حجاج في طريقهم من جبل عرفات الى مزدلفة

دان حجاج مصريون وجزائريون تدهور العلاقات بين البلدين والتصعيد الذي وقع بعد الخلاف الذي أشعلته مباراة فاصلة في كرة القدم والتي منحت الجزائر المقعد الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم 2010. وفيما اعتبر مواطنون من البلدين، التقوا في مكة لاداء فريضة الحج، أنّ الخلاف بات من الماضي، حمّل اخرون وسائل الاعلام في البلدين مسؤولية إشعال الخلاف.

مكة المكرمة، الجزائر: أعرب حجاج جزائريون ومصريون عن شعورهم بالحرج والغضب من خلاف علني أشعلته مباراة فاصلة في كرة القدم منحت الجزائر المقعد الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم 2010. واستدعت وزارة لخارجية المصرية السفير الجزائري كما استدعت سفيرها لدى الجزائر للتشاور بخصوص أعمال عنف جزائرية إثر اشتباكات بالأيدي في المُباراة الحاسمة التي أُجريت في وقت سابق من الشهرالجاري بالسودان وخسرتها مصر بهدف دون مقابل.

كما تعهد الرئيس المصري حسني مبارك بحماية المواطنين في الخارج في الوقت الذي قام فيه مصريون غاضبون بأعمال تخريب لمتاجر وسيارات قرب سفارة الجزائر بالقاهرة مطالبين بطرد السفير. وكان الحج أول فرصة للقاء بين مجموعات جزائرية ومصرية منذ الخلاف.

وسعى الكثيرون لإبداء احترامهم للمناسبة واعتبار الخلاف شيئًا من الماضي لكن الكثيرين أنحوا باللائمة على وسائل الاعلام في البلدين في إشعال الخلاف. وقال حاج جزائري يدعى أحمد quot;في ما يخص ما جرى بين الجزائر والشعب الشقيق المصري.. أحداث بين شباب طائشين فقطquot;.

وقال خالد سلام عبد الله من القاهرة quot;شعوري ان الموضوع ما كان يجب ان يأخذ هذا الحد والمسؤول عنه إعلام البلدين. نحن اخوة وهذا الأمر كان لا يصح أن يحدث وأنا الوم على اعلام الدولتين. أثار شعور الجهلاء من الناس. الله يسامح الاعلاميين ولو صدقوا في نقل الرؤية لما حدث هذا الامرquot;.

وعلى الرغم من رواج مهنة الصحافة لا تزال الدولتان تصنفان ضمن الأسوأ في العالم فيما يتعلق بحرية الصحافة ويواجه صحافيون في أحيان كثيرة عقوبات قاسية بالسجن اذا سلكوا خطًا لا يرضي السلطات. وأعرب حاج جزائري يدعى عبد الوهاب عليوشة عن شعوره بالغضب من مثل هذا الخلاف بين الدولتين اللتين تشتركان في جزء مهم من تاريخهما الحديث.

ورفض بعضهم مجرد استدراجهم للحديث بهذا الشأن. وقال حاج مصري آخر quot;نحن عرب وكلنا مسلمين ولا يوجد أي خلاف. واذا كان الخلاف على الرياضة فلا يوجد أي خلاف لأن ربنا سبحانه وتعالى يقول انما المؤمنون أخوة.quot; وبعد الاستقلال عن فرنسا عام 1962 اختارت الجزائر نظامًا سياسيًا مستوحى من الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر واتجهت الى موسكو كشريك سياسي استراتيجي.

وتدهورت العلاقات بدرجة كبيرة بعد أن أبرم الرئيس المصري السابق انور السادات خليفة عبد الناصر اتفاقية سلام مع اسرائيل وتخلت مصر عن الاتحاد السوفياتي متجهة الى الولايات المتحدة. والجزائر ضمن عدد قليل من الدول العربية التي لا تزال من الناحية النظرية في حالة حرب مع اسرائيل ونأت بنفسها بشكل واضح عن أي توقعات بتقارب دبلوماسي معها.

الجزائر تدعو مصر إلى الوفاء بإلتزامها وضمان أمن الجزائريين بالقاهرة

من جانبه، دعا وزير الخارجية الجزارئري مراد المدلسي الليلة السلطات المصرية إلى الوفاء بالتزاماتها إزاء حماية وضمان أمن وسلامة الرعايا والمصالح الجزائرية في القاهرة.

وردًّا عن سؤال حول التقارير الواردة من مصر بشأن quot;الوضع المقلقquot; للرعايا الجزائريين قال المدلسي في تصريح للتلفزيون الجزائري ان الحكومة الجزائرية تحرص على سلامة وامن مواطنيها ومصالحها في الخارج وخاصة في المناطق التي تتطلب اجراءات خاصة.

واكد المدلسي ان الجزائر على اتصال دائم مع السلطات المصرية لتفقد وضع رعاياها على خلفية الاحداث الاخيرة التي اعقبت المباراة بين الجزائر ومصر في العاصمة السودانية الخرطوم.