جيبوتي: فاز الزعيم الاسلامي المعتدل شيخ شريف احمد برئاسة الصومال يوم السبت في تصويت اجراه البرلمان الصومالي في جيبوتي بموجب خطة توسطت فيها الامم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة في الصومال. ودوى التصفيق داخل القاعة عندما اجتاز احمد الاغلبية المطلوبة من الاصوات وهي 213 صوتا قبيل الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0100 بتوقيت جرينتش) خلال جلسة للبرلمان استمرت طوال الليل.
وهزم احمد الذي تزعم حركة المحاكم الشرعية التي حكمت مقديشو ومعظم جنوب الصومال في عام 2006 قبل تدخل عسكري اثيوبي - مصلح محمد سياد نجل الدكتاتور الصومالي السابق محمد سياد بري في الجولة الثانية من التصويت. وقال محللون ان احمد لديه افضل فرصة بين كل المرشحين للرئاسة لتوحيد الصومال في ضوء جذوره الاسلامية وقبوله لدى الاطراف الاخرى. ولكن مصالحة الشعب الصومالي البالغ عدده عشرة ملايين نسمة ووقف 18 عاما من اراقة الدماء في الصومال مهمة شاقة حتى بالنسبة له.
واجتمع البرلمان الصومالي في جيبوتي المجاورة بسبب عدم الاستقرار في الصومال. وانسحب رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين الذي كان يعتبر المنافس الرئيسي لاحمد على الرئاسة من السباق بعد حصوله على 59 صوتا فقط في الجولة الاولى من الانتخابات.
وقد حصل شيخ شريف زعيم التحالف من اجل اعادة تحرير الصومال على اكثرية اصوات النواب في الدورة الثانية من الانتخاب امام مصلح محمد سياد بري (60 صوتا) نجل الرئيس الراحل محمد سياد بري الذي كانت الاطاحة بحكومته في 1991 بداية الحرب الاهلية في الصومال. وفي الدورة الاولى الذي اجريت مساء الجمعة، تصدر شيخ شريف بفارق كبير على اثر حصوله على 219 صوتا من اصوات النواب ال 430 الذين شاركوا في الجلسة. وسيتوجه الان الرئيس الجديد في مطلع الاسبوع الى اجتماع قمة للاتحاد الافريقي في اثيوبيا قبل بدء المهمة الصعبة المتعلقة باحلال السلام في الصومال بعد حرب اهلية استمرت 18 عاما.
وقتل خلال العامين الماضيين اكثر من 16 الف مدني وعدد غير معروف من المقاتلين خلال تمرد قاده اسلاميون ضد الحكومة وحلفائها العسكريين الاثيوبيين. واضطر مليون شخص لترك ديارهم ويعتمد ثلث السكان على المساعدات الغذائية فيما تصفه وكالات الاغاثة بواحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم. ولم تحظ الصومال بحكومة مركزية منذ الاطاحة بالرئيس محمد سياد بري عام 1991 .
وعلى الرغم من انسحاب القوات الاثيوبية في وقت سابق من الاسبوع الماضي وعملية السلام المنعقدة في جيبوتي والتي تهدف الى مصالحة الحكومة والمعارضة مازال مسلحون متشددون بقيادة جماعة الشباب يقاتلون من اجل السلطة.
ونددت جماعة الشباب بالانتخابات بوصفها لا معنى لها. واستولت هذه الجماعة على مقر البرلمان في بلدة بيدوة الاسبوع الماضي مما يعني ان الحكومة لا تسيطر الا على بضع بنايات بمقديشو بمساعدة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي.
واستقال الرئيس السابق عبد الله يوسف الذي يتهمه المجتمع الدولي بانه عقبة في واجه السلام من الرئاسة الشهر الماضي بعد ان قضى اربع سنوات في السلطة. ويتشكك صوماليون كثيرون في ان تؤدي عملية جيبوتي الى احلال السلام في نهاية الامر قائلين انه مهما يكن من سيتولى الرئاسة فانه سيواجه تهديدا كبيرا من قبل المتشددين وان انتخابات تجري في الخارج ستفتقر الى الشرعية.
التعليقات