جوهانسبورغ: عقد قادة دول مجموعة افريقيا الجنوبية السبت في جوهانسبورغ قمة في اجواء متوترة بسبب تعطل المفاوضات حول تقاسم السلطة في زيمبابوي.
وتابعت الاطراف الثلاثة المشاركة في هذه المفاوضات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في هراري -- الرئيس روبرت موغابي والمعارضان مورغان تسفانجيراي وارثر موتمبرا -- على هامش القمة المحادثات التي بدات قبل اسبوع برعاية الوسيط الاقليمي رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي.
وعزز قادة مجموعة تنمية دول افريقيا الجنوبية ضغوطهم، اذ اعلنت وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما الجمعة ان quot;المفاوضات مستمرة وستتواصل حتى التوصل الى حلquot;.
واضافت quot;انها متواصلة لانه لا يمكن للمجموعة ان تتجاهلquot; ازمة تهدد استقرار المنطقة برمتها.
وتواجه زيمبابوي ازمة غير مسبوقة اندلعت مع هزيمة تاريخية مني بها النظام في الانتخابات العامة التي جرت في 29 اذار/مارس ثم اعادة انتخاب روبرت موغابي (84 سنة) الذي يتولى السلطة منذ استقلال البلاد سنة 1980، المطعون في شرعيتها.
وفي دلالة على الاستياء من النظام لم يثر دخول رؤساء الدول والحكومات الى افتتاح القمة الرسمي اي رد في القاعة في تناقض كبير مع دخول الرئيس موغابي الذي قوبل بهتافات قبل سنة خلال القمة العادية السابقة للمجموعة في زامبيا.
واستقبلت الترويكا المكلفة القضايا الامنية في المنطقة منذ الجمعة الاطراف الثلاثة الذين شرحوا لها مواقفهم واحدا تلو الاخر.
واعلن وزير خارجية حضر الاجتماع لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته quot;يبدو انه ليس هناك اختلاف حول مبدا حكومة الوحدة الوطنيةquot; والترويكا تريد ابرام اتفاق quot;خلال القمةquot;.
واضاف quot;يبدو ان كافة الاطراف متفقةquot; على ابرامه خلال نهاية الاسبوع الجاري محذرا من انه quot;لم يتم التوصل الى ذلك بعدquot;.
واوكلت الى تلك الهيئة التي تضم انغولا وسوازيلاند وتنزانيا كافة القضايا التي تمت باستقرار المنطقة.
وافادت مصادر متطابقة غير زيمبابوية قريبة من المفاوضات ان نقاط الخلاف ما زالت كبيرة وتدور حول تقاسم بعض الصلاحيات في السلطة التنفيذية ومدة حكومة الوحدة والوطنية وطبيعة الاصلاحات الدستورية والانتخابية التي انجازها.
ويريد الحزب الحاكم الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي-الجبهة الوطنية (زانو) ان يحتفظ روبرت موغابي الذي يبقى رئيسا، بصلاحيات تعيين حكومة الوحدة الوطنية.
لكن حركة التغيير الديموقراطي التي يتزعمها تسفانجيراي ترفض وترى ان المعارضة يجب ان تحظى بذلك الحق باسم فوز الحركة في الانتخابات التشريعية والجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 29 اذار/مارس.
ما زال الطرفان على نقيض ايضا حول مدة الفترة الانتقالية اذ يؤكد الحزب الحاكم انه يستحيل تحديد مهلة لاصلاح الدستور جوهريا تفتح المجال امام انتخابات جديدة.
واخيرا تريد حركة التغيير الديموقراطي تعهدا بعقد عملية اقتراع جديدة خلال التسعين يوما التي تلي نقض الائتلاف اذا حصل.
وتبدو المصداقية الاقليمية والدولية لرئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي هزم في انتخابات رئاسة حزبه، على المحك خلال القمة التي سيعرض فيها ما انجزه كوسيط في الازمة.
وبات بعض نظرائه في المنطقة نفسها لا يخفون نفاذ صبرهم امام ما يعتبرونه تساهل ليس في محله مع نظيره رئيس زيمبابوي.