الياس توما من براغ: أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا اليوم ان الحكومة التشيكية وافقت على مضمون الاتفاقية التي توصلت إليها وزاراتها مع الطرف الأميركي بشأن انتشار قوة أميركية في تشيكيا ستقوم بإدارة القاعدة الرادارية التي ستوضع في منطقة بردي العسكرية التشيكية في إطار مشروع الدرع الصاروخي الأميركي في وسط أوروبا.

وأوضحت الوزيرة بأنها ستوقع على هذه الاتفاقية المعروفة اختصارا باتفاقية quot; سوفا quot; في التاسع عشر من هذا الشهر في لندن مع نظيرها الاميركي روبرت غيتس على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول حلف الناتو .

وتضم الاتفاقية هذه 34 مادة تمكنت خلالها تشيكيا والكلام لوزيرة الدفاع التشيكية من تحقيق العديد من مطالبها. وأشارت إلى أن الاتفاقية تشمل فقط العناصر الاميركية التي لها علاقة مباشرة بعمل القاعدة الرادارية أما تطبيق هذه الاتفاقية على حالات أخرى لتواجد قوات أميركية في تشيكيا فسيتطلب موافقة الحكومة التشيكية .

وأكدت أن تشيكيا ستبقي سيادتها الكاملة وحق الملكية على الأراضي التي ستوضع عليها القاعدة وكل الممتلكات الأخرى التي سيسمح للطرف الأميركي باستخدامها كما أن المنشات التي سيبنيها الطرف الأميركي ستصبح ملكا لتشيكيا بعد انتهاء تواجد القوة الأميركية والقاعدة في تشيكيا .

وستتولى تشيكيا حماية القاعدة الرادارية الاميركية من الخارج في حين سيتولى الاميركيون مسؤولية حماية القاعدة من الداخل
ولم يتضح حتى الساعة فيما إذا كان الاميركيون سيخضعون للقوانين التشيكية في حال ارتكابهم مخالفات للقانون الجزائي التشيكي غير انه يتم الاعتقاد على نطاق واسع بان الجنود الامريكين سيكونون محصنين أمام القوانين التشيكية

وتأتي موافقة الحكومة التشيكية على اتفاقية سوفا بعد نحو شهرين من توقيع وزير الخارجية التشيكية مع نظيرته الاميركية في براغ على الاتفاقية الرئيسية الخاصة بوضع القاعدة وبعد توقيع البولنديين والاميركيين في وارسو قبل عدة أسابيع على الاتفاقية الخاصة بوضع قاعدة اعتراض صاروخية اميركية في الأراضي البولندية

كما يأتي الإعلان عن مصادقة حكومة براغ على اتفاقية سوفا قبل ساعات قليلة من وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى وارسو لإجراء محادثات غدا مع القيادات البولندية حول عدة مواضيع من أكثرها إثارة وخلافا موضوع وضع قاعدة صاروخية اميركية في بولندا
وقد سبقت الخارجية الروسية الزيارة بالقول إن وارسو لا تبدي الاستعداد لمراعاة قلق روسيا من موضوع نشر الدرع الصاروخي في وسط أوروبا ولذلك فان روسيا لن يكون أمامها من خيار سوى اتخاذ الخطوات المناسبة فيما كان رئيس القوات الاستراتيجية الروسية أكثر دقة حين قال بان المواقع التي ستوضع بها عناصر الدرع الصاروخي الأمريكي يمكن أن تصبح أهدافا لصواريخ روسية عابرة للقارات .

وقد حاول وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي خلق أجواء ايجابية قبل زيارة لافروف إلى وارسو حيث صرح بان بلاده ليس لها مصلحة في حدوث سباق جديد للتسلح بالقرب منها وانه سيقترح من جديد غدا لوزير الخارجية الروسي إمكانية قيام مفتشين عسكريين روس بزيارة وتفقد القاعدة للاطمئنان على أنها لا تستهدف روسيا.