العدائية والتهديد والتدمير والاغتيال ميزات الخطاب الانتخابي الإسرائيلي
غضب إسرائيلي من فرنسا لمحاولتها إزالة المقاطعة الدولية عن حماس
إيناس مريح من حيفا: تهديد، اغتيال، تدمير، هي الكلمات والوعود التي يحملها المنافسون على رئاسة الوزراء الإسرائيلي، وما كان ينقص هو لبس المنافسين بزتهم العسكرية حتى يستقطبوا أكبر عدد من الأصوات، فهم يبحثون عن الطريق الأقرب إلى ذهن الناخب الإسرائيلي كي يتمكنوا من الفوز برئاسة الوزراء، وتماشيًا مع نغمة الجمهور الإسرائيلي الذي غالبيته القصوى دعم وأيد الحرب على غزة، الأمر الذي له تداعيات عديدة أهمها عدم اكتراث هذا المجتمع ( الإسرائيلي ) بسفك الدماء وقتل الأطفال والنساء وإبادة شعب، فنجد بأن أغلبية المنافسين في الأحزاب الصهيونية تتماشى مع هذه الوتيرة التي يتسم بها المجتمع الإسرائيلي. حملت الصحف الإسرائيلية لهذا اليوم آخر التطورات في الحملة الانتخابية في الكنيست الإسرائيلي، كذلك السابقة الاقتصادية في إسرائيل وهي تخفيض قيمة الفائدة في السوق الإسرائيلي، عدا الغضب الإسرائيلي على فرنسا بسبب محاولتها لتليين شروط اللجنة الرباعية المتعلقة في حركة حماس، كذلك نقلت آخر التطورات في قضية الفساد المتعلقة بحزب quot;إسرائيل بيتناquot; برئاسة افيجدور ليبرمان.
ففي صحيفة هآرتس ورد أن رئيس حزب العمل ايهود بارك يتوجه إلى الناخب الروسي مستخدمًا كلمات وشعارات كان قد استخدمها رئيس حكومة روسيا بوتين ضد الشيشانيين، والتي تحمل كلمات اغتيال ما وصفهم quot;بالإرهابيين حتى لو كانوا في المراحيضquot;، والهدف من وراء هذه الخطابات العدائية الحربية هي كسب ولو مقعد واحد من وراء دعم شريحة الناخبين الروس له. وأضافت هآرتس بأنه quot; سيتم اليوم وبعد ساعات الظهر بث الدعاية الانتخابية التي تستهدف الناخب الروسي في إسرائيل من خلال المذياع، بحيث سيتوجه بارك للقادمين الجدد من روسيا إلى إسرائيل ليطلب منهم الدعم كما دعموه في الماضي، كما سيستعرض تجاربه وخبراته في الحرب ضد ما اسماه quot;الإرهابquot;.
وأشارت هآرتس بأنه quot; فاز بارك قبل عشرة سنوات في عام 1999 في الانتخابات الإسرائيلية كرئيس وزراء، بدعم الروس بنسبة 58%، أما اليوم فهو يعمل للحصول فقط على مقعد واحد قد تساعد الحرب على غزة بجلب الأصوات من الروس، رغم أنه وفقط قبل أسابيع قليلة لم يكن ايهود بارك مقبولاً في الشارع الروسي في مجال الإنتخابات، فالإحصائيات منحت حزب العمل اقل من نصف مقعدquot; روسيquot;quot;. وذكر معلق سياسي روسي لصحيفة هآرتس بأن quot;بارك لديه حظ فغالبية الروس يرون بالحرب على غزة بأنها فاشلة، إلا أنهم يعتبرون بارك ناجحًا عسكريًا ولا يعتبرونه جزءًا من الفشل السياسي للحربquot;.
هذه المرة يعود ايهود بارك إلى الملعب الانتخابي الروسي، وهو يتزود بهالة النصر العسكري وبرسائل متطرفة وتحمل طابع القوة بشكل أكبر من الرسائل التي يتوجه بها للناخب العربي، هذه الرسائل المتطرفة التي يتم توجيهها للروس لإفتراض بأن الروس يحبون القوة ويبحثون عن قائد قوي، وسيعرض بارك نفسه لإرضاء الأمرين في نفوس الشريحة الروسية.كذلك يستعمل حزب العمل كلماته التي تمثل طابعه العدائي حتى في منافسته مع باقي الأحزاب فهو يدعو quot;لتدميرquot; حزب كاديما.
إحباط لدى تسيبي ليفني في حزب كاديما
ليس الأمر بأفضل في حزب كاديما عن باقي الأحزاب الصهيونية فقد بدت الدعايات الانتخابية وكأنها تلبس البزة العسكرية في ساحة معركة انتخابية، ففي حزب كديما اختارت تسيبي ليفني وشاؤول موفاز ما وصفته صحيفة هآرتسquot; خط المحاربquot; في حيثية خطابهم في منطقة سديروت، ذلك ضمن الجهود لتقوية الجانب الأمني لحزب كاديما ولليفني مقابل رئيس حزب الليكود بن يمين نتانياهو ورئيس حزب العمل ايهود بارك.
هدد شاؤول موفاز في خطابه بأنه سيغتال رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية وقادة حركة حماس، أما ليفني ستمنح حصة كبيرة للانتصارات المزعومة على غزة في خطابها الانتخابي، وتهدد حركة حماس بأن quot;إسرائيل سترد على أية تهريب سلاح بنفس الدرجة التي سترد عليها في حال تم إطلاق نار صوب إسرائيلquot;، كما دعمت دالية ايتسيك رئيسة الكنيست ورئيس مقر كاديما أقوال تسيبي ليفني بصفتها هي المبادرة للحملة العسكرية على غزة. ذكرت هآرتس
من جانب آخر، تركت افادت هآرتس بأنquot; اخ تسيبي ليفني الذي اعتبر من الاستراتجيين لحزب كاديما ترك حزب كاديما وعاد إلى حزب الليكود، ليدعم ويؤيد الحزب المنافس لليفني اخته وهو حزب الليكود في حين تم تعيينه لرئيس جهاز المتطوعين في الليكود، فرغم تعقيب تسيبي ليفني على أنها لا تدخل حياتها الخاصة في السياسة وبأنه على الرغم من الأخوة بينها وبين ايلي ليفني، إلا أنهم لا يتفقون بكل شيءquot;، وربما سيشكل هذا الانتقال لأخي ليفني صفعة لحزب كاديما خاصة وأن ايلي ليفني اخ تسيبي ليفني صرح بأنه محبط من القيادة في حزب كاديما. اما في حزب الليكود يحاول نتانياهو كسب أصوات المتدينين اليهود في خطابه الذي يدعو الى تقوية quot;الدولة اليهودية وفقًا لتصريحات نتانياهو فهو سيحافظ على طابع الدولة اليهودية وعاصمته القدس الموحدة، وبإيجاد حل للمستوطنين الذين تم تفريغهم من مستوطنات الضفة الغربية.
2500 مستند ضد افيجدور ليبرمان في ملفه الجنائي
أما في قضية الفساد والرشاوى وتبييض الأموال المتعلقة في افيجدور ليبرمان ورد في هآرتس بأنه quot; تم تحويل 2500 مستند جديد من قبرص لإسرائيل ساهموا في تطور مهم في التحقيق بالتهم الموجهة ضد افيجدور ليبرمان، هذه المستندات تشهد على نشاطات وفعاليات الشركات المختلفة التي تم استخدام قسم منها في تبيض الأموال المتعلقة بليبرمان وشركائه، وتشهد على تحويل أموال بين سلسلة حسابات بنك وفقًا للشبهات التي تم فتحها على يد اقارب ليبرمان في إطار الحزبquot;. ومن جانب آخر اشارت هآرتس أنهquot; ومنذ وصلت المستندات لإسرائيل تمت مضاعفة عدد المحققين في لجنة التحقيق القطرية في قضايا الغش والخداع والاختلاس للتمكن من مسح المستندات الجديدة، وقد أعرب المحققون بأنهم استكملوا مهمتهم واستطاعوا كشف مواد في المستندات تثبت علاقة ليبرمان وبين تهريب الأموال من قبرصquot;. أما بالنسبة للتهم التي نسبت لمجموعة المتورطين في قضايا فساد من حزبquot;اسرائيل بيتناquot; برئاسة افيدور ليبرمان ورد في هآرتسquot; افيجادور ليبرمان: تهمته بناء قاعدة دولية متطورة لتحرير أموال رشاوى وتبيض ثروات.
ميخال ليبرمان: ابنة افيجدور ليبرمان صاحبة شركة تم تحويل اموال من الشركة لوالدها
وفي هذا السياق، ذكرت يديعوت أحرنوت بأنه ميني مزوز المستشار القضائي في الحكومة الإسرائيلية أمر الشرطة الإسرائيلية بتوقف التحقيقات في قضية ليبرمان حتى انتهاء الانتخابات. غضب إسرائيلي من فرنسا لمحاولتها إزالة المقاطعة الدولية عن حماس.
أفشلت إسرائيل خلال الأيام الماضية محاولة فرنسية تهدف إلى تعديل شروط الرباعية الدولية للاعتراف الدولي بحركة حماس. ووفقا لمصادر سياسي في القدس أفاد لصحيفة هآرتس فإن إسرائيل تشعر بالقلق منذ انتهاء حربquot;الرصاص المسكوبquot; على غزة خوف من تغيير في مواقف الكثير من الدول الأوربية في قضية المقاطعة التي فرضت على حركة حماس منذ فوزها في انتخابات 2006. واتهم المصدر السياسي فرنسا بانها quot; تحاول فرنسا التخفيف من شروط اللجنة الرباعية كي تتمكن من الحديث مع حماسquot;.
فبعد انتهاء الحرب على غزة انذر سياسيون اسرائلييون من أقوال تداولت في الكثير من مكاتب وزراء خارجية في دول أوربية عديدة quot;لتجديد التفكيرquot; تتعلق بالاتجاه السياسي الدولي مع غزة ولإعادة التفكير في الشروط المتعلقة في حركة حماس في اللجنة الرباعية. ووفقا للإفادات المقلقة للجانب الإسرائيلي اضافت هآرتس quot; الإفادات المقلقة هي تلك التي تأتي من فرنسا بحيث كانت محادثات مغلقة بأنه لا يمكن تجاهل وجود حركة حماس، رسالة أخرى أرسلتها فرنسا لدول أوروبا ولإسرائيل بأنه يجبquot; التعامل بلين مع غزة وعدم إلغاء إمكانية إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية التي يمكن لقادة من حماس أن يكونوا جزء منها، كما حدث في لبنان بحيث أن حزب الله عضو في حكومة لبنانquot;.
في إسرائيل هناك غضب كبير ضد وزير الخارجية الفرنسي كوشنير وكبار الفرنسيين الذين تجاهلوا خلال تصريحاتهم عبر وسائل الإعلام من شروط اللجنة الرباعية المتعلقة في حركة حماس وعرضوا على حماس شروط مقلصة منها نبذ العنف والتفكير بعملية سلام، وغضب آخر لعدم إضافة شرط الاعتراف بإسرائيل من قبل حركة حماس. كما وذكر الفرنسيون في تلخيصهم بعد انتهاء جلسة الإتحاد الأوروبي أنهم مستعدون لأية حوار مع حكومة وطنية التي تحترم مبادئ السلام ، وتجاهل الفرنسيين شروط اللجنة الرباعية. إضافة إلى ذلك طلبت فرنسا حذف بند فتح المعابر وفقا لعام 2005، واقترحت بندًا يمكن فتح المعابر بدون التزام بوجود شرطة تابعة لأبي مازن في غزة. وخلال الأسبوع الأخير عملت إسرائيل على إسقاط المبادرة الفرنسية ونجحت إسرائيل في إسقاط المبادرة الفرنسية، إلا أنه ورغم الفشل الفرنسي بمبادرتها حسب ما ورد في هآرتس إلا أن التخوفات لا زالت مستمرة في إسرائيل.
أما في يديعوت أحرنوت فقد ورد بأن الرئيس الفرنسي استدعى والد جيلعاد شاليط لجلسة مستعجلة ومن المتوقع أن يكون اليوم مؤتمر صحافي خاص في اللقاء بين ساركوزي وبين والد جيلعاد شاليط، في حين أعرب ساركوزي عن جهوده لأجل إطلاق سراح جيلعاد شاليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية بالإضافة للجنسية الإسرائيلية، بحيث يجري ساركوزي اتصالات بموضوع شاليط مع سوريا وبواسطتهم مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، يشار إلى أن ساركوزي ذكر في زيارته الأخيرة لإسرائيل بأنه quot; يجب إطلاق سراح جيلعاد شاليط ليس فقط لأنه مواطن فرنسي، بل لأن هذا ما يجب أن يحدث، فعلى إسرائيل أن تبدي استعداها لإطلاق سراح جيلعاد شاليط كي تتوقف معاناة مئات العائلات الفلسطينيةquot;.
وفي هآرتس ورد :quot;سيتوجه وزير الأمن الإسرائيلي ايهود بارك غدا إلى أمريكا لعدة أهداف أبرزها طلب تزويد عتاد حربي وأسلحة لإسرائيل بعد استخدام كم هائل من الأسلحة في الحرب على غزة. وعلى الصعيد الاقتصادي وعلى ضوء إعلان بنك إسرائيل عن عام 2009 عام الركود الاقتصادي فقد أعلن بالأمس نقيب بنك إسرائيل عن تخفيض قيمة الفائدة في السوق لنسبة 1% فقط، وتعتبر نسبة الفائدة هذه هي الأولى في تاريخ الدولة وفقا ليديعوت احرنوت.
التعليقات