لم يُبد أحد من القادة الفلسطينيين يوم الجمعة نية للسعي لخلافة الرئيس محمود عباس الذي قال انه لا يرغب في ترشيح نفسه في انتخابات مُقررة في يناير كانون الثاني.

رام الله: في إشارة الي أن حركة فتح لا ترغب حتى الآن في تصديق ما قاله عباس البالغ من العمر 74 عاما فان أيا من القادة الأصغر سنا الذين يُنظر اليهم على انهم خلفاء محتملون لعباس لم يسع للترشح للرئاسة. وحرصت اسرائيل والولايات المتحدة أيضا على ألا تعتبر قرار عباس نهائيا حيث ترى الدولتان فيه شريكا لهما في المساعي الدبلوماسية لعقد اتفاقية سلام في الشرق الاوسط. وفي وجود انقسامات غائرة بين حركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة يشكك كثير من المحللين في إجراء انتخابات في يناير وفي هذه الحالة قد يجد عباس ان عليه ان يستمر في تمثيل شعبه في عملية السلام التي تحاول واشنطن إحياءها.

وفي كلمة وجهها الى الشعب الفلسطيني يوم الخميس قال عباس quot;لقد أبلغت الاخوة في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح بعدم رغبتي بترشيح نفسي لانتخابات الرئاسة القادمةquot; المُقررة في 24 يناير. وعبر عباس عن خيبة أمله من محاباة ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما لاسرائيل في المناقشات حول إعادة إطلاق محادثات السلام وقال ان قراره عدم الترشح ليس مناورة تفاوضية للحصول على تنازلات. وسيؤدي غياب عباس عن الساحة في هذا الوقت الى دق اسفين في آلية quot;عملية سلامquot; مُتعثرة منذ عام والتي لا تظهر أي علامات على التقدم. واستمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى اعلان عباس لكنها رفضت عزمه عدم الترشح لانها تعرف أنها لا تملك بعد خليفة له يتمتع بالمصداقية.

وقال محمد شتية وهو مساعد لعباس ومسؤول كبير في حركة فتح ان الرئيس الفلسطيني شعر أن واشنطن تركته وحده وأن بعض الحلفاء العرب خانوه. وأضاف أنه يتمنى أن يعيد عباس النظر في قراره من الان وحتى موعد اجراء الانتخابات. وقالت اسرائيل انها لن تتدخل في هذا الشأن لكنها أوضحت أنها تفضل بقاء عباس في السلطة في الوقت الحالي. وقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي quot;من مصلحة اسرائيل بالطبع وكذلك مصلحة الولايات المتحدة والغرب والفلسطينيين أن تكون هناك قيادة فلسطينية معتدلة وواقعية.quot; وأضاف قائلا quot;لكننا نقف مكتوفي الأيدي بالطبع لاننا لن نتدخل قط في الشؤون الداخلية للآخرين.quot;

وأعرب عباس عن إحباطه من التغير في سياسة إدارة أوباما بخصوص محادثات السلام فبعدما كانت تؤيد مطلب الفلسطينيين في quot;تجميدquot; البناء الاستيطاني الاسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة أصبحت تحث على quot;ضبط النفسquot; واعادة اطلاق المحادثات. وأضاف عباس قائلا quot;فوجئنا بمحاباتها (أميركا) للموقف الاسرائيلي.quot; وقال أوري نير من منظمة أميركيون من أجل السلام الان quot;يبرز اعلان الرئيس عباس اليوم أن عملية السلام امامها اتجاهان للحركة.. اما الى الامام أو الى الخلف... بدون احراز تقدم يصبح من المحتم أن يفقد المعتدلون مثل عباس الرغبة في الاستمرار.quot;

ودعا عباس الشهر الماضي الي اانتخابات رئاسية وبرلمانية في خطوة رفضها منافسوه الاسلاميون في حماس التي تعارض خطوات تقودها الولايات المتحدة لتحقيق التعايش السلمي الدائم بين الفلسطينيين واسرائيل. وحث الرئيس الفلسطيني حماس يوم الأربعاء على quot;إعادة النظر في سياساتها وممارساتها المُدمرة للمشروع الوطني.quot; وقال متحدث باسم حماس ان الرئيس فشل quot;بعدما استخدمته أميركا واسرائيل كأداة.quot; وقال مساعدون لعباس في أحاديث غير رسمية ان من غير المُرجح أن يتنحى لما سيسببه هذا من ضرر لفتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. ,في إشارة الي أن حركة فتح لا ترغب حتى الآن في تصديق ما قاله محمودعباس، فان أيا من القادة الأصغر سنا الذين يُنظر اليهم على انهم خلفاء محتملون لعباس لم يسع للترشح للرئاسة، بينما حرصت أميركا على عدم اعتبار قرار عباس نهائيا.

مسؤولون عرب وغربيون يحضون عباس على الترشح لولاية جديدة
الى ذلك، حض مسؤولون عرب وغربيون الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة عن قراره بعدم الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقبلة التي ستشهدها الاراضي الفلسطينية، مشيدين بدوره في عملية السلام. وحض الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عباس الجمعة على العودة عن قراره عدم الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وقالت الوكالة ان موسى اكد في محادثة هاتفية مع عباس مساء الخميس دعمه له وطلب منه العودة عن قراره.

واعلن المسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية انهم لا يزالون يدعمون رئيس السلطة الفلسطينية كمرشحهم للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 كانون الثاني/يناير 2010. وستجري هذه الانتخابات مبدئيا في الوقت نفسه مع الانتخابات التشريعية، لكن القادة الفلسطينيين انفسهم يبدون شكوكا حول امكان تنظيم هذه الانتخابات بسبب الانقسامات الداخلية.

وفي باريس، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الرئيس الفلسطيني الى quot;مواصلة مسيرته نحو السلامquot;. واعلن كوشنير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو انه سيزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية quot;في الايام المقبلةquot;. وقال quot;سأصر على محمود عباس حتى يواصل مسيرته بمثابرة نحو السلام. اي قيام دولة فلسطينية. واظن انه لا بد لذلك ان يتوقف الاستيطان (اليهودي) او على الاقل ان تستأنف المفاوضات السياسية حول كافة المواضيعquot;. وتابع quot;ان جيل ابو مازن (محمود عباس) هو القادر على صنع السلامquot;. واكد كوشنير quot;مع الاسف ان طريق السلام اليوم معطل، ونحن اعتبرنا ذلك خطرا على السلام وعلينا نحن ايضا. وآمل ان لا يتجسد ذلك الخطر على الفورquot;.

ولا تزال عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين معطلة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في اواخر 2008. ويشكل الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية العائق الاساسي امام استئنافها، وخصوصا مع فشل الولايات المتحدة في اقناع الاسرائيليين بالاحجام عنه.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان لعباس دورا كبيرا يؤديه في المستقبل في عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال ميليباند على هامش زيارة رسمية لساراييفو ان quot;الرئيس عباس مارس دورا حاسما جدا، دورا اساسيا، دورا مهما بدعمه عملية سلمية للشعب الفلسطينيquot;. وتابع quot;اظن ان من المهم جدا ان نقول بوضوح انه لم يحقق من وجهة نظرنا انجازات فحسب، بل له ايضا دور كبير في المستقبلquot;. واضاف انه لا يريد التكهن حول quot;القرارات الصعبةquot; التي تنتظر عباس، لكنه شدد على ان الرئيس الفلسطيني يحظى quot;باحترام كبير جدا عبر العالمquot;.