طهران، وكالات: شن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هجوما لفظيا جديدا على إسرائيل عشية زيارة يقوم بها إلى تركيا، قائلا أنه ينبغي للدول الغربية ألا تدعم إسرائيل. وتسلط التعليقات الضوء على الطريق الصعب الذي يتعين على تركيا (العضو في حلف شمال الاطلسي) ان تسلكه خلال الزيارة التي تستمر يومين والتي تعكس رغبتها في الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع جارتها وتأمين احتياجاتها المستقبلية من الطاقة.

وقال احمدي نجاد في تعلقيات تمت ترجمتها الى اللغة التركية في مقابلة بثتها على الهواء محطتا quot;ان. تي. في.quot; وquot;سي.ان.ان. تركquot; التركيتان انه quot;يتعين على الدول الغربية الا تدعمهم (إسرائيل) الى هذا الحد. حياة هذا النظام وصلت الى نهايتهاquot;. واضاف quot;موقفنا واضح في هذه القضية. يتعين اجراء استفتاء في فلسطين. واذا انسحبوا من الارض التي غزوها سيكون ذلك خطوة طيبةquot;.وكشفت إسرائيل عدم رضاها بزيارة الرئيس الإيراني لتركيا التي تعتبر شريكا لإسرائيل في المنطقة، حيث عبرت تل أبيب لأنقرة عن احتجاجها.

وسيصطحب نجاد وفداً رفيع المستوى إلى العاصمة التركية التي سيبقى فيها يومين، بدعوة من نظيره عبدالله غول، وقد استبق الرئيس الإيراني الرحلة بإعلانه أن الغرب quot;تراجعquot; عن مطالبه حيال تخصيب اليورانيوم في إيران، وتقتصر مطالبه حالياً على وقف تركيب أجهزة جديدة للطرد المركزي. نجاد، الذي كان يتحدث في اجتماع للأعضاء الناشطين والمنتخبين في مجالس quot;تنسيق تنظيمات الشبابquot; قال إن بلاده: quot;تُشغّل حاليا عده آلاف من أجهزه الطرد المركزي بدلا من ‪ 20 ‬جهازا،quot; موضحا أن الغرب وquot;بعد التراجع عن مواقفه السابقة يريد من إيران فقط وقف تركيب أجهزه جديدة لعده أشهر.quot;

وأضاف نجاد، إن المواقف الغربية عام 2003 كانت تشترط على طهران وقف كافه نشاطات التخصيب والأبحاث النووية الإيرانية، زاعماً أن المفاوضين آنذاك قالوا: quot;إذا كانت إيران تريد 20 ‬جهازاً للطرد المركزي فيجب عليها إجراء محادثات معهم تستغرق ‪ ۱۰‬سنوات لكي تتمكن من تحقيق مطلبها هذا.quot;

وأشار الرئيس الإيراني إلى quot;تضحيات وإصرار الشعب والحكومة في الموضوع النوويquot; وقال إن هذه الملف quot;يمثل اختبارا لعزه الشعب الإيراني ودحرا للقوى الفاسدة في العالم،quot; ورأى أن quot;الضغوط والتهديدات الخارجية بشان الاستخدام السلمي للطاقة النووية ما هي إلا ذريعة،quot; مضيفاً: quot;لقد أتيحت اليوم فرصه لتحدي النظام غير العادل الذي يسود العالم ويجب علينا الإفادة من هذه الفرصة.quot;

وسخر نجاد ضمناً من مطلب تعليق التخصيب، معتبراً أن الغرب يطرحه لحفظ ماء الوجه إذ قال: quot;هاجسهم اليوم يتمثل في الحفاظ على موقعهم، ويصرون لهذا السبب على أن توقف إيران التخصيب لعده أشهر، حتى لو تظاهرت بذلك.quot;

ومن المتوقع أن يلتقي نجاد خلال زيارته لتركيا كل من نظيره التركي، عبدالله غول، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية، علي باباجان. ومن البرامج المدرجة على جدول أعماله أيضاً، لقاء كتاب ورجال أعلام أتراك، وإلقاء كلمة أمام تجار ورجال صناعة من إيران وتركيا، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية، التي توقعت أن يتخلل الزيارة التوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون.

ويرى خبراء أن أنقرة تعتمد على زيارة نجاد لتعزيز موقعها في الملفات الإقليمية والدولية، إذ أن أنها تتوسط حالياً على خط العلاقات السورية - الإسرائيلية، من خلال استضافتها لجولات تفاوض غير مباشرة بين البلدين.