لا تزال أحداث الأحد داخل الحرم القدسي تسيطر على معظم تغطيات الصحف الاسرائيلية التي حملت الشيخ رائد صلاح لليوم الثاني على التوالي مسؤولية تغذية مشاعر المصلين في المسجد الأقصى، وبالتالي لم تخفِ تلك الصحف قلقها من تجدد المواجهات أو اتساعها.

تل أبيب: واصلت الصحف الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، تغطية التطورات والأحداث المتسارعة في القدس وفي محيط الحرم القدسي الشريف، مع الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية سارعت بدورها لمحاولة توظيف الأحداث لصالحها خوفا من تسجيل السبق فيها لحماس، ومد نفوذ الحركة بالتالي إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية. في المقابل أجمعت الصحف الإسرائيلية على أن الشيح رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل هو المسؤول عن إلهاب المشاعر، مستشهدة بنداءاته المتكررة عبر وسائل الإعلام والفضائيات العربية للمسلمين بالقدوم إلى القدس والرباط في المسجد الأقصى لمنع متطرفين يهود من اقتحام المسجد الأقصى خلال ايام عيد العرش اليهودي.

وتباينت تحليلات المراقبين الإسرائيليين في الصحف بين من يرى تصريحات السلطة الفلسطينية تصعيدًا خطرًا، ومحاولة من أبي مازن للتغطية على فضيحة تقرير غولدستون واستجابته للضغوط الأميركية من جهة، وسعي قيادة السلطة إلى عدم ترك الساحة لحركة حماس، من جهة، وبين من يرى أن تصريحات ومواقف السلطة الفلسطينية لا تشكل تصعيدًا على الإطلاق، ولا سيما أن أبا مازن يعمل بصمت،عبر تفاهم مع الإدارة الأميركية لبناء الدولة الفلسطينية.

في المقابل حذّر جهاز الأمن العام الإسرائيلي، quot;الشاباكquot; ، من أن أحداث اليومين الأخيرين تثبت أن السلطة الفلسطينية تمكنت في السنوات الأخيرة من إعادة بسط سيطرتها على أحياء القدس العربية وأن عناصر وأفراد الأمن الفلسطيني ينتشرون وينشطون في الأحياء الفلسطينية في المدينة. إلى ذلك قالت الصحف الإسرائيلية إنه على الرغم من أن الوزراء الإسرائيليين الثلاثة، براك، وفؤاد ويعلون، مطلوبون للعدالة ، إلا أنه لا توجد تعليمات لهم بمدم السفر على الدول التي يمكن تقديمهم فيها للمحاكمة أو إصدار أوامر اعتقال بحقهم، داعية إلى انتهاج الأسلوب نفسه مع أقطاب النظام الإيراني في كل مكان ، بمساعدة المنظمات اليهودية المنتشرة في العالم، وفي حال رفضت بريطانيا تعديل قوانينها في هذا المجال، فإن المطاردة يجب أن تشمل وزراء ومسؤولين بريطانيين وغربيين على جرائمهم في الهند وأفغانستان والعراق.

يسرائيل بوسط: تخوف من اتساع المواجهات

قالت يسرائبل هيوم إن المواجهات تركزت أمس خارج أسوار البلدة القديمة في القدس، حيث حال انتشار آلاف عناصر الشرطة دون عرقلة صفو طقوس ابتهالات الحاخامات والربانيين عند حائط البراق، بمناسبة عيد العرش، والتي شارك فيها عشرات آلاف الإسرائيلين. في المقابل فقد وقعت مواجهات في كل من شعفاط وراس العامود ووادي الجوز، حيث منعت الشرطة الإسرائيلية الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب من الوصول إلى الأقصى، بينما quot;كشفت الشرطة وقوات الأمن، عن إعداد المصلين المسلمين أكواما من الحجارة تم إخفاؤها داخل أسوار الحرم القدسي الشريف. إلى ذلك قالت الصحيفة إن المفتش العام للشرطة ديدي كوهين، ووزير الأمن الإسرائيلي، يتسحاق أهرونوفيتش توعدا أمس باتخاذ خطوات عقابية شديدة ضد قادة الحركة الإسلامية، رائد صلاح وكمال خطيب.

كما أن قائد شرطة القدس أثار عاصفة سياسية عندما قال إن العرب ناكرون للجميل، لأن الشرطة الإسرائيلية مكنتهم طيلة شهر رمضان من أداء شعائر الصلاة في المسجد الأقصى، بينما يرفضون التعاون معها عند حلول عيد العرش اليهودي. ورد أعضاء الكنيست العرب على تصريحات فرانكو مطالبين باستقالته من منصبه بدعوى إطلاق تصريحات عنصرية. كما أعلنت لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل عن عزمها إيقاد بعثة، اليوم الثلاثاء، مكونة من أعضاء كنيست وشخصيات عامة، ورؤساء سلطات محلية إلى المسجد الأقصى.

في غضون ذلك، قالت الصحيفة إن الشرطة الإسرائيلية بدأت بالاستعداد لصلاة الجمعة، خوفًا من اندلاع مواجهات أشد، وستقرر الشرطة اليوم ما إذا كانت ستسمح للمصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى اليوم أم لا. ولفتت الصحيفة إلى بيان السلطة الفلسطينية أمس، ودعوتها الفلسطينيين لمواجهة قوات الاحتلال على ضوء ما يحدث في المسجد الأقصى.

السلطة الفلسطينية تحكم سيطرتها على القدس

قالت عوت أحرونوت إن جهاز الشاباك الإسرائيلي يحذر، منذ عدة شهور من قيام السلطة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة وبصورة مكثفة بإحكام سيطرتها على القدس الشرقية. وبحسب الصحيفة فإن النشاط الفلسطيني ليس مقصورًا على النشاط السياسي وإنما يطال أيضًا تكثيف تدخلها الاقتصادي وتسلل أجهزة الأمن الفلسطينية إلى القدس الشرقية والأحياء العربية فيها.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن حجم تأثير السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية أصبح كبيرا اليوم، بل زاد عن التأثير الذي كان للسلطة أيام نشاط بيت الشرق quot;أورينت هاوسquot;، الذي كانت تعتبره إسرائيل خطرًا سياسيًا يهدد سيادتها في القدس الشرقية. وقالت الصحيفة إن موقف الشاباك لا يقول مع ذلك بأن تعاظم التأثير الفلسطيني في القدس الشرقية يؤدي إلى خلخلة الهدوء في الشارع الفلسطيني بشكل يمكن أن يتجلى مستقبلاً بمواجهات واسعة على غرار المواجهات الحالية.

واعتبر الشابك أن أكبر دليل على ازدياد النفوذ الفلسطيني، هو تعيين رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فيض، أيضا وزيرا لشؤون القدس. وقام فياض بتحويل ملايين الدولارات لصالح مشاريع فلسطينية في القدس لتعزيز تأثير السلطة الفلسطينية، مثل شراء بيوت ومنازل من سكان فلسطينيين وإقامة مباني في المناطق المفتوحة.

موفاز وراء فكرة تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا

قالت يديعوت أحرونوت ، إن الوزير الإسرائيلي، السابق، شاؤول موفاز، هو صاحب فكرة التسوية التي يتم بلورتها حاليا بأن تحصل إيران على اليورانيوم المخصب من روسيا. وقالت الصحيفة إن موفاز كان طرح هذه الفكرة على إدارة الرئيس بوش. وقالت يديعوت، إن إسرائيل لم تعترض، وبصورة مفاجئة، على الصفقة التي يتم التوصل إليها بين غيران والدول الغربية، بشأن تخصيب اليورانيوم في روسيا، وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن لهذه المعادلة المقترحة أبعادًا إيجابية.

ولفتت الصحيفة إلى أن موفاز كان عرض هذه الفكرة على الإدارة الأميركية السابقة، قبل أقل من عام، خلال مداولات الحوار الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي، عندما كان موفاز مسئولا عن ملف الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح الإسرائيلي عرض على الجانب الأميركي، عندما كان واضحا في خضم الانتخابات الأميركية أن الرئيس أوباما سيفوز بالرئاسة، وأن الإدارة الأميركية الجديدة ستسعى للحوار مع طهران.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل اشترطت يومها أن يكون الحوار مع إيران محددا وفق حدول زمني، وأن لا تتم عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيراني. ولفتت الصحيفة إلى أن موفاز كان عرض الفكرة بداية على وزير الدفاع الروسي السابق سرغي إيفانوف، انطلاقا من كون روسيا تساعد إيران في بناء مفاعلها الذري وإدراتها وبالتالي يقضل أن يتم تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية بدلا من القيام بذلك في إيران. واعتبر موفاز يومها أن quot;هذا الأمر سيسهل على روسيا والولايات المتحدة والغرب بالأشراف على مشروع الذرة الإيراني واستخدامات إيران لمفاعلها. ونقلت الصحيفة عن موفاز قوله إن إدارة بوش وافقت على الاقتراح ونقلته لإدارة الرئيس أوباما.

لا تعليمات بعدم السفر ولكن هناك قلق وتخوف

قالت يسرائيل هيوم إن ثلاثة من وزراء الحكومة الإسرائيلية الحالية، قد يجدون أنفسهم في لب إجراءات قانونية وقضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهم وزير الأمن، إيهود برام، ونائب رئيس الحكومة، الوزير بوغي يعلون، ووزير الصناعة والتجارة بنيامين فؤاد بن اليعيزر، وذلك وفقا لتقديرات مسؤولين في وزارتي القضاء والخارجية. وقالت الصحيفة إن ديوان رئيس الحكومة، نتنياهو ووزارتي الخارجية والقضاء يؤكدون أنه لا توجد ، على الرغم من ذلك، أي توجيهات أو تعليمات للوزراء بعدم السفر إلى الخارج . ولفتت الصحيفة إلى أن يعلون وبن اليعيزر كانا في سلم القيادة عندما قات إسرائيل بتصفية القائد في حماس سمير شحادة، غبر قصف منزله من الجو مما أسفر عن مقتل مدنيين فلسطينيين في هذه العملية، أما براك فقد يواجه مطالبة بمحاكمته بتهمة جرائم حرب لدوره في عملية الرصاص المصبوب. وأشارت الصحيفة في هذا السياق على ما حدث مع براك في لندن الأسبوع الماضي، وإلى اضطرار يعلون إلغاء سفره إلى بريطانيا خوفًا من إصدار أمر باعتقاله.