فيما قلل وزير الدفاع الإسرائيلي من أهمية التوتر القائم حاليًا بين إسرائيل وتركيا بسبب إلغاء مشاركة إسرائيل في مناورات جوية، أكد إردوغان أنّ قرار الاستبعاد جاء بناء على إرادة الشعب التركي.

وارسو: قلل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك من أهمية التوتر القائم حاليا بين اسرائيل وتركيا بسبب الغاء الاخيرة مشاركة الدولة العبرية معها في مناورات جوية مشتركة كان مقررًا ان تجري هذا الاسبوع في تركيا. وقال باراك في تصريح ادلى به في وارسو quot;اعتقد بكل بساطة ان هناك صعودًا وهبوطًا في العلاقات ناتجين عن اسباب عدة. ان علاقتنا مع تركيا هي علاقة طويلة الامد مهمة واستراتيجيةquot;. واضاف باراك ان quot;المناورات ارجئت ولم تلغquot;. واكد الوزير الاسرائيلي ان هذا الحادث لن يؤثر على المدى الطويل في العلاقات بين تركيا واسرائيل.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان قرار استبعاد اسرائيل من مناورات جوية في تركيا جاء بناء على ارادة الشعب التركي، وذلك في مقابلة بثتها الاربعاء قناة العربية الفضائية. وقال اردوغان للقناة التي تبث من دبي quot;اخذنا راي شعبنا في الاعتبار حين اتخذنا قرار (استبعاد اسرائيل) (...) وشعبي رفض مشاركة اسرائيلquot; في المناورات.

واضاف quot;ناقشنا هذا الامر مع مختلف الاطراف وقررنا ان نعم، هذه المناورات ستحصل لكن اسرائيل لن تشارك فيهاquot;. وتابع اردوغان quot;هناك تعاون بين تركيا واسرائيل في المجالات العسكرية والتجارية والاقتصادية ومجالات اخرى، ولكن حاليًا ثمة حساسيات دبلوماسية علينا ان نأخذها في الاعتبارquot;.

من جهة اخرى، اوضح اردوغان ان بلاده مستعدة لمعاودة وساطتها في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل التي بدأت في ايار/مايو 2008 ثم توقفت مع نهاية العام اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وقال quot;اذا طلب من تركيا ان تؤدي دور الوسيط بين اسرائيل وسوريا، فنحن مستعدون على الدوامquot;. واضاف ان quot;سوريا تثق دائمًا بوساطتنا، ولكن لا ادري ما اذا كان الامر نفسه ينطبق على اسرائيل (...) لكننا لا نزال مستعدين لمعاودة (الوساطة) من حيث توقفتquot;.

وكان الجيش التركي قد أعلن الاسبوع الماضي ارجاء المناورات الجوية quot;نسر الاناضولquot;. وتجري هذه المناورات سنويًا منذ العام 2001 وكان مقررًا ان تبدأ الاثنين الماضي في وسط تركيا بمشاركة الولايات المتحدة واسرائيل. واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان الاحد ان هذه المناورات ارجئت اثر قرار انقرة استبعاد الدولة العبرية منها، وهو قرار ادى بحسب معلومات صحافية الى انسحاب الولايات المتحدة منها.

وكان مسؤولون اسرائيليون قد اعربوا عن قلقهم لهذا الارجاء ورأوا فيه رغبة لدى انقرة بالابتعاد من الحليف الاسرائيلي. وحض نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية سيلفان شالوم الثلاثاء تركيا على quot;العودة الى العقلquot;.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كرولي الثلاثاء quot;نعتقد انه من غير المناسب ان تستبعد دولة في اخر لحظة من مناوراتquot;. وانتقدت تركيا الثلاثاء الذين quot;يستخلصون العبر السياسيةquot; من هذا القرار ودعت المسؤولين الاسرائيليين الى اظهار quot;حس مسؤوليةquot;. من جانبه، اعلن وزير الخارجية التركي الاثنين ان لا خلفيات سياسية لهذا القرار.