انطلقت في الدوحة اعمال الاجتماعات التشاورية للمجتمع المدني في دارفور كجزء من عملية السلام في الاقليم، على ان يعلن الاربعاء اطلاق مفاوضات السلام الشامل.

الدوحة: تحتضن الدوحة الاجتماع التشاوري الاول لمنظمات المجتمع المدني في دارفور التي كانت غائبة حتى الآن عن عملية السلام، على ان تستمر الاجتماعات خمسة ايام حتى 21 تشرين الثاني/نوفمبر حسب ما افاد مصدر من الوساطة القطرية.

وذكر المصدر ان ممثلي المجتمع المدني quot;لن يشاركوا مباشرة في مفاوضات السلام بل سينقسمون الى مجموعات ويقدمون توصيات يؤخذ بها في المفاوضاتquot; التي ستنطلق قريبا بين الحكومة السودانية وفصائل متمردة.

من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية والمسؤول عن ملف الوساطة القطرية احمد ال محمود انه سيعلن الاربعاء في جلسة واحدة انطلاق مفاوضات السلام الشامل بين الحكومة السودانية ومعظم فصائل التمرد الا ان quot;المفاوضات لن تبدأ فعليا قبل عيد الاضحى للافساح بالمجال امام مزيد من التوحد بين الفصائلquot;.

وقال آل محمود ان quot;اجتماع الاربعاء سيكون للاعلان عن اطلاق عملية مفاوضات السلام الشاملquot;.

واضاف ان quot;هذا الاجتماع سيكون ليوم واحد ويشترك فيه معظم الفصائل المتمردة في دارفور وممثلين عن الحكومة السودانية فضلا عن ممثلين من اللجنة الوزارية العربية المعنية بعملية بالسلام في دارفور واللجنة الدولية التي تضم الامم المتحدةquot;.

وذكر ان المفاوضات quot;الجدية ستنطلق بعد عيد الاضحى على الارجحquot; مشيرا الى ان بعض الفصائل طلبت تاجل المفاوضات للافساح بالمجال امام المشاركة الفاعلة لاطراف تشارك في مفاوضات ترعاها ليبيا من اجل التقريب بين الفصائل وتوحيد مواقفها ازاء عملية السلام.

وتعد حركة العدل والمساواة من ابرز الفصائل المشاركة في مفاوضات الدوحة ومن الفصائل الاكثر نشاطا في دارفور. اما الفصيل الذي يقوده عبدالواحد نور فما زال خارج عملية السلام.

وكانت حركة العدل والمساواة اعترضت على مبدأ مشاركة المجتمع المدني في محادثات مفاوضات السلام، مع العلم ان المجتمع المدني لطالما كان الغائب الاكبر عن مفاوضات السلام في دارفور.

وكان مصدر من الوساطة قال quot;نريد ان نعلم ما هي وجهة نظرهم حول عملية السلامquot; قبل بدء المفاوضات بين المتمردين والحكومة السودانية.
وقد اقيمت ورش عمل في دارفور لاختيار هؤلاء الممثلين بهدف اشراك المجتمع المدني في عملية السلام.

كما وقعت حركة العدل والمساواة في شباط/فبراير في الدوحة quot;اتفاق حسن نوايا وبناء ثقةquot; مع الحكومة السودانية يفتح المجال لعملية سلام في دارفور.

وتشهد منطقة دارفور غرب السودان منذ 2003 حربا اهلية خلفت حسب الامم المتحدة 300 الف قتيل و2,7 مليون نازح، في حين تتحدث الخرطوم عن مقتل عشرة آلاف شخص فقط.

واندلع النزاع في بدايته بين حركتي تمرد -كانتا تاخذان على الخرطوم تخلف منطقتهما- والقوات الحكومية المدعومة من ميليشيات محلية.

وبعد ان كانت موحدة نسبيا في بداية النزاع، انقسمت حركات التمرد اعتبارا من 2006 الى نحو عشرين فصيلا او حركة.

لكن النزاع تحول تدريجيا حتى بات قادة سابقون في ميليشيات موالية للحكومة يطعنون في ولائهم للخرطوم وتكثف نشاط قطاع الطرق بينما بدات تزداد ظاهرة خطف العاملين الاجانب في المجال الانساني خلال الاشهر الاخيرة.