كشفت مواقع إلكترونية إيرانية إن السر وراء تقارير وشائعات حول وفاة المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي بعد دخوله في غيبوبة، هو إعادة نشر وصية كان قد كتبها قبل سنوات في الصحف. ووصية خامنئي ليست شخصية، بل وصية سياسية تتضمن مبادئ لحماية النظام من الأعداء الداخليين والخارجيين ، كما تتضمن الدعوة للوحدة، وتذكير الإيرانيين بالمبادئ التي وضعها قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني ، دون التحدث عن الخلافة أو خليفة محتمل في حال وفاة خامنئي. وعزز تقارير وضعه الصحي أن الموقع الإلكتروني الرسمي لآية الله خامنئي والموقع الرسمي للراديو والتلفزيون الإيراني متوقفان مؤقتا في الوقت الحاضر، ولم يعرف ما إذا كان ذلك مرتبطا بعطل فني أم قرار سياسي


نفت ايران صحة تقارير إعلامية عن وفاة المرشد علي خامنئي بعد تدهور صحته ودخوله في غيبوبة ، متهمة أحد الناشطين السياسيين الأميركيين بالوقوف خلف هذه quot;الشائعاتquot; بهدف خلق حالة من التوتر داخل البلاد وإظهار الأوضاع الداخلية بأنها غير مستقرة وأن quot;العدوquot; يطلقها بعد فشل quot;انقلابه المخملي ضد الشعب الإيرانيquot; . كما نفى عدد من العلماء ورجال الدين خبر وفاة المرشد الديني للجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي بعد انتشار اشاعات ظهر امس حول وفاة السيد خامنئي وانتشار قوات الثورة الاسلامية quot;البسيجquot; في شوارع طهران وان مذيعي تلفزيون طهران اتشحوا بالسواد.

وقالت قناة quot;العالمquot; الإيرانية الرسمية إن خامنئي كان قد التقى بعدد من المسؤولين الإيرانيين من بينهم رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عزت الله ضرغامي الذي قابله الأربعاء. واتهمت القناة الناشط السياسي الأميركي مايكل لادين الذي وصفته بأنه quot;أحد المحافظين الجدد المعروف بمواقفه المعادية لإيران بالوقوف خلف الشائعات من خلال إعلانه وفاة خامنئي إثر نقله بعد ظهر الثلاثاء إلى مركز طبي بسبب وعكة صحية ألمت به. وأضافت أن لادين كان قد أثار في السابق مزاعم أخرى بشأن قضايا مرتبطة بإيران كانت عارية عن الصحة ومبنية على معلومات خاطئة أشهرها خبره المزعوم عام 2006 حول وفاة خامنئي، مما تسبب بفضيحة إعلامية له ، على حد تعبيرها

ووضعت القناة الشائعات في إطار سعي الإعلام الغربي منذ فترة النيل من النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر نشر أخبار كاذبة تظهر بأن الخلافات داخل إيران إنما تتركز حول السلطة. وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الاميركية أن مجموعة من الصحف ووكالات الأنباء العالمية كانت نقلت سريان شائعات عبر شبكة الانترنت عن وفاة خامنئي أو تدهور صحته ، وقالت صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية إن لادين هو بالفعل مصدر النبأ، الذي أورده على موقع إلكتروني يديره ، ولكن الصحيفة حذرت من أن لادين سبق له أن تورط في تسريب معلومات اتضح لاحقاً أنها خاطئة، مثل ضلوعه في شائعة سعي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لشراء اليورانيوم من النيجر

وأقرّ ليدن بأنه كان أعلن خطأً عام 2006، وفاة خامنئي. لكنه نقل الأربعاء الماضي عن نشرة للمعارضة الإيرانية في الداخل، أن ثمة إشاعات في بازار طهران حول وفاة خامنئي . وقال مصدر إيراني: quot;من الصعب إخفاء خبر الوفاة إن كان حدث فعلا، لأن المواقع التي تتبع الإصلاحيين كانت ستبثه، وكذلك وكالات الأنباء الداخلية ، الا ان الشيئ المؤكد أن صحة خامنئي تأثرت بعد أزمة الانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران الماضيquot;. وأوضح المصدر: quot; هذه كانت أكبر أزمة تمر عليه في السلطة، وإذا أخذنا سنه في الاعتبار وإصابته بالسرطان يمكن تفهم لماذا باتت صحته أضعف خلال الفترة الأخيرةquot;. وتابع: quot;بعد الأزمة قيل إنه أصبح مكتئبا. وأعتقد أن هذا صحيح، فهذه الأزمة جعلته في خصومة مع الكثيرين من أصدقائه القدامىquot;.

وكانت العديد من المواقع الالكترونية والشبكات التلفزيونية المناهضة للنظام الإسلامي قد بثت دخول خامنئي في غيبوبة، فيما أشار بعضها إلى وفاته، أول من أمس بعد غيبوبة دخل فيها الاثنين الماضي. وفي ضوء الاشاعة التي تم تداولها باحتمال وفاة المرشد الاعلى في ايران آية الله علي خامنئي، فان سؤالا مهما يطرح: من هو الخليفة المحتمل الذي سيحل محله؟


ويعتقد مراقبون للشأن الداخلي في ايران انه في حال وفاة خامنئي فإن ثلاث شخصيات دينية مرشحة كي تحل محله في منصب المرشد الاعلى، الشخصية الاولى والابرز هي نجله مجتبى خامنئي، الذي تتهمه المعارضة الاصلاحية بقيادة عملية تزوير الانتخابات الرئاسية الاخيرة وقمع الاحتجاجات المناهضة للنتائج، وانه يخطط مع مجموعة من رجال الدين النافذين المتشددين لكي يحل محل والده من اجل احكام سيطرة المتشددين على الوضع في ايران . وكانت صحيفة laquo;الغارديانraquo; البريطانية نقلت في 9 يوليو الماضي عن مصدر ايراني قوله ان مجتبى خامنئي هو قائد الانقلاب ضد المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة. ونقلت الصحيفة عن تقارير تقول إنه قد يخلف والده في منصبه، مضيفة بأن هذا الامر سيكون شديد الصعوبة في ظل ظروف اختيار المرشد من قبل مجلس الخبراء الذي يترأسه الرجل القوي في ايران ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي رفسنجاني المناهض حاليا للتيار المتشدد ولخامنئي ايضا. وتابعت بأنه على الرغم من ان مجتبى يرتدي زي رجال الدين الا ان مستواه الديني والعلمي لا يسمح له بتولي هذا المنصب

ويقول المراقبون بأن آية الله محمد تقي مصباح يزدي الذي يعتبر الاب الروحي للتيار المتشدد في ايران والشخصية الدينية البارزة التي يستلهم الرئيس احمدي نجاد افكاره منه، يأتي بعد مجتبى خامنئي كمرشح لمنصب المرشد الاعلى. ثم يأتي ثالثا رئيس السلطة القضائية السابق آية الله محمود شاهرودي الذي حل محله قبل اسابيع آية الله صادق لاريجاني، حيث يعتبر شاهرودي قريبا من التيار اليميني والمتشدد ومن البازارين ايضا

وكان مراقبون اشاروا الى ان رفسنجاني قاد حملة ضد خامنئي في اعقاب الانتخابات الرئاسية الاخيرة من اجل تغييره. وقالوا ان تلك الحملة جاءت على خلفية اخفاق خامنئي في قيادة دفة البلاد لاخراجها من حالة الفوضى التي تلت الانتخابات الرئاسية اثر وقوفه الى جانب التيار المتشدد المدافع عن فوز الرئيس احمدي نجاد

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتردد فيها إشاعات عن الظروف الصحية لخامنئي الذي أصبح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1989 بعد وفاة آية الله الخميني مؤسس النظام وأول مرشد له، وتولى خامنئي قبل ذلك رئاسة البلاد في الفترة من 1981 إلى 1989 . ويعاني خامنئي، 70 عاماً، من السرطان إلى جانب تعقيدات صحية أخرى ناجمة عن محاولة اغتيال تعرض لها قبل قرابة ثلاثة عقود