حثت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يوم الخميس على وضع معاناة الاقلية الكردية في سوريا على جدول المحادثات مع دمشق.
دمشق: خفت الضغوط على سوريا لاصلاح نظامها السياسي ومنح حريات للاكراد منذ أن أعادت قوى غربية علاقاتها مع دمشق منهية بذلك سنوات من العزلة الدولية. وقالت المنظمة ومقرها نيويورك في تقرير quot;ينبغي أن يتأكد المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من أن تكون مخاوف حقوق الانسان بما فيها معاملة الاكراد على جدول مناقشاته مع سوريا...تجاهل المعاملة التي يلقاها الاكراد في سوريا لن ينهي المشكلة.quot;
ولا يشير المسؤولون السوريون الى قضية الاكراد في العلن ولكن الرئيس بشار الاسد أوضح أن اولويته هي الحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية. وذكر التقرير أن محادثات المجتمع الدولي مع دمشق ركزت على دور سوريا السياسي في الشرق الاوسط ونفوذها الاقليمي مع quot;عدم الاهتمامquot; بمناقشة موضوع الاكراد. وأضاف التقرير أن السلطات السورية quot;تنتهج سياسة قاسية من القمع المتزايدquot; للاكراد رغم التقارب مع الغرب.
ويمثل الاكراد حوالي عشرة بالمئة من السكان في سوريا كما توجد أقليات كردية أيضا في تركيا وايران والعراق. وقال التقرير وعنوانه quot;حرمان وقمع للحقوق السياسية والثقافية للاكراد في سورياquot; ان اساءة سوريا معاملة الاقلية الكردية تستهدف أيضا حرصهم على هويتهم العرقية.
وتابع quot;الاخضاع هو جزء من سياسة القمع الاوسع نطاقا التي تتبعها الحكومة السورية مع أي شكل من أشكال المعارضة السياسية وان كان له أيضا سماته المميزة مثل منع التجمعات الثقافية حيث ترى الحكومة خطرا في الهوية الكردية.quot; كما ذكر التقرير أن مرسوما رئاسيا صدر العام الماضي وضع قيودا على نقل الملكية في المناطق التي يقطنها الاكراد. وفي عام 2008 ايضا قتلت قوات الامن ثلاثة أكراد يحتفلون بعيد النوروز الذي يمثل رأس السنة الكردية الجديدة.
وفي عام 2007 قتل شخص عندما اطلقت قوات الامن النار على حشد من الاكراد يحتج على شن تركيا هجمات على كردستان العراق. وقال التقرير انه لم ترد أنباء بسقوط قتلى هذا العام ولكن قوات الامن اعتقلت 21 شخصا كانوا يعتزمون التجمهر طوال الليل احتجاجا على المرسوم الرئاسي الخاص بالملكية.
كما ألقي القبض على حوالي 15 زعيما كرديا خلال السنوات الاربع الماضية من بينهم مشعل التمو الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف في مايو أيار بتهمة اضعاف المشاعر الوطنية. وحذر التمو قبل صدور الحكم عليه من أن ما وصفه باساءة سوريا معاملة الاكراد قد يؤدي الى تكرار العنف الذي اندلع في المناطق الكردية عام 2004 في أعقاب مقتل مشجعي كرة قدم أكراد على أيدي قوات الامن. وتظاهر الاكراد حينها في شمال سوريا احتجاجا على حرمانهم من حقوقهم المدنية وشمل ذلك احصاء خلال الستينات نجم عنه حرمان مئات الالاف من الاكراد من حقوق المواطنة وحظر تدريس اللغة الكردية.
وقالت هيومان رايتس ووتش ان ذلك العنف تسبب في مقتل 36 شخصا على الاقل واصابة 169 اخرين معظمهم من الاكراد. وأضاف التقرير quot;الاصلاحات الديمقراطية والمتعلقة بحقوق الانسان في سوريا والتي تحسن الوضع بالنسبة للاكراد وغيرهم على حد سواء سيكون لها دور كبير في تخفيف التوتر بين الاكراد والحكومة السورية.quot;
وبحسب التقرير فان بعض المعتقلين السابقين الاكراد قالوا في مقابلات انهم تعرضوا للتعذيب بطرق منها الضرب والحرمان من النوم. وقال التقرير quot;على حد علم هيومان رايتس ووتش لم تفتح الحكومة السورية أي تحقيق في مزاعم التعذيب. واستمر التحرش بالنشطاء الاكراد حتى بعد اطلاق سراحهم
التعليقات