق أزمة داخلية داخل قيادات الحركة نفسها تمثل بحل مجلس شورى الجماعة المرجعية التنظيمية العليا في الحركة وهذا طبعا يعود الى الخسارة الفادحة التي لحقت بالحركة في انتخابات المجلس النيابي الحالي وتحميل المجلس مسؤولية قرار الحركة بالمشاركة quot;. ونتيجة الخلاف ظهرت بانتخاب الشيخ همام سعيد من تيار الصقور مراقبا عاما للجماعة خلفا للشيخ سالم الفلاحات الذي خرج بغير أرادته على أثر صفقة انتخابية داخلية تحالف بها التيارات للإطاحة به quot; بحسب مراقبين . ويقول المراقبون أن quot;استمرار النهج السابق لقيادات الحركة بمسار تصفية بعضهم واتهامات متبادلة من شانه أضعاف دورها quot;.
ويقود نواب الحركة الإسلامية المصالحة مع الحكومة وفتح قنوات اتصال كان اولها لقاء جمعهم مع مدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي ووصف quot;بحسب المشاركين بها quot;انه دافئ وجيد quot;. وبعدها ، بدأت التسربيات تصدر عنهم بانهم quot;لديهم رغبة في حصد مقاعد في الحكومة ولن يكن هناك معارضة للعودة من جديد الى الاضواء وصخب الحياة السياسية quot;. وحكوميا ، قال وزير الأعلام والاتصال ناصر جودة quot; هذه اللقاءات تأتي في سياق استراتيجية الدولة ال الدولة المستمرة بالتواصل مع الأحزاب وممثلي التيارات السياسية المختلفة وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها مدير المخابرات مع نواب حزب جبهة العمل الإسلامي وان هذا اللقاء الأخير جااء على طلب من نواب حزب جبهة العمل الإسلامي .
إلى ذلك ، قالت مصادر أن quot; الحركة الإسلامية تسعى نحو آفاق جديدة وتريد نافذة سياسية مفتوحة مع الحكومة لتأخذ نهجا سياسيا في اللعبة السياسية الداخلية ،خصوصا بعد الانقلاب التي بات يعصف بتيار متشدد داخليا ، وانكماش في قواعدهم الشعبية quot;.
في المحصلة ، ستشهد الأيام المقبلة قواعد اللعبة السياسية التي قررت الحركة الإسلامية السير فيها لتصفية الخلافات الداخلية بين تيار متشدد يحلم بالوصول إلى الحكم ، وتيار معتدل يعمل نحو إرجاع مكانة حركة تقلصت في الفترة الماضية.
وردا على سؤال حول ما تناقلته وسائل الاعلام حول لقاء مدير المخابرات العامة مع نواب من حزب جبهة العمل الاسلامي وممثلين عن حركة حماس اكد جودة ان لقاء مدير المخابرات الفريق محمد الذهبي مع نواب حزب جبهة العمل الإسلامي قد تم فعلا وجاء ضمن إستراتيجية. وقال جودة : quot;ان حزب جبهة العمل الاسلامي حزب اردني مؤثر وفاعل وله حضوره على الساحة السياسية وان التواصل معه ومع التيارات السياسية الاخرى ضروري وبشكل مستمر اما فيما يتعلق بلقاء ممثلين عن حركة حماس مع مدير المخابرات العامة قال جودة انه ليس لديه اية معلومات حول هذا الموضوع quot;.
التعليقات