تزور وزيرة الخارجية الأميركية منطقة الشرق الأوسط، وتلتقي رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي في محاولة لدفع عملية السلام بين الجانبين إلى الأمام، وتمهيداً لهذه الزيارة القصيرة اجتمع جورج ميتشل مع نتنياهو اليوم الجمعة، وأكد أن زيارته وكلينتون تهدف إلى إحياء مفاوضات السلام في أقرب فرصة ممكنة، يذكر أن الخلافات ما زالت تتواصل بشأن البناء في المستوطنات في الضفة الغربية ومدينة القدس، الأمر الذي تحول إلى عقبة رئيسة أمام استئناف المفاوضات.

القدس: وتحاول الإدارة الأميركية إنعاش عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولهذا الغرض بدأ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل زيارته الثامنة إلى المنطقة منذ توليه منصبه، حيث يجري خلالها سلسلة لقاءات، تمهيداً لزيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، واجتمع ميتشل اليوم الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال ميتشل في مستهل اللقاء إن مباحثاته وكلينتون تهدف quot;لمحاولة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أقرب فرصةquot;.

ومن المقرر أن تعقد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل السبت المقبل في أبو ظبي اجتماعا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبحث جهود استئناف العملية السلمية، المتوقفة من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقال فيليب رينز مستشار كلينتون، اليوم الجمعة إن الوزيرة ستتوقف في أبو ظبي بعد مغادرتها باكستان مساء اليوم. ولم يتحدث رينز عن جدول أعمال وزيرة الخارجية الأميركية في أبو ظبي، وأكتفي بالقول إن الخطوات التالية ستحدد لاحقاً، وفقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جانبه، أكد كبير المفاوضات في السلطة الفلسطينية، د.صائب عريقات، أن لقاء كلينتون عباس سيخصص لبحث الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، مشيرا إلى أن جدول الأعمال يتضمن بحث الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والقدس وسبل تجميده. وأضاف عريقات أن عباس quot;سيشدد خلال الاجتماع مع كلينتون على ضرورة وجود مرجعية واضحة لأي مفاوضات قادمة وان تكون المفاوضات ضمن سقف زمني محدد للوصول إلى اتفاق.quot;

وكان ميتشل الذي يزور إسرائيل حاليا قد التقى أمس الخميس وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك. كما تشير التوقعات إلى أن كلينتون ستجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا السبت رغم عدم توفر تفاصيل هذا اللقاء، لكن نتنياهو أكد خلال اجتماعه في القدس اليوم مع ميتشل على الجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك اوباما لمنع طهران من تطوير مثل هذه الأسلحة.

وستكون هذه ثاني زيارة لكلينتون للمنطقة منذ تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه في يناير كانون الثاني. ويجري المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل جولات مكوكية بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين كل بضعة أسابيع، لكنها لم تثمر عن نتائج ملموسة على ارض الواقع.

ويرى مراقبون أنه لا توجد فرصة تذكر أمام استئناف وشيك لمحادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. ويصر عباس على أن تجمد إسرائيل النشاط الاستيطاني بموجب quot;خارطة الطريقquot; الموقعة عام 2003 وهو مطلب يرفضه نتنياهو. ورضخ نتنياهو بصعوبة للضغوط الأميركية للتحدث عن التفاوض من اجل إقامة دولة فلسطينية لكنه اشترط ان تكون منزوعة السلاح وان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية.

وفي بداية جولة جديدة من المحادثات في القدس يوم الجمعة مع ميتشل، قال نتنياهو انه يتطلع إلى quot;مناقشاتنا والمناقشات مع وزيرة الخارجية كلينتون لمحاولة استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في أسرع وقت ممكن.quot; وذكر راديو اسرائيل ان كلينتون ستمضي بضع ساعات فقط في اسرائيل يوم الاحد ولن تمضي ليلتها هناك.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر دبلوماسي أميركي أن توقيت اللقاء بين كلينتون ونتنياهو ومكانه سيتحدد اليوم. وأضاف أن كلينتون ترى في لقائها نتنياهو quot;خطوة ضرورية في إطار عملية السلام المعلقةquot; رغم عدم وجود أفق لحصول أي اختراق في المواضيع الخلافيةquot;.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية بي جي كراولي قد أعلن أمس أن زيارة كلينتون تأتي في إطار التزامها والتزام إدارة الرئيس أوباما quot;بالعمل على تحقيق سلام شامل رغم التحدياتquot;. وأشار إلى أن الإدارة ملتزمة بالسلام الشامل الذي يتضمن حل الدولتين.

يشار إلى أن مساعي إدارة أوباما قد أخفقت في استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المجمدة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب رفض حكومة نتنياهو الالتزام بتجميد الاستيطان وهو الشرط الذي تطالب به حكومة عباس لاستئناف المفاوضات. وسلمت كلينتون الأسبوع الفائت الرئيس باراك اوباما تقريرا مرحليا حول المنطقة، تحدثت فيه عن quot;استمرار وجود صعوباتquot; تحول دون إعادة إطلاق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.