لندن: ركزت غالبية الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد على الشأن الداخلي البريطاني مع تراجع نسبي في الشؤون الدولية، وتباينت الملفات الداخلية التي تناولتها الصحف ما بين الأمن والتعليم والسياسة الداخلية والدور البريطاني في عالم اليوم.

نيك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين البريطاني كتب مقالاً في صحيفة الاندبندنت بعنوان quot;العالم يحتاج إلى بريطانيا للخروج من الظل الأميركيquot;.

ويستعرض الكاتب في بداية مقاله ما يقول إنها علامات فارقة عبرت عن زوال الحدود في عالم اليوم وهي التجارة الحرة، التغير المناخي، القاعدة، أزمة الائتمان، والجرائم الدولية.

ويخلص الكاتب من هذه المقدمة إلى نتيجة أولى مفادها أنه لم يعد بمقدور السياسيين الوطنيين العمل منغفردين لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً وعدالة واخضراراً، وأنه إذا اردنا أن نصنع مستقبلاً أفضل لأنفسنا فإن علينا أن نعمل مع الآخرين.

ويتساءل الكاتب quot;ألم يتعهد العمال ببداية جديدة في السياسة الخارجية ؟quot;، مضيفاً أن الحزب جاء إلى السلطة متعهداً بموقف اخلاقي تجاه عالم مابعد الحرب الباردة، وأن القوات البريطانية يمكن أن تذهب إلى ساحات القتال فقط عندما تكون الحرب مبررةquot;.

ويرى الكاتب أن العمال أفسدوا هذه الصورة بمساندتهم الحرب في العراق، وأن كل من العمال والمحافظين تخلوا عن مبدأ الجماعية ولم يلتفتوا إلى الشرعية الدولية وأقسموا يمين الولاء للرئيس الأميركي جورج بوش.

هجوم على براون

ويضيف كليغ أنه كانت أمام العمال فرصة لمحو هذه الصورة مع وصول غوردن براون إلى قيادة حزب العمال، وأنه على الرغم من عدم نسيان عامة البريطانيين لـ quot;خيانتهمquot; بشأن العراق، فقد كانت أمام الزعيم الجديد فرصة لإعادة التأكيد على الوحدة الأوروبية.

لكن الكاتب يعود مرة أخرى للقول أن هذه الفرصة قد تبددت الآن وذلك بسبب رفض براون سحب القوات البريطانية من العراق.

لكن نيك كليغ نفسه كان هدفاً لسهام النقد والسخرية وعلى صفحات الاندبندنت نفسها، ولكن ليس على صفحات الرأي بل على صفحة الكاريكاتير.

يظهر الرسم الكاريكاتيري رئيس الوزراء غوردن براون وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون وهما يطلان برأسيهما من حذاء ضخم بألوان العلم الأميركي في إشارة على التبعية والانقياد، بينما يحاول كليج اللحاق بهما وهو يتشبث بالحذاء ممسكاً بحبل يكاد ينقطع من الوسط.

مدارس دون مدراء

صحيفة الاوبزيرفر الصادرة صباح الأحد قالت إن أزمة كبيرة تشهدها المدارس البريطانية حالياً، حيث بدأت حوالي ألف مدرسة العام الدراسي الجديد دون تعيين مدراء لها.

وتضيف الصحيفة أن قادة المدرسين الذين اذهلهم العدد الكبير من الوظائف الخالية في المدارس الابتدائية والثانوية أخبروا الوزراء المعنيين بأن عليهم أن يتصرفوا فوراً لتجنب كارثة محتملة.

وبرزت هذه المخاوف على السطح، حسب الصحيفة، بعد أن أعدت الحكومة البريطانية قائمة سرية من مدراء المدارس وكبار المدرسين الذين سيتركون وظائفهم للمساعدة في إدارة مؤسساتها الأكاديدية المميزة حينما تعلن عن عن تلك الوظائف.

وتضيف الاوبزيرفر أن هذه الخطوة أغضبت المدراء في بعض المدارس والذين قالوا إنها ستفاقم من المشكلة في مدارس أخرى.

quot;تنظيم الغضبquot;

نقلت صحيفة التايمز الصادرة صباح الأحد عن المفوض الأعلى الباكستاني لدى بريطانيا قوله إن الهجمات الأميركية على القاعدة وطالبان في باكستان يمكن أن تؤدي إلى هجمات إرهابية في لندن.

وقال واجد شمس الحسن إن القصف الأميركي قتل المئات من المدنيين لكنه فشل في التخلص من أي من قادة القاعدة.

ويرى شمس الحسن إن هذا الحدث سيثير غضب المسلمين في باكستان quot;وسيجعل شوارع لندن أقل أمناًquot;.

وتنقل الصحيفة عن شمس الحسن قوله quot;يوجد مليون باكستاني هنا في لندن، والغضب يتصاعدquot;، ويضيف شمس الحسن أنه تلقى الكثير من الرسائل النصية من قادة الجالية الباكستانية الداعين إلى quot;تنظيم غضبناquot;.

ويرى شمس الحسن أن من شأن الهجمات الأميركية أن تؤدي لتطرف صغار السن من المسلمين.

وعبر شمس الحسن عن أمله في توقف الأميركيين عن مثل هذه الهجمات لاعطاء فرصة للديمقراطية الباكستانية وانعاش اقتصاد البلاد وإلا quot;سيتسلم الجيش مقاليد الحكم، هل هذا ما يريدونه؟quot;

حرب أهلية

على صفحات الصنداي تلغراف خبراً داخلياً بعنوان quot;حرب أهلية في حزب العمال، المتمردون يحاولون إزاحة غوردن براونquot;.

وتقول الصحيفة إن نواباً عماليون متمردون يحاولون تنحية براون عن السلطة باثارة عصيان ضده في مجلس الوزراء.

وتضيف الصنداي تلغراف إنهم يدعون أن حوالي 45 نائباً في البرلمان يعدون للمشاركة في هذه الخطوة والتي ستضعه تحت ضغط شديد.

وتضيف الصنداي تلغراف أن قادة المعارضة ضد رئيس الوزراء يقولون إن هدفهم هو ضمان quot;أقلية ذات وزنquot; من الوزراء يبلغ عددهم عشرة ليخبروا براون أن quot;اللعبة قد انتهتquot;.

وترى الصحيفة أن هذه الخطوات تأتي بينما زادت وتيرة التحرك ضد براون مؤخراً.

وتقول الصحيفة إن هناك بعض الأخبار السارة لرئيس الوزراء وهي اختيار مرشحه المفضل لين جراي كزعيم لحزب العمال الاسكتلندي، ولكن في نفس الوقت اظهر استطلاع للرأي حصول حزب العمال على 27 نقطة متأخراً بحوالي 19 نقطة عن حزب المحافظين.