الرئيس الأسود الأول لأميركا يحيي آمالاً في حلول..ومخاوف من الخيبة
اللبنانيون تابعوا تنصيب أوباما باهتمام وإعجاب شديدين

quot;كيف

كيف استقبل الشارع العربي تنصيب أوباما


باراك أوباما الرئيس الـ44 للولايات المتحدة

باراك أوباما الرجل الاقوى بعد صعود غير متوقع

حفل تنصيب أوباما بالصور

إيلي الحاج من بيروت: تابع اللبنانيون باهتمام وإعجاب شديدين حفل تنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية أول أسود في التاريخ الأميركي. الإهتمام لأن الآمال في حلول مشاكل العالم بأسره ولا سيما مشكلة الصراع العربي ndash; الإسرائيلي التي يتأثر بها لبنان كثيراً، معقودة كلها عليه ، والإعجاب لأن هذا اليوم تجسدت فيه جدية الأميركيين في إلتزامهم المبادىء الديمقراطية التي ينادون بها ويسعون إلى نشرها في العالم. وساهمت في جذب إنتباه اللبنانيين إلى هذا الحدث الإستثنائي وتقريبه إليهم عظمة الإحتفال الذي شارك فيه ما يزيد على مليوني شخص، وتنظيمه المهيب اللذين أظهرتهما كل وسائل الإعلام المرئية في نقل مباشر، حيث تسمرت عيون رواد المقاهي وكذلك بقية الناس في بيوتهم وحتى في أمكنة العمل على الشاشات وهي تلاحق مشاهد الإحتفال التاريخي الضخم.

ويقول بعض رواد مقهى ، من المثقفين في بيروت لـquot;إيلافquot; إن أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة القريب لم يحمل معه الى المنصب مقدار الأمل الذي يحمله أوباما. وإنه أكثر الرؤساء شعبية في جيله، ودخل البيت الأبيض بتفويض شامل من شعبه للتصرف. وهو كأول رئيس أسود لأميركا يمثل وحدة شعبها بعد تمييز استمر مئات السنوات ، ويرمز الى المصالحة بين البيض والسود، ويطوي صفحة مؤلمة في تاريخ دولة تفاخر بأن أهم ما تقدمه إلى العالم هو ديمقراطيتها. من رواد المقهى، محمد صيداوي، الذي يحمل الجنسية الأميركية، يوضح أن شعوره كان مبهماً يمتزج فيه الفخر بالإعجاب ، خصوصاً عندما بدأ أوباما القسم بالقول :quot; أنا باراك حسين أوباما...quot;. ويضيف: quot;أميركا بلد هائل. الآفاق فيها مفتوحة أمام الأفراد. بلد حريةquot;.

ويبدي آخرون أملهم في أن يتمكن الرئيس الجديد من إعادة المفاهيم المعنوية والمبادىء والأخلاقية التي فقدتها الولايات المتحدة، خصوصا في عهد الرئيس جورج بوش، وأن يعيد إليها الإحترام بخطوات واضحة وعاجلة. ويحددون ما يقصدون بالقول أن الأولويات كما يتمنونها كلبنانيين هي إيجاد وضع حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على قاعدة إنشاء دولة حرة ومستقلة وآمنة للفلسطينيين، فضلاً عن إخراج الجيش العراقي من العراق وإنهاء إحتلال هذا البلد العربي وإغلاق معتقل غوانتانامو ومنع ممارسات التعذيب في التحقيقات، وحل الملف النووي مع إيران سلمياً وليس بالحرب، فضلاً عن احترام الإنسان فعلاً من دون أي إستثناءات وعدم رمي غير البيض وأبناء العالم العربي بشبهة الإرهاب.

ويلاحظ صحافيون سألتهم quot;إيلافquot; عن توقعاتهم أن الرئيس أوباما شكل فريقا من أفضل الأشخاص القادرين على السعي فوراً إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، وهذا الفريق يمكنه أن يضع مقاربة استراتيجية تلبي طموحات الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. إلا أن بعضهم أبدى خشية حيال إلتزام أوباما موقفا غامضاً حيال الطريقة التي ينوي بها معالجة قضية الشرق الأوسط، ولفتوا إلى أن الرجل لن يطوي صفحة العلاقة الاميركية- الاسرائيلية المميزة تاريخياً. ويدعون إلى عدم توقع تغيير في هذه العلاقة والتخلي عن التحالف معها.، لكنه قادر مع ذلك على المساهمة بقوة في حمل إسرائيل على القبول بدولة فلسطينية مستقلة وحرة.

في المقابل يقول هؤلاء إنهم يتوقعون من أوباما أن يخطو خطوات سريعة في الملف العراقي، ويعتبرون أن الاتفاق الأمني الذي وقعته واشنطن وبغداد، والقاضي بانسحاب كامل للجيش الأميركي في نهاية ٢٠١١ ، ليست هي الإطار الزمني النهائي الذي ستتم الأمور على أساسه، بل أن الإنسحاب سيكون بوتيرة أسرع ، ولن ينتظر أوباما سنتين لسحب القوات الأميركية والبالغ عددها ١٤٢ الف جندي من العراق رغم كل الأخطار، الأمر الذي سيحسن صورة بلاده في المنطقة.

لكن ثمة في الصالونات السياسية اللبنانية وقاعات التحرير الصحافية من يقولون إن ملفات الشرق الأوسط بأكملها، بل كل الملفات الخارجية، لن تكون على الإطلاق أولوية مطلقة لدى أوباما، بل الازمة الاقتصادية التي ستشغله في أول مئة يوم من عهده الذي بدأ لامعاً بخطابه المتدفق الإنساني المذهل تحت شعار quot;الأمل والتغييرquot;. شعار يبهر الناس في أميركا والعالم أجمع ومن ضمنه لبنان، وفي الوقت نفسه يخشون السقوط في الخيبة والعودة إلى مقولة quot;أميركا هي أميركا... مع إسرائيل وضد العرب، ولا تساهم في حلول لمنطقتنا بل على العكس، لا يهمها منها إلا النفطquot;.