إجتماع وزاري سوري تركي لتوقيع إتفاقات هامة

أكدت سوريا وتركيا اليوم حرصهما على توثيق وتعزيز علاقاتهما الثنائية لتكون نموذجا في العلاقات الثنائية ورسالة موجهة للمنطقة واعتبرتا الاجتماع الوزاري الاول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى رمزا للصداقة السورية - التركية والمصير المشترك. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده وزيرا خارجية البلدين السوري وليد المعلم والتركي احمد داوود اوغلو في حلب عقب اختتام جلسة مباحثات رسمية شارك فيها 11 وزيرا من البلدين.

حلب: بدأ الوفدان السوري والتركي مباحثاتهما مساء الثلاثاء في مدينة غازي عينتاب التركية اثر توقيعهما اتفاقا ينص على الغاء تاشيرة الدخول بين البلدين. وتهدف هذه المباحثات الى اعداد وثائق العمل التي سيجري توقيعها اثناء انعقاد المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي السوري التركي في تشرين الثاني/نوفمبر في دمشق اثناء زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للعاصمة السورية.

وبدا الوفدان محادثاتهما فور وصولهما الى مدينة غازي عينتاب التركية على مقربة من الحدود مع سوريا آتيين من الحدود التركية السورية حيث وقع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره التركي احمد داود اوغلو الاتفاق في شان تاشيرة الدخول. وتشمل هذه المباحثات ملفات الاقتصاد والسياحة والطاقة والزراعة والنقل والري والثقافة والصحة، اضافة الى التعاون الامني.

وكان المعلم وصف الثلاثاء توقيع اتفاق الغاء التاشيرة بانه quot;حدث تاريخي (...) ونموذج نقدمه لكل الاشقاء في المنطقةquot;. واكد وزير الخارجية التركي ان توقيع الاتفاق quot;عيد للشعبينquot;، مشددا على اهمية الاجتماعات السورية التركية اليوم التي قال انها quot;تحمل اهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية والاقتصاديةquot;.

وقال الوزير السوري انه جرى استعراض اوجه النشاط في مختلف مجالات التعاون الاستراتيجي المشترك مؤكدا انه كان هناك تطابقا في وجهات النظر بين الوزراء خلال مناقشتهم للملفات المتعلقة بتطوير التكامل الاقتصادي والثقافي.

واضاف المعلم ردا على سؤال حول وجود مساعي سورية لاستبدال علاقاتها بعمقها العربي مع الدول المجاورة ان رؤية الرئيس السوري بشار الاسد لربط البحار الاربعة هي رؤية استراتيجية بعيدة المدى تنسجم مع الرغبة المشتركة لقادة هذه الدول وشعوبها وهو لا يعني ان علاقة سوريا العربية تمر بأزمة او مرحلة فتور.

واشار الى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاخيرة الى دمشق مؤكدا ان علاقة سوريا مع الاشقاء العرب هي علاقة مميزة في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والنقل. واوضح انه تم توقيع اتفاق تعاون استراتيجي بين سوريا والعراق قبل شهر من انجاز اتفاق التعاون الاستراتيجي مع تركيا مشددا على انه quot;لا شيء على حساب شيء اخر ونحن نتكامل والدعوة مفتوحة لكل الاشقاء لكي يتكاملوا معناquot;.

وحول استئناف المساعي التركية لمفاوضات السلام قال المعلم quot;ان دمشق تثق في الدور التركي كلاعب نزيه يسعى الى تحقيق السلام في المنطقةquot;. وعن حزب العمال الكردستاني لفت المعلم الى ان quot;سوريا تعتبر الحزب منظمة ارهابية محظور عملها في سوريا ونحن ندعم ما سمعناه عن وجود استراتيجية تركية لحل هذا الموضوع ونأمل في الحصول على تفاصيل اكثر عن كيفية دعم سوريا لهذه الاستراتيجية لأن امن سوريا هو من امن واستقرار تركياquot;.

واعرب وزير الخارجية السوري عن ترحيب بلاده بقرار وقف تركيا المناورات العسكرية مع اسرائيل الذي اتخذ على اساس موقف انقرة من العدوان الاسرائيلي على غزة والمسجد الاقصى مشيرا الى ان دمشق كدولة جارة لتركيا يقلقها امنيا مثل هذه المناورات والغاؤها من الطبيعي ان يسر سوريا لان اسرائيل برهنت انها لا تزال تعتدي على غزة والاقصى وترفض اي جهد لمواصلة عملية السلام.

ووصف العلاقات بين دمشق وانقرة بالquot;مميزةquot; في مختلف المجالات سياسيا واقتصاديا وان ما تشهده العلاقات السورية التركية اليوم هو نموذج يحظى بدعم الشعبين quot;ونحن منفتحون على الاشقاء الراغبين في اقامة مثل هذه العلاقةquot;. وحول رد الفعل السوري على الاتفاق الارميني التركي قال المعلم ان دمشق رحبت بالاتفاق لأن سوريا لها مصلحة حقيقية في الربط البري مع ارمينيا وخاصة خلال زيارة الرئيس بشار الاسد الى ارمينيا والتوقيع معها على اتفاقيات للتعاون الاقتصادي.

من جانبه وصف وزير الخارجية التركي العلاقات مع سوريا بأنها quot;متطورةquot; كجارين معتبرا سوريا بوابة تركيا للعالم العربي والشرق الاوسط. وقال داوود اوغلو ان تركيا لا تفكر في حدود فاصلة مع سوريا ولا اسلاك شائكة ولا الغام بل نفكر في حدود واحدة مؤكدا ان العلاقة التركية - السورية تعزز العلاقات مع الدول العربية فسوريا تعتبر من الدول المهمة في جامعة الدول العربية التي ترتبط باتفاقيات مهمة مع تركيا.

ودعا الى تعزيز العلاقات التركية مع العالم العربي قائلا quot;نحن لا نعتبر علاقاتنا مع سوريا بديلا عن العلاقة مع الدول العربيةquot;. ونفى ان يكون لعلاقة تركيا مع سوريا اي تناقض في حال انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي مؤكدا quot;بل ستكون سوريا جارة للاتحاد وكذلك ستمتد انقرة الى العالم العربي عبر سورياquot;.

وحول عملية السلام في الشرق الاوسط قال الوزير التركي quot;قمنا خلال العام الماضي بالوساطة في المباحثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل والتي استمرت خمس دورات حققت خلالها تقدما كان من الممكن ان يؤدي الى مفاوضات مباشرة بين الطرفين الا ان اعتداء اسرائيل على غزة الحق الضرر بهذه المباحثاتquot;.

واكد ان تركيا على استعداد لدعم مساعي السلام في المنطقة مشيرا الى ضرورة ان تكون هناك ارادة سياسية لدى الاطراف المعنية نحو خلق بيئة استقرار وسلام وانهاء المعاناة في غزة والمسجد الاقصى والقدس الشرقية. وعن علاقة تركيا بايران اعتبر داوود اوغلو انها جذرية ومتواصلة حتى الان في العديد من المجالات معربا عن استعداد بلاده للقيام بنشاطات لتطويرها quot;وهي في مستوى مطمئن للغايةquot;.