القدس: يرى كثيرون فوز وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في انتخابات حزبية لخلافة رئيس الوزراء ايهود اولمرت على انه انتصار للاسرائيليين الذين يؤيدون محادثات السلام لكن مصادر مطلعة تهون من احتمال اتخاذ خطوات جريئة في وقت قريب.
واوضحت ليفني التي فازت بزعامة حزب كديما في انتخابات يوم الاربعاء لمقربين منها ومستشارين انها تريد التركيز على المحادثات مع الفلسطينيين والسعي من اجل هدف تشترك فيه مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالتوصل لاتفاق بشأن حدود الدولة.
وقالت مصادر عديدة بشرط عدم الكشف عن هويتها ان ليفني تميل مثل ادارة بوش التي تتبقى امامها اربعة اشهر فقط في السلطة الى عدم اعطاء الاولوية لمحادثات السلام مع سوريا التي تتوسط فيها تركيا.
واضافت المصادر ان اولمرت ابقى ليفني بعيدة الى حد كبير عن المحادثات غير المباشرة مع دمشق والتي بدأت في مايو ايار بمشاركة ضئيلة من وزارة الخارجية مما اثار شكوكها.
وقال مصدر مقرب من ليفني لرويترز في اشارة الى سوريا والفلسطينيين quot; انها لا تعتقد ان باستطاعتنا العمل على جبهتين.quot;
لكن مستشارا سابقا حذر من ان الكثير يعتمد على الادارة الاميركية القادمة واضاف quot;بمجرد ان تجلس في مقعد رئيس الوزراء.. يمكن ان تغير موقفها.quot;
لكن الشاغل الاول لليفني سيكون تحدي اعادة توحيد حزب كديما وتشكيل حكومة ائتلافية لتجنب مواجهة انتخابية مع بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني الذي يتقدم في استطلاعات الرأي.
وقد تستغرق عملية تشكيل ائتلاف اسابيع او شهورا وتجبر ليفني ومؤيديها الذين يوشكون على تسليم السلطة في واشنطن على خفض طموحاتهم بشأن صنع السلام.
ويعتزم اولمرت المضي قدما في المحادثات. وسيبقى قائما بأعمال رئيس الوزراء الى ان تشكل ليفني حكومة جديدة. واوضح مسؤولون فلسطينيون انهم يريدون اتفاقا شاملا وهو ما قد لا يمكن لاولمرت تقديمه.
وحتى ذلك الحين يصعب على ليفني ان تثير نفور حلفاء من اليهود المتدينين مثل حزب شاس المؤثر الذي يعارض المفاوضات بشأن قضايا حساسا مثل القدس.
وقال مسؤول ان ذلك يعني احتمال ان تسير ليفني على نهج اولمرت بتأجيل اصعب القضايا. ونقل عن مسؤولين مقربين من ليفني قولهم quot;انها ايضا لديها ائتلاف ينبغي ان تحافظ عليه.quot;
وقال جيدي جرينشتاين رئيس مركز ريوت للابحاث ان ليفني تواجه خيارا quot;صعباquot; اذ يمكنها اما ان تضحي ببعض من اهدافها الدبلوماسية والداخلية لبناء تحالف اوسع واما ان تمضي قدما في خططها بما في ذلك اتفاق لاقامة دولة فلسطينية اعتمادا على ائتلاف اصغر واقل استقرارا.
ويقول مسؤولون ان ليفني تتفق مع اولمرت فيما يتعلق بمدى التنازلات بشأن الاراضي للفلسطينيين لكنها تتخذ خطا اكثر تشددا بشأن اللاجئين الفلسطينيين وتعارض quot;حق عودةquot; ولو بصورة رمزية حتى لبضعة الاف من الفلسطينيين.
وقال مساعد سابق عن ليفني التي تخشى ان تقدم على quot;سابقةquot; يمكن ان تؤدي لتآكل هوية اسرائيل كدولة يهودية quot;لقد اوضحت انه.. لن يدخل فلسطيني واحد دولة اسرائيل. انها مسألة مبدأ بالنسبة لها.quot;
ويقول نقاد انه اذا نجحت ليفني في تشكيل ائتلاف فربما تجد صعوبة في زعم ان لديها تفويضا بتسوية شاملة مع الفلسطينيين حيث فازت بزعامة كديما بأقل من 20 الف صوت اي حوالي نصف في المئة من سكان اسرائيل.
وقال رعنان جيسين مساعد رئيس الوزراء السابق ارييل شارون الذي ترك حزب ليكود ليؤسس كديما في 2005 quot;هذا انتصار في الوقت الضائع. يجب ان تثبت ان لديها تفويضا.quot;
ورد جرينشتاين الذي عمل مساعدا لليفني انه لديها quot;شرعية كاملة للمضي قدما.quot; واشار الى رؤساء وزراء سابقين اقدموا على خطوات دبلوماسية خطرة رغم انتصاراتهم الانتخابية بفارق ضئيل.
ومما يزيد من تعقيد الامور لليفني انها قد تكون محاطة في اجتماعات مجلس الوزراء بمنافسين كليهما قائد عسكري سابق وهما زعيم حزب العمل ايهود باراك عن يسارها وشاؤول موفاز الذي خسر انتخابات كديما بفارق ضئيل الى يسارها.