صورة تظهر ما يعتقد أنه منشأة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم في إيران

أعلن مسؤولان إيرانيان كبيران أنَّ إيران لا تعارض نقل اليورانيوم الضعيف التخصيب (3.5%) الذي تملكه إلى الخارج، ولكنها تريد مبادلته بشكل متزامن على اراضيها بوقود نووي مخصب بنسبة 20%. وتخصيب اليورانيوم الإيراني في صلب اختبار قوة منذ سنوات عدة بين إيران والغرب الذي يخشى ان تكون نشاطات التخصيب الإيرانية تخفي اغراضًا عسكرية. إلى ذلك ذكر مسؤول عسكري إيراني ان إيران يمكن ان تلاحق روسيا قضائيًا إذا أخلت باتفاق يقضي بتزويد طهران بنظام متطور للدفاع الصاروخي.

طهران، موسكو: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست وعلي باقري مساعد سكرتير المجلس الاعلى الإيراني للامن القومي وعضو فريق المفاوضين في الملف النووي الإيراني ان طهران لا تعارض نقل اليورانيوم إلى الخارج لكنها وضعت شرطًا لذلك وهو مبادلته متزامن على اراضيها بوقود نووي مخصب بنسبة 20%. وتقول إيران ان عملية تبادل متزامنة في إيران لليورانيوم الضعيف التخصيب بنسبة 3.5 في المئة الذي تملكه طهران بوقود نووي مخصب بنسبة 20 في المئة في الخارج يشكل الضمانة التي تطالب بها إيران.

وقال مهمانبراست خلال مؤتمر صحافي ان quot;إيران لا تعارض نقل اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه الى الخارج، ولكنها تنظر في كيفية القيام بذلكquot;. واضاف ان إيران quot;بحاجة الى ضمانات بنسبة مئة في المئةquot; بانها ستحصل على الوقود النووي اللازم لمفاعل الابحاث في طهران quot;واحدى هذه الضمانات هي حصول تبادل متزامن على الاراضي الإيرانيةquot; بين اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب واليورانيوم المخصب في الخارج بنسبة 20%.

وفشلت مفاوضات استمرت اسابيع بين إيران والدول الكبرى الست في التوصل الى صفقة بشأن الوقود النووي تبدد قلق الغربيين ازاء البرنامج النووي الإيراني. وتخشى القوى الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة من ان تجري إيران عمليات تخصيب اعلى لقسم من اليورانيوم الموجود لديها ما يجعلها قادرة على صنع قنبلة، الامر الذي تنفيه إيران بشدة.

ويقع تخصيب اليورانيوم الإيراني في صلب اختبار قوة يجري منذ سنوات بين إيران والغرب الذي يخشى ان تكون نشاطات التخصيب الإيرانية تخفي اغراضا عسكرية. وفي مسعى لحل الازمة عرضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي مقترحا ينص على ان ترسل إيران 1200 كلغ من اليورانيون الضعيف التخصيب كانت تمثل حوالى 70% من مخزونها عند تقديم العرض، الى روسيا حيث يستكمل تخصيبه الى نسبة 20% قبل ان يحول في فرنسا الى وقود لمفاعل الابحاث في طهران.

بيد ان إيران رفضت هذا العرض بسبب رفض مسؤولين كبار ارسال اليورانيوم الإيراني الى الخارج. وقال مهمانبراست ان إيران ترغب في الحصول على هذه الضمانة quot;لان البلدان التي نتعامل معها لا تحظى بسمعة طيبة لدى الرأي العام الإيرانيquot;. واكد باقري من جهته ان افضل ضمانة للخروج من المأزق الحالي تتمثل في القيام بعملية تبادل متزامنة لليورانيوم.

وقال في تصريحات نقلتها صحيفة كيهان الثلاثاء ان الدول الست المعنية بالمفاوضات مع إيران (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين) quot;قالت بوجوب اخراج 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% من إيران لتخصيبها بنسبة 20% في روسيا قبل تحويلها الى وقود في فرنساquot;.

وتابع quot;ان إيران لا مشكلة لديها في نقل اليورانيوم الى الخارج، لكن بشرط الحصول على ضمانة موثوق بها مئة بالمئة بانها ستتلقى الوقود لمفاعلها. والحل الوحيد للحصول على هذه الضمانة هو القيام بعملية تبادل متزامنة على الاراضي الإيرانيةquot;. كذلك اكد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الثلاثاء لشبكة quot;العالمquot; التلفزيونية الناطقة بالعربية ان إيران quot;بحاجة الى ضمانات ملموسة بالحصول على وقود لمفاعل طهرانquot;.

وتابع quot;اذا لم نحصل على ضمانة ملموسة، فلدينا خيارات اخرىquot;، ملمحًا بذلك الى ان إيران قد تعمد الى تخصيب اليورانيوم بنفسها الى نسبة 20% او الى شرائه من الخارج. وكانت القوى الكبرى هددت بانها ستتخذ عقوبات جديدة بحق إيران اذا لم يتم التوصل الى حل بشأن برنامجها النووي وقالت انها لا تزال تأمل في ان تقبل إيران المقترح الدولي وترسل اليورانيوم الضعيف التخصيب الى الخارج.

وقالت ايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لمراقبة الاسلحة والامن الدولي الاحد، quot;نفضل ان يختار النظام الإيراني التعاون في نهاية المطافquot;. بيد انها اضافت quot;اذا لم ينفع الاقناع، فان المرحلة المقبلة ستكون ممارسة الضغطquot;، ملمحة الى امكان فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران. لكنها اضافت quot;لا اعتقد ان (اعمالا عسكرية ضد إيران) مطروحة في الوقت الراهنquot;.

ولم تستبعد الولايات المتحدة ولا اسرائيل العدو اللدود لإيران الخيار العسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي. وتؤكد إيران من جانبها باستمرار قوتها العسكرية وقدرتها على التصدي لاي ضربات عسكرية خصوصا ضد منشآتها النووية. وبدأ جيشها الاحد مناورات واسعة من اجل حماية المواقع النووية في البلاد.

إلى ذلك نقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (ايرنا) عن الجنرال محمد حسن منصوريان قائد قوات الدفاع الجوي قوله ان إيران يمكن ان تلاحق روسيا قضائياً إذا أخلت باتفاق يقضي بتزويد طهران بنظام متطور للدفاع الصاروخي. ولم تسلم روسيا، حليف طهران الوحيد بين الدول الكبرى، حتى الان صواريخ من طراز اس-300، في تاخير يقول مسؤولون إيرانيون انه يعود الى الضغوط المتزايدة على موسكو من واشنطن ومن اسرائيل. وقال محمد حسن منصوريان quot;الروس يتعرضون لضغط من اللوبي الصهيوني والولايات المتحدة حتى لا يفوا بالتزاماتهمquot;. واضاف quot;نظرا لان هذا اتفاق رسمي، يمكن متابعته من خلال الاجهزة القانونية الدوليةquot;.

وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر صرح الجنرال حسن فيروزابادي رئيس هيئة الاركان الإيرانية ان روسيا تاخرت حتى الان ستة اشهر عن موعد تسليم الصواريخ. وغيرت موسكو مرارًا موقفها بشأن هذه الصفقة التي ستجعل قصف منشآت نووية إيرانية مهمة صعبة. واحتجت كل من اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا على تسليم إيران هذه الانظمة في حين لم تعترف روسيا رسميا بانها وقعت مثل هذا العقد مع طهران مشددة في المقابل على حقها في بيع اسلحة quot;دفاعيةquot;.

وتتوقع روسيا quot;ردًّا ايجابيًّا سريعًاquot; من طهران على اقتراح تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج في اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما اعلن متحدث باسم الخارجية الروسية الثلاثاء. وقال المتحدث اندري نستيرينكو quot;نعتمد على رد ايجابي سريع من طهران. من هنا، فإن مسألة تبني عقوبات باتت خارج البحثquot;.