دعت الامم المتحدة الى ايجاد حل عادل على المدى البعيد لقضية عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة المقيمين في معسكر اشرف شمال بغداد واكدت ضرورة عدم اعادتهم الى ايران .. فيما نفت المنظمة وجود مفاوضات لنقل المعسكر من العراق الى مصر. وكانت منظمة مجاهدي خلق قد تأسست عام 1965 بهدف الاطاحة بنظام شاه ايران وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد القائم في ايران ثم قام صدام حسين باستقبال عناصرها وتسليحهم ودفعم للقيام بعمليات مسلحة ضد الجيش الايراني خلال الحرب العراقية الايرانية التي امتدت بين عامي 1980 و1988 . وقد تم شطب المنظمة اواخر كانون الثاني (يناير) الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار.

قال المتحدث باسم مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة روبرت كولفيل quot;إن المفوضية تعتبر أنه من الضروري إيجاد حل على المدى الطويل لسكان مخيم أشرف داخل العراق أو خارجه ونقر بأن تاريخ بعض أعضاء هذه الجماعة يعقد من الوضع إلا أنه لا يمكن الاستمرار على الوضع الحاليquot;. وأضاف quot;وفي الوقت الحالي يجب احترام حقوق سكان المخيم بما في ذلك الحق في عدم إعادتهم إلى موطنهم بالقوةquot;. وقال كولفيل ان مسؤولي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يرحبون بأطلاق الحكومة العراقية سراح 36 إيرانيا من عناصر منظمة مجاهدين خلق والمحتجزين لديها منذ تموز (يوليو) الماضي حيث قامت السلطات العراقية باستخدام القوة للسيطرة على المخيم الذي يقيمون فيه. واضاف في تصريح تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم ان الامم المتحدة quot;ممتنة لأن الحكومة العراقية استجابت لطلب من المفوضة السامية لإطلاق سراح المعتقلينquot;.

والمجموعة المعتقلة هي جزء من 3400 شخص ينتمون للمنظمة يقيمون في مخيم أشرف في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد). وقامت السلطات العراقية بالاستيلاء على المخيم في نهاية تموز/مما أدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة عشرات آخرين. وشدد كولفيل على quot;إن جميع المعتقلين في العراق، بمن فيهم أعضاء مجاهدي خلق، من حقهم الحصول على إجراءات قضائية صحيحة ومحاكمة عادلة في حال إدانتهمquot;. وقال ان المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة في العراق سيواصلان مراقبة الوضع في مخيم أشرف.

وكان متحدث باسم منظمة مجاهدي خلق في العراق قد اكد ان القوات العراقية أطلقت يوم الاربعاء الماضي سراح 36 منفيا ايرانيا قبضت عليهم خلال أعمال شغب في تموز في معسكر أشرف . واستولت قوات عراقية حينذاك على المعسكر الذي تعيش فيه منذ عقدين حركة مجاهدي خلق المعارضة الايرانية وكان يخضع لحماية الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وادت الغارة على المعسكر الذي يسبب الازعاج للحكومة العراقية التي ترتبط بصلات وثيقة مع ايران اشتباكات أدت الى مقتل 11 شخصا .

وحظي المعسكر بحماية الجيش الاميركي حتى انتقل سكانه وعددهم 3400 الى ولاية الحكومة العراقية في كانون الثاني (يناير) وفق اتفاق أمني ثنائي .وقد دخل سكان المعسكر والمعتقلون في اضراب عن طعام حتى اطلق سراحهم. وتعتبر الولايات المتحدة حركة مجاهدي خلق منظمة ارهابية ولكن بعض محامي حقوق الانسان في واشنطن حثوا الجيش الاميركي على اعادة السيطرة مرة أخرى على المعسكر لمنع إساءة المعاملة من جانب القوات العراقية . وعلى الصعيد نفسه نفت منظمة مجاهدى خلق وجود مفاوضات لنقل أعضاء المنظمة من معسكر أشرف العراقى إلى مصر .

وقال محمد إقبال المتحدث الإعلامى باسم المنظمة أن التقارير التي تحدثت عن هذا الشأن غير صحيحة وإنما هى تسريبات إيرانية للضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ قرارها السابق بطرد أعضاء مجاهدى خلق من المعسكر. وأضاف إقبال فى تصريح صحافي أن المنظمة سبق أن وافقت على إبعاد المعتقلين الـ36 إلى دولة أخرى quot;وقمنا بتحديد الولايات المتحدة الأميركية أو دولة أوربية بعد أن أعلن مصدر عراقى عن نية حكومته فى إبعادهم لكن بعد أن تم الإفراج عن المعتقلين وعودتهم إلى المعسكر فإن المنظمة مازالت على موقفها الرافض للانتقال إلى دولة أخرى . وشدد بالقول quot;أننا باقيون فى أشرف ولن نقبل بنقلنا إلى أى مكان آخرquot;.