بيروت: رفض وزير الإعلام اللبناني، طارق متري الخميس، quot;المجازفة بالتحليل والتوجه بالاتهامات السياسيةquot; فيما يتعلق بالتفجير الذي حصل ليل الأربعاء- الخميس، والذي أودى بحياة القيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني، الشيخ صالح فرحان العريضي، في منطقة ذات غالبية درزية بجبل لبنان.

واعتبر متري أن جريمة اغتيال القيادي الدرزي quot;موجهة ضد كل اللبنانيينquot;، رافضاً تصنيفها على أنها رد دموي في وجه جو سياسي هادئ نسبياً، ساد الحياة السياسية اللبنانية في الأيام الأخيرة، أثمر عن المصالحة التي تم التوصل إليها ما بين المتقاتلين في مدينة طرابلس الشمالية.

كلام الوزير متري جاء خلال لقاء خصصه لمراسلي وسائل الإعلام العربية أراد خلاله الاستماع لهواجسهم والإجابة عن أسئلتهم.

وعن سبب عدم كشف الحكومة عن مرتكبي جرائم الاغتيالات السياسية في لبنان، اعتبر أن quot;هناك قصورquot;، بعضه تقني أو سياسي، في قدرة الأجهزة الأمنية للتوصل إلى معرفة الوقائع الدقيقة وراء الجرائم التي وقعت في لبنان، ومنها الجرائم السياسية.

وأضاف أن أسباب هذا القصور عديدة، منها عدم عمل الأجهزة الأمنية مع بعضها، لأنها مسَيسة أو ربما مطيَفة (منحازة إلى توجهات الطوائف المختلفة).quot;

ولدى سؤاله عن سبب تلك الانفراجات السياسية، التي جاءت بعد مرحلة من التأزم وأجواء الحرب، والتي أدت إلى المصالحة في طرابلس، ومن ثم المساعي الجارية حالياً للتوصل إلى مصالحة مماثلة في منطقة البقاع، قال متري إن اللبنانيين سمعوا تحذيرات علنية من خطورة الوضع، ومنها ما قاله وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ونظيره المصري أحمد أبو الغيط.

وأوضح أن هذه التحذيرات، التي جاءت من أطراف خارجية، عبّرت عن البعد الخارجي للوضع، بعيداً عن التفاصيل الداخلية المحلية التي قد لا يعرفها هؤلاء.

كذلك، وضع متري كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن خطورة الوضع في طرابلس في إطار أن quot;هذه المشكلة ليست محلية، وقد تكون كبيرة جداً.quot; والأهم، بحسب متري، هو عامل الخوف لدى اللبنانيين، وهو مبرر quot;كي يحتاطوا من خطر آتquot;، مشيراً إلى التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.

ورأى أن الخطر الإسرائيلي quot;قد يكون جدياًquot;، وأن اللبنانيين quot;يتعاطون معه وكأنه وشيك، وهو أحد عناصر التحرك نحو المصالحات والتهدئة.quot; ولفت إلى أن quot;كل المشكلات في لبنان إقليمية ودولية، ولكن إذا تم التعاطي معها على أنها محلية فيمكن معالجتها.. أما إذا تعاملنا معها بوصفها جزء من مشكلة (كونية)، فلا علاج لها.quot;

وانتقد ميل اللبنانيين إلى اعتبار quot;حروبنا الصغيرةquot; جزء من حروب كونية، معرباً عن اعتقاده بأن هذا ما حصل في طرابلس وأدى إلى المصالحة. وأوضح قائلاً: quot;لو اعتبرنا أن المشكلة هي صراع سعودي سوري أمريكي إيراني، لما تمكنا من حلها أبداً.. أما مقاربتها على أن العلويين هم لبنانيون، وأن المشكلة هي بين أبناء طرابلس، فعندها نجد الحل ربما.quot;