بلورة رؤية متوسطية ـ أوروبية مشتركة لتعزيز السلطة الفلسطينية
الاتحاد الأوروبي يعترض على مشاركة حماس في إعادة إعمار غزة

قادة quot; حماس quot; يتوافدون إلى القاهرة لبحث التهدئة والمصالحة

نبيل شرف الدين من القاهرة: كشف مصدر دبلوماسي أوروبي يقيم في القاهرة عن اتجاه وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي في اجتماعهم الذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل يوم غدٍ الأثنين، ويحضره نظراؤهم في مصر والسلطة الفلسطينية والأردن وتركيا، إلى بلورة رؤية أوروبية ـ متوسطية مشتركة، من شأنها أن تكفل استقرار الوضع في قطاع غزة، بعد وقف إطلاق النار، وانتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، ولكن من دون تعاون مباشر مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وفي هذا السياق قال حسام زكي الناطق باسم الخارجية المصرية إن وزيرها أحمد أبو الغيط سوف يطرح جهود بلاده لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة المصرية، موضحًا أن الاجتماع الذي تنظمه الرئاسة الأوروبية التشيكية لوزراء الاتحاد الاوروبي الـ27 سيخصص للاستماع لوجهات نظر هذه الدول المتوسطية في أوضاع المنطقةquot;، على حد قوله.

ومضى زكي قائلاً quot;إن مصر سوف تطرح من جانبها كافة الجهود التي تقوم بها لتنفيذ المبادرة المصرية، ونحن الآن في المرحلة الثانية من تنفيذ هذه المبادرةquot;، مشيرًا إلى أن الاجتماع يتزامن مع وجود وفود الفصائل الفلسطينية التي تزور القاهرة حاليًا، للتشاور معهم بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر وتأمين الحدود وإلى ما ذلك. وأشار المتحدث باسم الخارجية المصرية إلى أن وزيرها أحمد أبو الغيط سوف يشرح بالتفصيل خلال هذا الاجتماع كافة التفاصيل الخاصة بالمبادرة المصرية، كما يعرض رؤية مصر للمستقبل، وكيفية العمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية الداخلية.
وقال دبلوماسيون أوروبيون، إن مصر رفضت بشدة نشر مراقبين دوليين على أراضيها على امتداد حدودها مع قطاع غزة بينما يدرس الاتحاد الأوروبي المشاركة في فرض رقابة بحرية لمنع تهريب السلاح عن طريق البحر إلى حركة ''حماس'' والفصائل الفلسطينية الأخرى.


اجتماع الرياض

وحول اللقاء التشاوري في الرياض بين وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والإمارات، والذي حضره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال حسام زكي المتحدث باسم الخارجية : quot;إن اللقاء استعرض مجمل الاوضاع العربية في ضوء نتائج قمة الكويت ومبادئ المصالحة العربية التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وسبل تدعيم هذه المصالحة وتوسيع نطاقهاquot;.

وتابع زكي quot;إن الدول التي اجتمعت اتفقت على تنسق سياساتها لتدعيم هذه المصالحة والمضي قدما فيها بشكل يخدم المصلحة العربية عمومًا ويخدم رؤية هذه الدول للوضع في المنطقةquot;. وأشار إلى أنه تم تبادل وجهات النظر خلال اللقاء أيضًا عن الاتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة، وأفضل السبل لمحاولة تأمين تفهم أميركي من هذه الإدارة للقضايا العربية والفلسطينية بوجه خاص.

وشدد زكي على أهمية الاخذ في الاعتبار السرعة التي بدأت بها الإدارة الأميركية الجديدة عملها في المنطقة، بارسال المبعوث الأميركي الجديد للشرق الأوسط في الاسبوع المقبل، معتبرًا أنها إشارة مهمة جدًا يجب التعاطي معها بالسرعة نفسها. ونفى المتحدث باسم الخارجية المصرية أن يكون اجتماع الرياض قد تطرق من بعيد أو قريب التحركات الدولية لمنع تهريب الاسلحة إلى قطاع غزة، وقال quot;هذه الامور لا تبحث في مثل هذه اللقاءات التشاورية، هذه اللقاءات تتناول أسلوب عمل أو إستراتيجية عمل أو طرح أفكار معينة، ولم يتطرق اللقاء لهذه الأمور اطلاقًاquot;، على حد تعبيره.

وبعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، برزت حزمة من المشاكل تتمحور حول آلية وصول المساعدات وكيفية توزيعها واعادة اعمار القطاع المدمر في ظل تجاهل دولي لحركة حماس واشتراط معظم الدول المانحة بأن تكون السلطة الفلسطينية في quot;رام اللهquot; هي المسؤول المباشر عن الإعمار، وما بين هذا وذاك يبقى أهل غزة هم من يعيش المأساة في انتظار بصيص أمل.