زيباري: لن نحضر أي إجتماعات مقبلة حول الأزمة مع سوريا

قال مصدر في وزارة الخارجية العراقية اليوم ان خبراء ومختصين يمثلون 9 وزارات عراقية ومثيلاتها التركية بدأوا في بغداد اجتماعات تحضيرية لانعقاد المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين في بغداد لإعداد اكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بتطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية سيوقعها رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره العراقي نوري المالكي خلال زيارته للعراق غداً. وأبلغ المصدر quot;ايلافquot; انه مع بدء الجلسة الافتتاحية لكبار المسؤولين والخبراء في المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي العراقي التركي فإن العمل مستمر لانجاز تلك الاتفاقات ومذكرات التفاهم الهادفة الى وضع اسس لتكامل سياسي وأمني واقتصادي وتجاري وثقافي بين البلدين.

لندن: يترأس الجانب العراقي في هذا الإجتماع التحضيري وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي فيما يترأس الجانب التركي سفير انقرة في بغداد مراد اوزجليك. واكد عباوي في كلمة له ضرورة العمل المكثف بين الجانبين للانتهاء من انجاز اكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بمختلف مجالات التعاون الثنائي بين اكثر من 9 وزارات ومؤسسات استثمارية عراقية مع نظيراتها التركية يمثلون وزارات في مقدمتها الخارجية والداخلية والتجارة والموارد المائية والنفط. ومن جهته شدد السفير اوزجليك على اهمية التوصل الى الصيغ النهائية لمذكرات التفاهم والاتفاقيات التي ستوقع خلال الزيارة التي سيقوم بها أردوغان غدا.

ويواصل الخبراء العراقيون والاتراك حاليا جلسات عمل يتم فيها بحث الافكار والمقترحات و الصيغ الكفيلة بإنجاز هذه الاتفاقات اليوم وقبيل ساعات من بدء اجتماعات المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين في بغداد غدا برئاسة المالكي وأردوغان.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد تسلم امس الاول نسخة من اوراق اعتماد مراد اوزجليك السفير التركي الجديد في العراق حيث اكد ضرورة احترام وحدة الاراضي الاقليمية للعراق وتطوير التعاون الثنائي البناء لمكافحة الارهاب وتبني سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وشدد على حرص بلاده على تطوير وتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين على جميع المستويات. يذكر ان اوزجليك كان يشغل منصب مبعوث الحكومة التركية الى العراق.

ومن جهته قال مستشار الرئاسة التركية أرشاد هورموزلو ان زيارة أردوغان تهدف الى تحقيق تكامل سياسي واقتصادي مع العراق وتوقيع اتفاقات جديدة لتفعيل التعاون المشترك في جميع المجالات والبدء بتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين اضافة الى بحث مشكلة توزيع مياه نهر الفرات على البلدان الثلاثة المتشاطئة عليه وتفعيل التعاون الثنائي لمواجهة إرهاب حزب العمال التركي الكردستاني.

واضاف هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الاوسط في اتصال هاتفي مع quot;ايلافquot; امس ان أردوغان سيجري مباحثات شاملة مع المالكي لتفعيل آليات الاتفاقات التي وقعها البلدان في اسطنبول في الثامن عشر من الشهر الماضي وتناولت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وحول ارتفاع شكاوى عراقية من عدم اطلاق تركيا لحصة كافية من مياه نهر الفرات الذي ينبع من تركيا اكد المسؤول التركي ان هذه المسألة فنية ولا تستخدمها تركيا لاهداف سياسية وهي تأمل من دول الجوار عدم اعتبارها وسيلة تجني من ورائها بلاده مكاسب سياسية. واوضح ان مشكلة المياه هذه قد ظهرت اثر قلة الامطار التي شهدتها تركيا والعراق وعدم ترشيد استخدام المياه في الدول الثلاث المستفيدة من الفرات وهي تركيا والعراق وسوريا. ودعا الى عمل ثلاثي مشترك بين هذه الدول يتم من خلاله استغلال متكامل للمياه لما فيه مصلحة شعوبها.. وشدد هورموزلو على ضرورة وضع خطط مستقبلية تتم من خلالها الاستفادة المتكاملة من مياه النهر.

وقبيل وصول أردوغان لبغداد في زيارته الثانية لها بعد تلك التي قام بها في تموز (يوليو) الماضي نفت وزارة الموارد المائية العراقية امس ان تكون الإجتماعات بين بغداد وانقرة حول المياه قد تناولت موضوع مقايضة النفط العراقي بالمياه مع تركيا. وقال مدير عام ادارة الموارد المائية عون ذياب ان هذا الموضوع لم يطرح ابدا وان الحكومة العراقية لن تقبل بمثل هذه المعادلة. واضاف ان النفط ثروة ناضبة ويكلف الدولة اموالا طائلة لاستخراجه بينما المياه هبة من عند الله كما ان هناك حقوقا ثابتة لمستخدمي المياه على طول مجرى الانهر الدولية سواء كانت دولة المنبع او المجرى او المصب.

وفيما اذا ستتناول محادثات أردوغان في بغداد مشكلة حزب العمال التركي الكردستاني المتواجدة قواعده المسلحة فوق الاراضي العراقية الشمالية اشار هورموزلو الى ان بلاده تشعر بالارتياح من التعاون العراقي في مواجهة الاعمال العسكرية التي يقوم بها مسلحو الحزب ضد اهداف داخل تركيا. وقال ان بلاده تشعر بوجود ارادة سياسية عراقية لمواجهة ارهاب حزب العمال لكنه اكد ضرورة تطوير التعاون العراقي التركي للوقوف بوجه quot;هذا الحزب الارهابيquot;. واضاف ان الية التعاون الثلاثي المشترك التركي العراقي الاميركي الحالي في مواجهة ارهاب الحزب تعتبر فاغلة وصحيحة منوها بأن مكافحة الارهاب مسؤولية جماعية مشيرا بهذا الصدد الى ان العراق يعاني بدوره من ويلات الارهاب.

وكانت قوى برلمانية وسياسية وشعبية عديدة دعت للضغط على تركيا وتضمين الاتفاقية الإستراتيجية معها بندا يتعلق بالمياه وضرورة توقيع اتفاقية منصفة وملزمة معها وفق القوانين الدولية التي تحدد تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة ضمانا لإطلاقها الكميات التي يحتاجها العراق لمواجهة الشحة الكبيرة التي يعاني منها بعد أن عمدت إلى تقليل حصة العراق المائية في حين قامت إيران بتحوير مسار الأنهار التي تنبع من أراضيها تجاه العراق ما تسبب بموجة جفاف غير مسبوقة لاسيما في مناطق وسط العراق وجنوبه.

ورجحت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان تانيا طلعت أن يستأنف أردوغان توسطه لحل الازمة بين بغداد ودمشق. وقالت إن تركيا تبذل جهوداً كبيرة لتطويق الخلاف بين الجانبين لما له من تأثير في العلاقة المتقاطعة بين البلدين على مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية. واليوم علق وزير الخارجية التركي داود أوغلو على احتمالات حصول لقاءات سورية- تركية-عراقية مشيرا الى أن الايام الجارية بمثابة quot;أسبوع تكامل لبلاد الرافدينquot;.

وقال quot;ان سوريا والعراق دولتان شقيقتان لنا... نتشاطر الجغرافيا والمصير المشترك وهناك إمكانية لخلق حوض اقتصادي وإعادة نهضة الحضارة من جديدquot;. وأعرب في تصريح صحافي عن أمله في حل المشكلات بين دمشق وبغداد بالوسائل السلمية وبالحوار بين الدولتين لافتاً إلى أن أردوغان quot;سيتبادل الاراء مع العراقيين خلال زيارته لحل المشاكل وعدم حصول أي توترquot;.