بغداد: تكشف مراسلات تمّ الكشف عنها في الآونة الأخيرة، بين أحد قادة تنظمي القاعدة البارزين وزعماء خلايا مسلّحة في العراق، عن الإحباط والخلافات الداخلية التي وصلت حدّ الاقتتال بين هذه الجماعات. وأوضحت رسالتين من الجيش الأميركي تقول إنّ من حرّرهما هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

والرسالة الأولى مؤرخة في مارس/آذار 2008 وموجهة إلى زعيم التنظيم في العراق أبو أيوب المصر المعروف أيضا باسم أبو حمزة المهاجر. أما الثانية، وهي مؤرخة في الشهر نفسه، فهي موجهة إلى زعيم ما يعرف باسم quot;دولة العراق الإسلاميةquot; أبو عمر البغدادي. وتطلب الرسالة الموجهة إلى المصري أجوبة على اتهامات تتعلق بقدرته على قيادة فرع القاعدة في العراق والكيفية التي تمّ بها quot;إنشاء دولة العراق الإسلامية.quot;

ومن ضمن التهم واحدة تشير إلى أنّ المصري يبدو معزولا وغير قادر على فرض أوامره والسيطرة على الرجال المنضوين تحت إمرته. وقال المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات في العراق العميد ديفيد بركينس إنّ quot;الظواهري كان قلقا من عدم حصوله على أحدث التقارير بشأن ما يحدث في العراق وكذلك بشأن عدم حصوله على اتصالات دورية من المصري.quot;

وأضاف أنّ الظواهري عبّر عن عدم ارتياحه البالغ إزاء جودة عمليات تجنيد المقاتلين لتنفيذ عمليات في العراق. كما انتقدت الرسالة أسلوب الدعاية الذي يقوم به التنظيم حيث أنّ quot;سياسة الإعلام لدى دولة العراق الإسلامية تستخدم المبالغة إلى حدّ الكذب.quot; وتتحدث الرسالة عن استخدام هذا التنظيم عمليات قامت بها جماعات أخرى مثل quot;الجهاد الإسلاميquot; ونسب المسؤولية عنها إلى نسفه.

أما الرسالة الثانية، والموجهة إلى البغدادي، فتتضمن اقتراحات وتوصيات تقول إنها من زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وطلبت الرسالة من البغدادي الإجابة عمّا يحتاج إليه من quot;أجل تحقيق النصر.quot; ويرجّح الجيش الأميركي أن تكون القاعدة، في الظرف الحالي، بصدد استخدام ثلث حجم المقاتلين الذين كانوا لديها قبل عامين، غير أنه في نفس الوقت جدّد تأكيده أنّ التنظيم مازال يشكّل خطرا كبيرا.

ويذكر أنّquot;أبوعمر البغداديquot; زعيم ما يسمى بـquot;دولة العراق الإسلاميةquot; التي أعلنتها مجموعة من الحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، دعا مؤخرا إلى شنّ الحرب على الحزب الإسلامي، أحد أكبر الأحزاب العربية السنيّة في البلاد، طالباً من العناصر المؤيدة له تصفية أتباع الحزب وقياداته، وعلى رأسهم نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي. وحث البغدادي رجاله على اعتبار رمضان quot;شهر الأسرىquot; ووعد السجناء من عناصره بالعمل على تحريرهم، وطالبهم بأن يقوموا بدورهم بوضع خطط للفرار، وتعهد بأن ينفذ quot;غزوةquot; في كل شهر للإنفاق على أسرهم.