سوريا: الإنفجار في السيدة زينب ليس عملاً تخريبياً

على الرغم من التأكيدات السورية حول الإنفجار الذي وقع أمس قرب منطقة السيدة زينب انه كان ناجماً عن إنفجار إطار الحافلة، فقد لف الغموض التفجير بسبب آثار الدمار التي بدت على الحافلة بعد الانفجار. هذا وشددت سوريا على أن العلاقات بين دمشق وطهران لن تتأثر بأي تشويش إعلامي قد يستهدفها.

حافلة الزوار الإيرانيين كما بدت بعد الإنفجار أمس. أ ف ب

دمشق: اكتنف الغموض حادثة الانفجار في حافلة تقل زواراً إيرانيين في دمشق حيث وتضاربت الروايات في البداية حول وجود قنبلة تحت الباص تسببت في التفجير، بحسب ما نقل مراسل تلفزيون quot;برس تي فيquot; الإيراني الناطق بالإنجليزية، الذي تحدث عن سقوط 12 قتيلا وعشرات الجرحى.

ولم تأت الرواية الرسمية السورية إلا بعد 3 ساعات حيث أكدت ان ما حدث سببه إrw]m نفجار عجلة حافلة مما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص في السيدة زينب في دمشق حيث نفى وزير الداخلية وقوع اي عمل تخريبي بعد ان تحدثت تقارير اولية عن تفجير اوقع عشرات الضحايا.

وجددت سوريا مساء الخميس التأكيد ان الانفجار لم يكن نتيجة عمل ارهابي، وشددت على أن العلاقات بين دمشق وطهران لن تتأثر بأي تشويش إعلامي قد يستهدفها.

وقال صابر فلحوط، مستشار الاتحاد العام للصحافيين العرب، quot;إن القول بأن العلاقات السورية ـ الإيرانية يمكن أن تتأثر بمثل هذه التشويشات أمر لا يحمل مصداقية، لأن العلاقات بين البلدين عمرها ثلاثة عقود، وهي مستمرة كمثال ساطع على التعاون لتحقيق مصالح وأهداف الشعبين، الذي تسعى سورية باستمرار لجعل هذه العلاقات في خدمة التوجه القومي العام لمقاومة المشروع الصهيوني المدان في المنطقةquot;.

وشدد فلحوط على أن quot;مبدأ الإرهاب مدان بكافة أشكاله وألوانه ومن أينما جاءquot;، وقال quot;إننا في اتحاد الصحافيين العرب نفرّق تفريقاً واضحاً بين المقاومة لتحرير الأرض من المحتل وبين الإرهاب الذي يستهدف المواطنين والأبرياء.

وزير الداخلية السوري سعيد سمور في موقع الانفجار

ووقع الانفجار في حافلة ايرانية كانت موجودة في محطة للوقود قرب مشفى الامام الخميني الخاص على اطراف مدينة السيدة زينب وعلى بعد نحو كيلومتر واحد عن مقام السيدة زينب الذي يؤمه الاف الحجاج الشيعة يوميا. وصرح وزير الداخلية السوري سعيد سمور الذي زار موقع الانفجار للاشراف على مسار التحقيق ان quot;نتيجة التحريات لم تبين وجود اي عمل ذي طابع ارهابيquot;، مؤكدا quot;خلو المكان من اي مؤشر لوجود متفجراتquot;.

واكد الوزير السوري ان quot;الباص الايراني دخل الى محطة الوقود لاصلاح العجلة التي انفجرت نتيجة الضغط الزائد مما تسبب بهذا الانفجار الذي اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص هم السائق الايراني وصاحب اورشة وعامل لديهquot;.

واضاف ان quot;الاضرار المادية اقتصرت على الجانب المقابل من الاطار والحائط المقابل لهquot;، نافيا quot;وجود اي ركاب في الباص اثناء الانفجار او وقوع اي جرحى اخرين في الانفجارquot;. وسبب الانفجار اضرارا في الجزء الخلفي من الحافلة بالاضافة الى تحطم زجاج النوافذ فيها لكنه لم يؤد الى احتراقها كليا.

وقامت الشرطة بتطويق المكان وبمنع آلاف الاشخاص الذين تجمعوا في المكان من الاقتراب من موقع الانفجار الذي تزامن مع زيارة يقوم بها لدمشق رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني ومسؤول الملف النووي سعيد جليلي.

واكد محمد عيسى مدير مستشفى الامام الخميني لوكالة الأنباء الفرنسية ان الانفجار الذي وقع عند الساعة الثامنة والنصف صباحا quot;اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص نقلت اشلاؤهم فورا الى المشفى حيث عاينهم الطبيب الشرعيquot;. وتابع انه quot;تم التعرف على احد الضحايا وهو طفل يبلغ من العمر 12 سنة ويعمل في محطة الوقود الواقعة قرب الانفجارquot; الذي ادى الى تحطم عدد من نوافذ المستشفى.

آثار الإنفجار

وكانت وسائل اعلام في المنطقة اعلنت خبر الانفجار مشيرة الى انه استهدف حافلة بالقرب من مستشفى الخميني، وتحدثت عن سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى. من جهته، تحدث مراسل التلفزيون الايراني عن انفجار quot;قد يكون ناجما عن قنبلة موضوعة اسفل الحافلةquot;.

وكان الباص المخصص لنقل حجاج ايرانيين من مدينة اردبيل (شمال غرب ايران) خاليا من الركاب اثناء وقوع الحادث. وتعتبر مدينة السيدة زينب التي تقع على أطراف القسم الجنوبي الشرقي من دمشق مقصدا هاما للسياحة الدينية حيث يؤمها الالاف من الاشخاص القادمين يوميا من دول الخليج والعراق وايران ولبنان لزيارة مقام السيدة زينب ابنة الامام علي بن ابي طالب.

كما قصد المدينة الاف اللاجئين العراقيين للاقامة فيها بعد الغزو الاميركي للعراق. ويعود اخر انفجار في دمشق الى عام 2008 حيث انفجرت سيارة مفخخة اسفرت عن مقتل 17 شخصا و14 جريحا في حي القزازين القريب من مدينة السيدة زينب.

ويعد هذا الانفجار من اكثر الانفجارات دموية منذ فترة الثمانينات حين شهدت العاصمة سلسلة من التفجيرات قامت بها جماعة الاخوان المسلمين. كما شهد عام 2008 حادث اغتيال محمد سليمان مسؤول الامن في مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا الاضافة الى حادث اغتيال مسؤول العمليات في حزب الله عماد مغنية في الاول من شباط/فبراير 2008.

حشود قرب مكان الحادث