رئيس البرلمان العراقي يدعو لتغليب المواطنة على الطائفية والحزبية
الامارات: إعادة علاقاتنا مع العراق تشجيع لعلاقات عربية مماثلة

أسامة مهدي من لندن: اكد أول سفير عربي يباشر اعماله في العراق هو سفير الامارات العربية المتحدة عبد الله ابراهيم العبد الله أن إعادة بلاده لعلاقاتها مع العراق تستهدف تشجيع العرب على اعادة علاقاتهم مع العراق وأعلن عن تشكيل لجان وزارية بين البلدين ستعقد اجتماعاتها في وقت لاحق ليكون لها دور كبير في تمتين العلاقات بين البلدين بما يخدم مصلحة شعبيهما الشقيقين .. بينما شدد رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني لدى بدء الفصل التشريعي الجديد للمجلس اليوم على ضرورة تغليب هوية المواطنة العراقية على الطائفية والحزبية ودعا النواب الى التوفق في تمرير قوانين مهمة معروضة عليهم. وعبر السفير الاماراتي العبد الله بعد تسليم اوراق اعتماده في بغداد اليوم الى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عن سعادته في العمل في العراق .. وقال ان quot;قرار دولة الإمارات بإعادة العلاقات مع العراق يعد نقطة تحول للبلدين وهو قرار جريء سيمهد ويشجع لاعادة علاقات العراق العربيةquot;.

واكد أن quot;القرار نابع من حرص رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة دبي على استتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد العريق وان يعيش أبناؤه حياة آمنة ومستقرةquot;. وأعلن السفير العبد الله عن تشكيل لجان وزارية بين البلدين ستعقد اجتماعاتها لاحقا وسيكون لها دور كبير في تمتين العلاقات بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. واشار الى استمرار دعم حكومة وشعب الامارات للعراق مؤكدا انه سيبذل كل ما في وسعه من اجل تطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بها على مراحل متقدمة .

ومن جهته تمنى الهاشمي خلال مراسم تقديم اوراق الاعتماد الذي حضره رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني ووكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود للسفير العبد الله الموفقية والنجاح في مهامه في العراق معربا عن استعداده لدعم عمله من اجل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين. وكانت الامارات اعلنت في السادس من تموز (يوليو) الماضي تعيين سفير جديد لها في بغداد اثر زيارة قام بها للعراق وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في الخامس من حزيران (يونيو) الماضي ليكون اول مسؤول خليجي على هذا المستوى يزور العراق منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.

ومن جهته كشف وكيل وزارة الخارجية العراقي لشؤون التخطيط السياسي والعلاقات الثنائية لبيد عباوي عن ان العديد من الدول العربية والاجنبية ستفتح سفاراتها في بغداد بعد استتباب الوضع الامني وما شهدته العاصمة من حركة دبلوماسية في الاونة الاخيرة.

واضاف عباوي انه وبعد تسلم اوراق اعتماد السفير الاماراتي فإنه من المقرر وصول السفير الاردني نايف الزيدان في الايام القليلة المقبلة يليه السفيران البحريني صلاح علي حسن المالكي والسوري الذي لم تكشف دمشق عن اسمه لحد الآن . واوضحا ان الاتصالات جارية مع جميع الدول العربية الشقيقة والاجنبية الصديقة لوضع الآلية النهائية لاستقبال سفرائها واختيار الاماكن المناسبة لمقرات سفاراتهم بعد التنسيق الذي اعلن عنه مسبقا مع وزارة الداخلية لتوفير الحماية اللازمة لتلك الممثليات والقنصليات وايضا توفير الحمايات الخاصة للدبلوماسيين العرب والاجانب.

أما الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ فقد كان اكد الشهر الماضي ان سبع دول عربية بصدد فتح سفارات لها في العراق بينها مصر والبحرين والامارات والسعودية والكويت والمغرب والجزائر ومنظمة المؤتمر الاسلامي موضحا ان عددا من هذه الدول اختار مباني لسفاراته وتجري حاليا عمليات تأهيلها . وشدد على وجود رغبة عراقية بأن تسرع هذه الدول الخطى وتستكمل اجراءات وجودها في العراق ليكون هناك quot;تواجد قوي لاشقائنا العرب في بغدادquot; .

معروف انه لا يوجد سفير عربي في العراق منذ خطف سفير مصر وقتله بعد وصوله بغداد بفترة قصيرة عام 2005 . وتوجد في بغداد 52 سفارة حاليا من بينها 5 سفارات عربية لسورية وفلسطين واليمن ولبنان وتونس ويتباين التمثيل الدبلوماسي فيها بين وزير مفوض ورئيس بعثة فيما يوجد في أخرى عدد من الموظفين لتسيير الاعمال .

رئيس البرلمان يدعو إلى تغليب الهوية الوطنية على الطائفية والحزبية

دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني العراقيين الى تغليب هوية المواطنة العراقية على الطائفية والحزبية الضيقة . وقال المشهداني في كلمة له لدى بدء مجلس النواب العراقي اليوم فصله التشريعي الجديد بعد انتهاء عطلته الاسبوعية ان امام المجلس في دورته الحالية قوانين مهمة وحساسة عليه اصدارها . . واشار الى ان في مقدمة هذه القوانين ما يتعلق بانتخابات المحافظات المختلف عليه . ودعا النواب الى التوافق ونبذ الخلافات من اجل تمرير هذه القوانين . واضاف ان مصلحة النظام الجديد في العراق تتطلب الالتزام بالدستور على الرغم من العمل على تعديل بعض بنوده .. وكذا العمل على التوافق في القرارات والتمسك بالهوية الوطنية وبالمواطنة العراقية بديلا للهوية الطائفية والحزبية .

وأشار إلى أهمية هذا الفصل التشريعي الجديد للمجلس quot;وذلك لان البرلمانيين يتعاملون مع قضايا حساسة ومهمةquot; . وأوضح أن مجلس النواب اثبت للعالم انه يستحق التقدير وخاصة بعد المنجزات التي حصل عليها، حيث استطاع ان يتخطى الكثير من المشاكل ولم يلجأ إلى التصدع والتشرذم والتخندق. كما شدد على أهمية استثمار النجاحات بشكل صحيح وذلك بعد انخفاض مستوى العنف . وقال:quot;نحن في مرحلة تكوين الدولة الذي يجب أن يكون على أساس الشراكةquot;. واشار الى أن هناك كما هائلا من الحرية في البلد ولكن الآلية الديمقراطية لم تترسخ بعد. وشدد على أن الديمقراطية ليست هي كسر العظم وطالب بالحفاظ على النسيج الجغرافي العراقي وكذلك التعاون والتوافق والعمل على تحقيق الشفافية والعدل .. وناشد البرلمانيين العمل على التوصل إلى حل توافقي بشأن كركوك والقضايا الأخرى.

وفي مداخلات البرلمانيين اشار النائب حيدر الجوراني إلى معاناة المواطنين وخاصة في محافظة البصرة بسبب عدم توفير الكهرباء في ظل الحر الشديد في هذا الصيف وعدم وصول مواد البطاقة التموينية، واقترح تخصيص جلسات لاستضافة الوزراء المعنيين. وأشار النائب بهاء الاعرجي الى وجود عناصر فاسدة في المفاصل الامنية في محافظة البصرة وإنهم ارتكبوا أعمالا مخالفة لحقوق الإنسان. ورأى النائب سعدي البرزنجي ان انجازات مجلس النواب خلال الفصل التشريعي الاول كبيرة وعلى الرغم من وجود خلافات في بعض القضايا الا أن التوافق في معظم الأمور كان سائدا، واثنى على دعوة رئيس المجلس بالالتزام بالدستور ومبدأ الشراكة في الوطن. وابدى استعداد كتلة التحالف الكردستاني للتعاون والمرونة للوصول الى حلول للقضايا كما شدد على ترسيخ الاخوة بين ابناء الشعب العراقي.

وابدى النائب حسن الشمري استعداد كتلة حزب الفضيلة للتفاعل مع كافة القضايا ورأى أن قلة الخدمات في البلاد تستدعي مجلس النواب ان تقف وقفة جادة بشأنها. واوضح النائب حميد مجيد موسى انه لابد من الاعتماد على المنهجية السليمة والاستمرار في الحوار الجاد للوصول الى التوافقات بناء على الدستور.

من جانبه اكد الدكتور عقيل الخزعلي نيابة عن الكتلة الصدرية انجاح العملية السياسية والعمل على تفعيل الجانب الرقابي لمجلس النواب بعد النجاحات التشريعية وضرورة توفير الخدمات للمواطنين واعادة المهجرين الى مناطق سكناهم. فيما طالب النائب جمال البطيخ من القائمة العراقية ببسط سيطرة الامن والقانون على كافة ارجاء البلاد وتوفير الخدمات ومكافحة الفساد الاداري والمالي.

وشدد النائب علي الاديب نيابة عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد على ضرورة معاقبة الذين يقفون امام عملية التنمية كما طالب بالحفاظ على الثوابت الوطنية وضرورة التمسك بوحدة العراق مع الحفاظ على مصالح المكونات. وعبر عن امله في ان يكون التوافق حقيقيا وليس شعارا، وقال : quot;نحن بحاجة الى آليات للوحدة الوطنية، ونحن في مرحلة بناء الدولة وليس الصراع على من يدير السلطة، ويجب ان نقوم بتوزيع الأدوار بين القوىquot;. اما النائب محمد احمد عن كتلة الاتحاد الاسلامي الكردستاني فقد شدد على تفعيل الدور التشريعي والرقابي والعمل على ان تكون الحكومة لجميع العراقيين وتعمل بشكل مؤسساتي وتحارب الفساد وتقدم الخدمات كما شدد على ترسيخ الاليات الديمقراطية.

واكد النائب علاء مكي من كتلة جبهة التوافق العراقية على الاخوة العراقية واثنى على دعوة رئيس مجلس النواب للالتزام بالدستور والتوافق وطالب بالتركيز على تمرير قوانين الخدمات في مختلف الأصعدة وتفعيل الدور الرقابي عن طريق اللجان الرئيسة وذلك بإستضافتهم الوزراء المعنيين. ورأى ان الاجواء مهيأة للتوافق لكن نحتاج الى مزيد من الحوار. كما طالب القوات الامنية بالمزيد من المهنية. واشار النائب محمد تميم عن الجبهة العربية للحوار الى تهيئة اجواء التوافق بعد تهدئة النفوس في العطلة النيابية. وطالب النائب يونادم كنا باستكمال القوانين الخاصة باحقاق العدل والاعتماد على مبدأ المشاركة واعلان حملة مكافحة المفسدين.

ثم كلف رئيس مجلس النواب دائرة البحوث في المجلس بجمع الكلمات ووضعها تحت التدقيق وطبعها من ضمن كراسة وذلك للخروج بخطة استراتيجية للفصل التشريعي الثاني، كما طالب لجنة الصحة واللجان المعنية الاخرى بمتابعة قضية مرض الكوليرا وتقديم تقرير بهذا الشأن. وطالب من قادة الكتل بتشكيل لجنة مشتركة لبحث موضوع قانون انتخابات مجالس المحافظات وحسمها كما اعلن عن اجتماع لرؤساء الكتل غدا لبحث هذا الموضوع.
وطالب النائب هاشم الطائي رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات بمناقشة أوراق ديمستورا كما طالب الكتل بتقديم تنازلات لاجل الشعب العراقي. وقبل انتهاء الجلسة اعلن المشهداني ان جلسات المجلس سوف تستمر في كافة الايام عدا ايام الجمعة ولغاية الخامس والعشرين من الشهر الحالي وقد رفعت جلسة اليوم الى غد الاربعاء.

وامام مجلس النواب خلال فصله الجديد هذا مهمة المصادقة على قوانين مازالت الخلافات تعيق الاتفاق على اصدارها في مقدمتها المتعلقة بانتخابات مجالس المحافظات وما يخص محافظة كركوك منها والاتفاقية الاستراتيجية العراقية الاميركية الطويلة الامد المنتظرة إضافة الى قانون النفط والغاز وموازنة العام المقبل 2009 والخلافات بين الحكومتين المركزية والكردستانية الأمر الذي سيقود الى تحالفات وتكتلات جديدة نظرا إلى تباعد المواقف بين القوى السياسية داخل المجلس حول هذه الملفات.