قادة الاجهزة العسكرية الرئيسة تستولي على الحكم
موريتانيا تعيش انقلاباً جديداً: احتجاز رئيسي البلاد والحكومة

إيلاف، نواكشوط، وكالات
: نفذ قادة الأجهزة العسكرية الرئيسة في موريتانيا انقلاباً عسكرياً للاستيلاء على الحكم في البلاد، بعد اعتقال الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبدالله، واقتياده إلى إحدى الثكنات العسكرية التابعة للحرس الرئاسي. واعتقل الانقلابيون أيضاً رئيس الحكومة يحيى ولد احمد الوقف مع وزير داخليته. وجاء الإنقلاب بعد إصدار الرئيس الموريتاني قراراً بعزل قائد الحرس الرئاسي والدرك، الجنرالين محمد ولد عبد العزيز وولدالقز، اللذين قادا الانقلاب العسكري، ضمن حملة تغييرات واسعة قررها الرئيس الموريتاني داخل المؤسسة العسكرية. إلا أن الجنرالين رفضا قرار عزلهما، وقادا الإنقلاب العسكري. وأكدشهود عيان قولهم إن العسكريين أوقفوا بث الإذاعة فيما شهدت العاصمة حركة مكثفة للقوات المسلحة.وكانت تقارير أولية قد أفادت بأن الرئيس الموريتاني قد أقال رئيس أركان الجيش وقائد الحرس الجمهوري في أحدث تطورات الأزمة السياسية التي تعصف بموريتانيا.
واكدت ابنة الرئيس الموريتاني في حديث لاذاعة quot;ار اف ايquot; نبأ اعتقال والدها واشارت الى وقوع quot;انقلاب حقيقيquot; في موريتانيا. وقالت امال منت شيخ عبدالله التي كانت تتحدث من مقر الرئاسة في نواكشوط quot;قامت مجموعة كومندوس عسكرية باعتقال الرئيس هنا واقتادتهquot; الى جهة مجهولة. واضافت quot;انه انقلاب حقيقيquot;. واوضحت ان مسلحين لا يزالون يحتلون مقر الرئاسة. وتابعت quot;هناك مسلحون في مطبخنا وغرفة الجلوسquot; مشيرة الى انها لم تسمع اي طلق ناري خلال العملية. وقالت quot;لا يمكنني الخروج من القصر الرئاسي وقطعت الخطوط الهاتفية فيهquot;. وبحسب مصادر امنية نفذ عسكريون انقلابا اعتقل خلاله الرئيس الموريتاني ورئيس الوزراء يحيى ولد احمد صباح الاربعاء في نواكشوط.
وأعلن quot;مجلس الدولةquot; برئاسة قائد الحرس الرئاسي السابق في موريتانيا ان سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لم يعد رئيسا للبلاد. وألغى بيان رقم واحد ما وصفه بالقرارات السابقة quot;للرئيس السابقquot; باقالة عدد من كبار ضباط الجيش. وفي مرسوم نشرته وكالة الأنباء الموريتانية في وقت سابق أقال عبد الله الجنرال محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني رئيس أركان الجيش وأقال قائد الحرس الرئاسي محمد ولد عبد العزيز. وقال بيان quot;مجلس الدولةquot; ان عبد العزيز يرأس المجلس.
وتواجه موريتانيا أزمة سياسية خطرة بعدما اعلن 48 نائبا الاثنين استقالتهم الجماعية من الحزب الحاكم في موريتانيا مؤكدين عزمهم تأسيس حزب جديد الأمر الذي أضعف نفوذ الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله، وأدى لحدوث انقلاب سهل. وقال المتحدث باسم النواب المستقيلين سيدي محمد ولد مهام quot;نحن موقعي هذا البيان اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب نعلن استقالتنا من حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنميةquot;. واعتبر ان quot;العملية الديمقراطية انحرفت عن مسارها الطبيعي وتحولت وسيلة لاختلاس الاموال العامة والفوضىquot;.
وكان المتحدث يقرأ البيان خلال تجمع كبير في احد نوادي الشباب في نواكشوط على وقع تصفيق المؤيدين. وانتقد المستقيلون وهم 25 نائبا (من اصل 48 ينتمون الى الحزب الحاكم) و23 عضوا في مجلس الشيوخ (من اصل 41 في الحزب الحاكم) من مختلف مناطق البلاد ممارسة الرئيس الموريتاني لquot;السلطة الشخصيةquot; الامر الذي quot;خيب امال الموريتانيينquot;.ودعوا ناشطي quot;العهد الوطني للديمقراطية والتنميةquot; للانضمام اليهم لتشكيل حزب قادر على quot;تحقيق التغيير المرجوquot;.
وكان ولد الشيخ عبدالله هدد بحل الجمعية الوطنية اذا تمكن النواب المستقيلون من ارساء تحالف مع المعارضة ما يضمن لهم غالبية مريحة. وكان هؤلاء النواب تمكنوا في بداية تموز/يوليو من اجبار الحكومة على الاستقالة مهددين بسحب الثقة منها.وتقدموا اخيرا بطلب لعقد دورة استثنائية للبرلمان لمناقشة تشكيل لجان تحقيق حول برنامج مكافحة ارتفاع الاسعار وquot;وسائل تمويلquot; المؤسسة العائدة الى زوجة الرئيس. لكن الحكومة رفضت الطلب.
وحاول قادة الحزب الحاكم في الايام الاخيرة إحداث انقسام في صفوف النواب المستقيلين وضمان حصولهم على دعم الاحزاب الاخرى الممثلة في البرلمان بحسب ما افادت مصادر quot;العهد الوطني للديمقراطية والتنميةquot;. في غضون ذلك اصدر الحزب الحاكم بيانا يطلب من انصاره quot;رص الصفوف وتعزيز وحدتهم للتغلب على الازمة والاضطرابات السياسية بوساطة الحكمة والشجاعة والحزمquot;.
واضاف quot;في ظل انعدام افاق الحل فان الأزمة السياسية في حال استمرارها ستطيح بالبلاد والمكتسباتquot;. ودعا الحزب النواب المستقيلين الى quot;تحمل مسؤولياتهم في هذه المرحلة الحاسمة من مصير البلادquot;.
وفي أول رد فغل دولي أكدت فرنسا رفضها استلام السلطة بالقوة في موريتانيا، وقالت إنها تتابع بـquot;اهتمام شديدquot; تطورات الانقلاب، وقالت الخارجية الفرنسية في ردها على سؤال quot;نحن على اتصال مع سفارتنا في نواكشوط ونتابع الوضع بكثير من الاهتمام بالتنسيق مع كافة شركائناquot;، وأضافت على لسان المتحدث رومان نادال quot;لقد تم اتخاذ إجراءات على المستوى المحلي من أجل السهر على أمن الرعايا الفرنسيين، وسننشر توصيات أمنية حسب تطور الأوضاعquot;، وفق تعبيره.
وتجنب المتحدث الفرنسي الرد على سؤال فيما إذا كان الانقلاب متوقعا، واكتفى بالتأكيد على تمسك باريس بـquot;استقرار موريتانياquot;، وقال نادال quot;من المبكر لأوانه وصف الوضعquot;، مذكرا بتمسك بلاده بـquot;دولة القانون في كافة الظروف ورفضها تسلم السلطة باستخدام القوةquot;، على حد وصفه.

إغلاق مطار نواكشوط

هذا واغلق مطار نواكشوط الدولي بعد الانقلاب كما افاد مصدر امني. وقال المصدر ان quot;المطار اغلق. اعتقد انه سيبقى كذلك لبعض الوقت ريثما تنظم السلطات الجديدة نفسها. الحدود لم تغلق والاتصالات الهاتفية الدولية لم تقطعquot;.

وحتى الساعة لم يسجل وقوع اية اعمال عنف منذ الاعلان عن حصول الانقلاب.