زهور الشقافي

استرعى تأسيس حزب المجتمع الديمقراطي باهتمام خاص بالمغرب، بعد أن كان أول مكون سياسي يمنح كرسي القيادة إلى امرأة. ويتعلق الأمر بزهور الشقافي، التي تعد أول امرأة تخوض تجربة أمينة عامة لحزب. ويتبنى هذا المكون السياسي مبادئ أكثر تقدما وتطورا، إذ لا يمكن لأي إطار حزبي أن يراكم المناصب الرئاسية، سواء كانت خاصة برئاسة الفروع المحلية أو المركزية، وأن منصب الأمين العام للحزب لا يمكن أن يتعدى ولايتين، كل ولاية من خمس سنوات.

الدار البيضاء: في حوار مع quot;إيلافquot;، قالت زهور الشقافي quot;نحن فعلا نسعى إلى أن يكون هناك تميز في حزبنا، ونعطي قيمة إضافية للمجتمع وسط 33 مكونا في الساحة السياسية المغربيةquot;، مضيفة أن quot;الحزب كان يتكون في البداية من 40 عضوا، قبل أن يرتفع العدد إلى 400، ثم 4000، غير أن عدد النساء ظل قليلاquot;. وأضافت الأمينة العام للحزب أن quot;أنا لست مع دعاة مأسسة (الكوطا). فأنا أؤمن بالكفاح، وأن المرأة يجب أن تنزل إلى الشارع، ولا تبقى جمعيات، تبحث عن مصالحها الذاتية، تهلهل باسمها، وتستفيد بالمقابل من المناصب، دون أن تتعرف عن قرب عن مدى معاناة المرأة في الجبال والقرى. واعتبرت الشقافي أن quot;الكوطاquot; تسول سياسي، وإهانة مذلة لكل النساء، وأتمنى أن لا ينغمس الشباب في هذا التيار.

* هل يمكن أن تقدمي لنا صورة مقربة عن تجربتك داخل التجربة، وماهي العوائق التي تعترضك؟
التجربة في الحزب كانت مميزة. لأننا المكون السياسي الأول الذي تقوده امرأة، ولم تكن أمامنا نماذج أخرى في المشهد السياسي لأحزاب نحتذي بها. وبدأنا نحن مجموعة من الأساتذة ودكاترة والمهندسين، ودرات بيننا عدد من المشاورات واللقاءات التي انصبت حول ما هي القيمة المضافة التي سيضيفها الحزب في الفسيفساء السياسية، خاصة أنه لدينا بالمملكة تخمة في المشهد الحزبي. وكان أهم الأسئلة المطروحة أمامنا لماذا نخلق هذا الحزب. وما هو الدور الذي سيلعبه.

ووصلنا إلى قناعة مفادها أن المواطن لم تعد تهمه إيديولوجية الحزب، بل بات هاجسه الأساسي هو التنمية الشاملة، والتنمية البشرية. فالمواطن يفتش عن تعليم، وسكن، لائق، وعمل، وتغطية صحية، وغيرها من الأمور التي تضمن له حياة كريمة، كما أنه يفتش عن المكون السياسي الذي يهتم به. ومن هذا المنطلق سمينا مولودنا السياسي بحزب المجتمع الديمقراطي، ونحن الوحيدين الذين اعتمدنا هذا الاسم. كما أننا اعتمدنا رمز المحراث التقليدي، بعد نقاشات طويلة، لما له من دلالات، إلى جانب العلاقة الجدلية والأزلية بين الإنسان والأرض، التي ترمز إلى العطاء والخير والخصوبة.

بعد ذلك شرعنا في إعداد القانون الأساسي، الذي بنيناه على سؤال بماذا نريد أن نتميز. فجاءت الإجابة باعتماد مجموعة من النقاط المتميزة، إذ كان شعارنا، منذ المؤتمر التأسيسي، هو أننا لا ندعي التميز، لكننا نسعى إليه. ونحن فعلا نسعى إلى أن يكون هناك تميز في حزبنا ونعطي قيمة إضافية للمجتمع وسط 33 مكونا في الساحة السياسية المغربية. كان عددنا في البداية يتكون من 40 إطار ذكوري، وأنا المرأة الوحيدة وسطهم، قبل أن يرتفع العدد إلى 400، ثم 4000، غير أن عدد النساء ظل قليلا، لكن حزبنا كان يريد أن يكون متميزا، ووضع على رأسه امرأة. ونحن نؤمن بأنه لا يمكن أن يكون هناك تطور دون أن يمر عبر المجتمع.

وتبقى نقطة تميزنا الثالثة هي أن حزبنا كانت لديه الجرأة، إذ أقر بالمساواة المطلقة. فبعد 3 أيام من التأسيس جاء موعد الانتخابات البرلمانية سنة 2007، وكانت مشاركتنا بتقديم 22 مرشحا، أغلبهم شباب من بينهم 5 نساء. وفي سنة 2009، مع الأسف كنا بمثابة مشتل للأحزاب الأخرى. فنحن لم نرد أن نتقدم بمرشحين من أحزاب أخرى، ولم نكن نرد أن نقتات من بقايا مكونات سياسية أخرى، لكن في هذه الفترة الوجيزة التي لم تتجاوز السنة، ذهب مجموعة من أطرنا الشبابية إلى أحزاب أخرى، ما دفعنا إلى عدم التقدم بأي لائحة في بعض المناطق، بينما كانت لوائحنا كاملة شهورا قبل ذلك في عدد من المحافظات. ويحسب لنا أننا أول حزب رشح رئيس محافظة عمر 21 سنة.

* هل يمكن اعتبار أن قيادة المرأة للحزب يمكن أن تنجح في ظل الصراعات الذكورية القوية على الكراسي؟
أنا لا أربط النجاح بالذكور والإناث، بل أربطه بالقدرة على الصمود، والعطاء، ونكران الذات، فمادام الإنسان لديه إيمان بالشيء، فسيبقى صامدا، مهما قهره الزمن. ونحن نريد أن نخدم بلادنا، وسنظل صامدين، رغما ما يواجهنا من عراقيل، خاصة بوجود أناس يريدون إعدام الأحزاب الصغيرة، حتى لا يكون في الساحة سوى هم للتحكم فيها.

* هل تتوقعين أن يكون لحزبك مكانة في الانتخابات المقبلة؟
نحن دائما نتوقع الخير لأن إيماننا بالمواطن المغربي المتحضر. فأكيد سيكون لنا موقع، خاصة أن لدينا إيمان كبير بالمجتمع. فالديمقراطية ليست سلعة نشتريها أو نستوردها، بل هي سلوك وأخلاق. وما أريد أن أقوله هنا هو أننا يمكننا أن نفرز أحزاب وحكومات ديمقراطية، لكن لا يمكن استيرادها، وما يحدث حاليا هو مرآة للمجتمع.

* هل المرأة تحظى بالفرصة التي تبحث عنها سياسيا واجتماعيا واقتصادية، أم أن أمامها طريق طويلة للظفر بهذه المكانة؟
الطريق أمام المرأة طويل، ويجب أن يكون نفسها طويل، ويكون لديها الإيمان حتى يؤمن بها الآخرون، وتصل إلى ما تصبوا إليه. والمرأة في المغرب أحسن بكثير مما هي عليه في غالبية الدول العربية، فهي متقدمة في عدد من المجالات، رغم أن حضورها سياسيا يبقى ضعيفا.

وبالنسبة لي فأنا لست مع دعاة مأسسة quot;الكوطاquot;. فأنا أؤمن بالكفاح، وأن المرأة يجب أن تنزل إلى الشارع، ولا تبقى جمعيات، تبحث عن مصالحها الذاتية، تهلهل باسمها، وتستفيد بالمقابل من المناصب، دون أن تتعرف عن قرب عن مدى معاناة المرأة في الجبال والقرى. وأتمنى من النساء، اللواتي يهلهلن بالمساواة في الفنادق الفخمة والمحطات التلفزية، ويثرتن ضجة حول quot;الكوطاquot;، أن ينزلن إلى الشارع عند النساء. كما أتمنى أن تنزل هذه التنظيمات المدنية إلى الساحة وتبتعد عن المساومات، وبالنسبة لي فأنا أعتبر أن quot;الكوطاquot; تسول سياسي، وإهانة مذلة لكل النساء، وأتمنى أن لا ينغمس الشباب في هذا التيار.

* هل الأحزاب الصغيرة ظاهرة صحية أم العكس؟
حاليا، الأحزاب الكبيرة لا تعطي فرص للأصغر منها، لكن يبقى السؤال هل هي مهتمة بالمجتمع، وهل تقوم بدورها الحقيقي. الأحزاب الفتية تريد أن تعمل، لكنهم أغلقوا الأبواب أمامها، بعد إصدار قانون الأحزاب. فنحن ليس لدينا حتى دعم من أجل التسيير، وأرى بأنه إذا لم يعطى دعم التسيير للأحزاب الصغير التي تخلق، فلماذا نتركها تخلق أصلا من البداية. فإذا كانت هناك إرادة لوأدها لماذا تركت لتخلق من البداية. فحزبنا يسير بإمكانياتنا الذاتية والفردية، ونبحث دائما عن الأطر التي تتوفر فيهم الكفاءة، والأمانة، والرغبة في العمل.

* كلمة أخيرة؟
أتمنى أن تنتصر بلادنا على أعداء وحدتها الترابية، ونرى قريبا إخواننا في تيندوف يعيشون بيننا.