في زيارة تاريخية هي الاولى من نوعها لاقليم كردستان العراق بدأ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يرافقه وزير الصناعة ظافر جاغلايان ووفد كبير يضم 70 رجل اعمال زيارة الى اربيل لاجراء مباحثات مع قادته حيث استقبله في المطار رئيس حكومة الاقليم برهم صالح.. فيما باشرت المفوضية العليا للانتخابات العراقية اجراءات لمشاركة مليون وربع المليون ناخب عراقي في 23 دولة عربية واجنبية.

أسامة مهدي من لندن: وصل إلى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان اليوم وزير الخارجية التركي احمد اوغلو في زيارة تاريخية هي الاولى من نوعها التي يقوم بها مسؤول تركي رفيع الى الاقليم منذ إنشائه عام 1992 مدشنا بذلك مرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين بعد ان ظلت تركيا تتحفظ على وجود اقليم كردي مجاور متخوفة من امكانية دعمه للانفصاليين الاكراد في تركيا الذين يتخذون من اراض في الاقليم قواعد مسلحة لهم يشنون منها عمليات عسكرية ضد اهداف تركية داخل البلاد.

وسيجري اغلو الذي وصل الى كردستان قادما من البصرة التي افتتح فيها قنصلية بلاده وشارك في مؤتمر عراقي تركي للاستثمار مباحثات مع رئيس اقليم كردستان تتركز على التواجد المسلح لحزب العمال الكردستاني ومعسكراته في شمال العراق واللاجئين الاكراد من تركيا في معسكر quot;مخمورquot; الذي تشرف عليه الامم المتحدة في كردستان حيث تطالب تركيا سلطات الاقليم بالتعاون معها من اجل عودة هؤلاء اللاجئين وإنهاء التواجد المسلح للكردستاني في الاقليم. كما ستتناول المباحثات عملية عودة مجموعة من كوادر وقياديي حزب العمال الكردستاني السابقين المتواجدين في إقليم كردستان العراق إلى تركيا والذين يبلغ عددهم 1500 عضو من بينهم عثمان أوجلان شقيق عبد الله أوجلان زعيم الحزب المحكومة بالاعدام في تركيا اضافة الى القياديين في الحزب نظام الدين تاش وخدر ساري كايا. وسيوضح أوغلو للمسؤولين الاكراد هدف حكومته من خطة الإنفتاح الديمقراطي القاضية بإعادة الاكراد المنفيين ويطلب مساندتهم لهذه الخطة.

وفي هذا الاطار أكد فلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة كردستان أن مشكلة الحدود ومسلحي حزب العمال الكردستاني لا تحل بالقوة. واضاف أن حكومة الاقليم تدعم تحسين تركيا لعلاقاتها مع كردستان والعراق. وأضاف quot;تجمعنا بتركيا علاقات سياسية واقتصادية واستثمارية ، ونحن مع ضمان حدود آمنة بين الجانبينquot;. وأوضح أن المشكلات يمكن وضع حلول لها من خلال السلم ونمو العلاقات الاقتصادية بعيداً عن الحل العسكري الذي لن يفضي في الحقيقة الى نتيجة. واكد معارضة حكومة إقليم كردستان استخدام أراضيها ضد تركيا وقال إنها لن تسعى لتكون عنصرا لعدم الاستقرار لها.

كما ستتناول مباحثات اوغلو قضية محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي تعتبر موطن العراقيين التركمان والتي تشكل نقطة خلاف كبيرة بين اربيل وأنقرة التي تعارض بشدة مساعي الاكراد لضمها الى كردستان. وكان بارزاني شدد في كلمة له لدى اعلان حكومة الاقليم الجديدة برئاسة برهم صالح على ان الاكراد لن يتخلوا عن ضم المحافظة الى الاقليم نظرا لما قال ان اغلبية كردية تسكن هذه المحافظة التي تضم حوالى مليون نسمة.

كما سيفتتح اوغلو الذي يرافقه في زيارته وزير الصناعة ظافر جاغلايان ووفد كبير يضم 70 رجل اعمال قنصلية بلاده في اربيل (220 كم شمال بغداد). وستتناول مباحثات اوغلو في اربيل ايضا تطوير التعاون الاقتصادي المشترك وعمليات الترانزيت للبضائع التركية الى العراق والعراقية وخاصة النفط الى تركيا ومساهمة الشركات التركية في عمليات البناء الواسعة التي يشهدها اقليم كردستان.

ووصف رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح الذي كان على رأس المستقبلين زيارة وزير الخارجية التركي الى الاقليم بالتاريخية. واشار في تصريح صحافي الى أهمية هذه الزيارة quot;لأنها ستفتح المجال أمام إتفاقات مهمة بين تركيا وحكومة اقليم كردستان وكذلك ستمهد لتعميق العلاقات بين تركيا والعراق من جهة أخرى ولاسيما في النواحي الإقتصاديةquot;. وأكد أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني يعلق آمالا كثيرة على هذه الزيارة وأنه ومن جانبه ايضا أكد مرارا ضرورة تقوية العلاقات مع تركيا.

واشار صالح الى الخطوات الإيجابية التي تقدمت بها الحكومة التركية بشأن الإنفتاح على اكراد البلاد قائلا quot;إن الإنفتاح الكردي أمر مهم جدا وحدث عظيم.. وهذه المرحلة هي في صالح الاكراد وشعوب الشرق الأوسط بأكمله ونحن نعرب عن دعمنا و مساندتنا لهذه المرحلةquot;.

وقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بزيارة الى بغداد منتصف الشهر الحالي اجرى خلالها محادثات سياسية واقتصادية مع نظيره العراقي نوري المالكي تناولت مسألتي المياه وحزب العمال الكردستاني المحظور. كما شهدت الزيارة توقيع 48 مذكرة تفاهم حيث اكد اردوغان ان التعاون الاستراتيجي بين تركيا وكل من سوريا والعراق يجب ان يكون نموذجا يحتذى به لدول المنطقة.

استعدادات لمشاركة 1.25 مليون عراقي بانتخابات بلدهم في 23 دولة

اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية انها بدأت استعدادات لمشاركة مليون ومليون عراقي في الخارج بانتخابات بلدهم التي ستجري في 23 دولة عربية واجنبية بالتزامن مع الانتخابات التشريعية التي ينتظر ان تشهدها البلاد في السادس عشر من كانون الثاني (يناير) المقبل.

وقال المسؤول عن انتخابات الخارج غسان السعد إن المفوضية تمكنت بالتعاون مع وزارتي الخارجية والهجرة والمهجرين ومنظمة الهجرة الدولية ومن خلال تجربة انتخابات عام 2005 من معرفة عديد العراقيين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات حيث بلغ مليون و 250 الف ناخب مؤهل للتصويت في 23 دولة عربية واجنبية. واضاف أن المفوضية اعدت جدولا زمنيا لضمان نجاح العملية ووضع هيكلية لادارة الانتخابات بشكل عام وفي الخارج بشكل خاص.

وأضاف السعد في تصريح مكتوب تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم أن هناك مشكلة إجرائية ترافق العملية الانتخابية تتعلق بالجدول الزمني والعطل التي ستأتي منها عطلة عيد الاضحى المبارك ورأسي السنتين الميلادية والهجرية والعاشر من محرم.. اضافة الى مشكلة تأخير إصدار قانون الانتخابات. ومن جهته اكد مدير دائرة العمليات في المفوضية ولي الزيدي ان المفوضية بصدد ايجاد حلول لمشكلة المهجرين الذين لم يحدثوا سجلاتهم في فترة التحديث الماضية. وقال ان المفوضية تعد حلولا عملية لإمكانية تصويت المهجرين يوم الاقتراع رغم عدم ورود اسمائهم في سجلات التصويت ووفق آليات دقيقة ومحددة سيتم الاعلان عنها في وقتها.

واضاف quot; ان دائرة العمليات مستمرة في تحليل البيانات التي تم تحديثها في مركز إدخال البيانات وكذلك الحال بالنسبة إلى التصويت الخاص، واوضح ان الدائرة اكملت جدول التدريب الهرمي لموظفي مراكز ومحطات الاقتراع. واشار الى ان المفوضية اتخذت ومن خلال اللجنة الامنية العليا جميع التدابير الامنية للازمة لتأمين المخازن وعمليات النقل اللوجستي وغيرها. وقال إن اعلان العقود الخاصة بتوفير مواد الاقتراع ابرم عدد منها فعلا مع شركات محلية واجنبية لتوفير صناديق الاقتراع وعدة المركز والمحطة ومطبوعات المركز والمحطة وعدة التدريب ومطبوعات التدريب ومنصة الاقتراع واوراق الاقتراع ومواد الاتصال الجماهيري..

واشار الى تحدد اعداد مراكز الاقتراع وعناوينها حيث وصلت الى 8 الاف مركز تقريبا للتصويت العام اما مركز التصويت الخاص فيعتمد على تحليل بيانات المصوتين في السجل الخاص وسيتم تحديده لاحقا. واضاف ان دائرة العمليات مستمرة في تحليل البيانات التي تم تحديثها في مركز ادخال البيانات وكذلك الحال بالنسبة إلى التصويت الخاص كما اكملت الدائرة جدول التدريب الهرمي لموظفي مراكز ومحطات الاقتراع.

كما طالبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وفريق المساعدة الانتخابي الدولي التابع للامم المتحدة اليوم مجلس النواب بإقرار نوع النظام الانتخابي وعدد المقاعد الكلي وعدد مقاعد كل محافظة قبل اصدار قانون الانتخابات.

وقال القاضي قاسم العبودي عضو مجلس المفوضين في المفوضية في تصريح صحفي quot; ان هذه المطالبة جاءت بعد ان تمت مفاتحة مجلس النواب رسميا قبل مدة للغرض ذاته ليتسنى لمفوضية الانتخابات انجاز بعض المهام الحيوية الموضوعة ضمن الجدول الزمني العملياتي لتتمكن من ضبط جداولها الزمنية التي وضعتها تبعا للتوقيتات التي تضعها في كل استحقاق انتخابيquot;.

واضاف ان تأخير القانون سينسحب على تلك الجداول الزمنية وطريقة تنفيذها لذلك تمت المطالبة بإقرار نوع النظام الانتخابي على اقل تقدير فضلا عن عدد المقاعد الكلية وعدد مقاعد كل محافظة. واشار الى ان هناك عملا كبيرا بحاجة الى توقيتات منها طباعة ورقة الاقتراع والتصديق على المرشحين وهذه تحتاج الى جهود استثنائية من خلال اجراءات معينة تخص المرشحين ليتم التصديق عليهم فضلا عن البدء في انطلاق الحملة الاعلامية للمفوضية وغيرها من الامور اللوجستية التي تحتاجها.