أبرزت حملة quot;ما يحكمشquot; التي أطلقها زعيم حزب الغد أيمن نور بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية حالة الشقاق التي تسيطر على مشهد المعارضة المصرية إزاء قضية quot;توريث الحكمquot;، وهو ما قد يثير علامات استفهام كثيرة حول نجاح الحركة في تحقيق اهم أهدافها. وشكك خبراء في مستقبل الحملة مؤكدين لـquot;إيلافquot; أن دعوة أيمن نور بشخصه للحملة وانضمام الإخوان إليها يقف حجر عثرة أمام انضمام الكثير من الناشطين السياسيين من جانب، وتوسعها على المستوى الجماهيري من الجانب الأخر .
القاهرة: يرى الكاتب والمحلل محمد حمدي في حديثه لـquot;إيلافquot; أنّ تجربة المعارض المصري أيمن نور في حملته quot;ما يحكمشquot; التي أطلقها مع عدد من الشخصيات السياسية تجاه إحتمال توريث الحكم لنجل الرئيس المصري حسني مبارك جمال، ليست جديدة وسبق ان أطلقتها حركة كفاية تحت شعار quot;لا للتوريث .. لا للتمديد quot; واستطاعت بها خلق حالة من الحراك السياسي، قبل أن يصيبها الوهن، quot;لكن إعادة التجربة نفسها تحت اسم مختلف ربما لن يكتب لها النجاح الذي حققته كفاية من قبل quot; وفق قوله.
وارجع حمدي ذلك إلى ثلاثة أسباب ، الأول الى شخص أيمن نور مشيرا الى ان كونه على رأس مؤسسي الحركة الجديدة والتحفظات العديدة حول شخصه ومسيرته السياسية قد يمنع الكثير من الناشطين من الانخراط فى الحملة . أما السبب الثاني فهو انضمام الإخوان المسلمين للحركة بشكل رسمي يقف حجر عثرة أمام انضمام الكثير من التيارات السياسية الأخرى. بينما السبب الثالث والأهم وفق وجهة نظره هو quot;أن مناهضة ترشيح أي شخص لرئاسة الجمهورية لا تكون عبر حركة نخبوية وإنما بتحرك عريض في الشارع خلف مرشح واحد يجرى إبرازه ودعمه، وامتلاك أوراق القوة والضغط التي تسمح له بخوض انتخابات رئاسية والفوز بها.. وهو ما يغيب عن (ما يحكمش) وغيرها quot;.
معارضة منقسمة
وكان الدكتور أيمن نور قد دعا القوى السياسية المصرية الى المشاركة في حملته ، وأعلن إطلاقها أمس الأول في مؤتمر تأسيسى من مقر حزبه الليبرالي بوسط القاهرة في حضور 35 شخصية سياسية وعامة . وعلى الرغم من توجيه نور الدعوة الى جميع الأحزاب والقوى السياسية وفق ما أعلن ، الا انه لوحظ مقاطعة كاملة للأحزاب الرسمية المصرية ، حيث غابت أحزاب الوفد والتجمع والجبهة والناصري، بينما جمع المؤتمر بين اليسار المصري والإسلاميين والقوميين، الليبراليين، بحضور ممثلين عن حركة كفاية وجماعة الإخوان المسلمين والحزب الشيوعي المصري، وحزب العمل المجمد ، و6 أبريل/نيسان وحركة 9 مارس/آذار وحزب الإصلاح والتنمية تحت التأسيس، وحزب الكرامة تحت التأسيس.
ويعد الدكتور ايمن نور مؤسس حزب الغد من ابرز المعارضين على الساحة المصرية. وقد شارك فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر، وخسرها بفارق كبير عن الرئيس حسني مبارك، واتهم لاحقًا بتزوير تواقيع في طلب تأسيس حزبه وسجن لعدة سنوات قبل أن يفرج عنه مؤخرًا قبل مدة العقوبة المقررة ، وهو ما وصفه خبراء برغبة النظام في فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية الجديدة. ولأنه لن يستطيع خوض انتخابات الرئاسة القادمة بسبب اتهامات التزوير التي يقول أنها ملفقة، فقد كرس نفسه لمناهضة النظام وتوريث نجل الرئيس جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم .
وتستهدف الحملة - وفق الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية - الذي اختير منسقًا عامًا للحملة، الوقوف أمام استبداد النظام، وليس قضية التوريث فقط، من اجل الوصول الى مجتمع ديمقراطي، حيث يعتبر أن الاستبداد مسؤول مسؤولية مباشرة عن الفساد. وتسعى الحملة وفق ما أضاف quot;لإيلافquot; الى الوصول الى القوى السياسية والفكرية والمجتمع بكامله من أجل هدف مشترك واحد وهو quot;تحقيق نظام ديمقراطي يتيح للشعب اختيار ممثلهquot;.
بينما أكد الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية quot;لإيلافquot; ان الحملة ترفع شعار quot;لن نورث ولن نستعبد بعد اليومquot;، مشيرًا الى وجود مشروع شعبي وآخر قضائي بهدف إجهاض مشروع توريث جمال مبارك ومنع الأسرة الحاكمة من تحويل مصر الى ملكية. وسيتم من خلالها تنظيم حملات بالشارع للتنديد بالأب ورفض الابن.
بيد ان مواجهة quot; توريث السلطة أو نجل الرئيس quot; لا يعد موضع اتفاق بين جميع القوى المعارضة على الساحة السياسية، فبالنسبة لحزب الوفد لا يشغله رفض التوريث بقدر رفض سياسات الحزب الوطني الحاكم ، وفقا لما ذكر سكرتير الحزب منير فخري عبد النور لإيلاف. فيما برر حزب التجمع عزوفه عن المشاركة بعدم وضوح الدعوة .
وعزز عدم انخراط هذه الأحزاب في أنشطة ضد النظام في الشارع المصري في الفترة الأخيرة وكذا عدم إعلانها موقفًا واضحًا من تولى نجل الرئيس مبارك للسلطة، من شكوك مثارة حول quot;تطبيعها مع الحزب الوطني وارتباطها بعلاقات قوية معهquot;، بحسب اتهامات وجهت لهذه الأحزاب فى أوقات سابقة وتجددت فى هذه المناسبة، على لسان الدكتور فريد إسماعيل، ممثل الإخوان المسلمين قائلاً quot;ان العلاقة القوية لبعض الأحزاب مع النظام المصري، تظهر حقيقتها من خلال أي مشروع مناهض للنظام، مثل رفض التوريثquot;، عندما سئل عن سبب عزوف هذه الأحزاب عن المشاركة في الحملة.
وقد اثار على الجانب الاخر عدم تحديد الحزب الوطني الحاكم مرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة المزمع عقدها في عام 2011 ، وصعود جمال مبارك المصرفي السابق في الحزب الحاكم خلال السنوات الاخيرة، وكذا عدم تحديد الرئيس مبارك موقفه بعد من الترشح لولاية سادسة، تكهنات التوريث في الشارع خاصة في ظل ما تعتبره المعارضة من عدم وجود فرصة حقيقية لأي منافس لنجل الرئيس مبارك في الانتخابات المقبلة بموجب المادة 76 التي تم تعديلها ضمن التعديلات الدستورية التي تمت في مارس 2007.
ووضعت المادة جملة من الشروط أمام المرشح المستقل على الرئاسة بالحصول على موافقة 60 نائبًا من البرلمان، و25 من نواب مجلس الشورى، وموافقة 10 من أعضاء من 14 مجلس محلي من المحافظات، وهو ما تعتبره المعارضة صعبا جدا في ظل استحواذ الحزب الحاكم على الأغلبية البرلمانية والمحلية .
لا لفتنة التوريث
ولا يقف الوطني مكتوفًا الايدي أمام نشاط المعارضة ضد رموزه، فعلى الجانب المقابل نشط ايضا شباب الحزب الوطني الكترونيا ضد جبهة أيمن نور والإخوان، وتحت اسم quot;لا نورquot; أطلق الشباب مدونة ضد ما أسموه quot;لا لفتنة التوريثquot; وقالوا لا يمن نور انها تعيب من يرددهاquot;. وشنوا هجومًا شديدًا على نور والإخوان، بشعارات مختلفة تحمل صفات وعبارات لاذعة وقاسية مثل quot;لا لتزييف المبادئ والمفاهيمquot; ممن لا يملك حق الترشيح من المزيفين والخائنين وغير الوطنيينquot;، quot;بدأها بتزوير توكيلات لإنشاء حزب يحتمي به. تلويث أفكار الشباب ودعوته إلى ممارسات عدوانية. يتحالف مع اي جبهة داخلية وخارجية ايا كانت للوصول لغرضه. دائمًا يقوم بأفعال مفتعلة وينسبها للحكومةquot;.
وتحت شعارات quot; لا الإخوان،لا لخلط الفكر المتطرف بالدينquot; اتهم الشباب الإخوان بوضع السم فى العسل وخلط فكر سياسي متطرف بالدين، وقالوا انه تنظيم مشهور بقدراته الاتفاقية بتمويل خارجي وإنشاء قنوات فضائية للهجوم على الأزهر الشريف .
التعليقات