اعتدال سلامه من برلين: اعرب بيرند شيمدباور النائب الاتحادي الالماني من الحزب المسيحي الديمقراطي عن رأيه الصريح حيال ما يسمى بالاجراءات لمحاربة الارهاب الدولي فقال لـquot;إيلافquot; ان الإرهاب كان يهدد العالم قبل الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001وظهرت مؤشرات على وجود مخططات ارهابية لم تعرها دول غربية كثيرة اهمية بل تجاهلتها ولم تتأخذ اجراءات احتياطية لمواجهة ما كان منتظر ان يحدث .
في الوقت نفسه يرى ان الاجراءات الامنية التي فرضت وتشكيل تحالف لمحاربة الارهاب الدولي يخدم جزءا من الهدف وليس كامله وكما قال : لم نضع حتى الان استراتيجية متكاملة لمحاربة الارهاب، اذ لا وجود لتعاون وعمل مشترك دولي حقيقي والاتحاد الاوروبي يسعى الان لبناء شبكة تبادل معلومات بين دوله الاعضاء.

ورغم تشكيل واشنطن وزارة لمحاربة الارهاب وهذه خطوة جيدة لكن ما الفائدة منها اذ لم يكن هناك تعاون بين دوائر مخابراتها، اي دائرتي أف أي و سي أي أي ودوائر مخابرات الدول الاخرى خاصة الاوروبية التي تعمل في هذا المجال. ولمواجهة هذا الخطر فاننا بحاجة اليوم الى نظام عمل مشترك داخلي وعلى الصعيد العالمي ليتم فعلا محاربة الارهاب الدولي الذي له اشكال كثيرة ولا ينحصر في العمليات الارهابية بل ايضا بالجرائم المنظمة وغسل الاموال وبيع المخدرات والاسلحة quot;.
وبرأي النائب شميدباور فان كل الاجراءات التي وضعتها حكومة برلين من اجل مكافحة الارهاب مازالت غير فاعلة لان جانبا مهما مازال ناقصا وهو جمع المعلومات وربطها ببعضها البعض، أي ان لوحة الموزاييك لا يمكن ان تكتمل اذا كان الحجارة الاساسية ناقصة .

ولم ينف النائب الالماني بان الجميع يركز حاليا على ارهاب شبكة تنظيم القاعدة لكن الارهاب له ايضا اوجه كثيرة فهناك ارهاب الحكومات ودوائر مخابرات غربية ساندت حكومات ارهابية لا في امريكا الجنوبية بل في بقاع اخرى كثيرة في العالم اضافة الى منظمات متخفية وراء ستار يبعد الشبهات عنها .

والارهاب كما قال ليس خطرا واحدا يمكن تحديد شكله بل له اوجه عديدة مد عبر تنظيمات شكلها اصابعه في كل انحاء العالم وتسانده بعض الحكومات التي هي في الواقع اخطر من التنظيمات الارهابية quot;.
وكما هو معروف فان النائب شميد باور توسط في اول عملية تبادل لرهائن المان في لبنان في التسعينات من القرن الماضي وشارك في التوسط في عمليات تبادل اسرى عرب مع رفات جنود اسرائيليين لدى حزب الله، لذا سألته ايلاف عن دور المانيا وسبب قبول الاسرائيليين كما حزب الله لوساطتها فقال بان تكمن في ثقة الطرفين، اذ لمس حزب الله لمس مدى جدية برلين وبعدها عن المراوغة خلال عمليات التبادل السابقة، كما وان ثقة الطرف الاسرائيلي تعود بالطبع الى طبيعة العلاقات واسلوب المفاوضات التي تمت سابقا، لهذا فان هذه الاجواء من الثقة تفسح المجال للوساطة الالمانية ان تثمر حتى ولو طال الامرquot;.