طلال سلامة من روما: برغم من استهداف الآلة القضائية لزعيم حزب quot;قيم ايطالياquot; أي quot;ايتاليا دي فالوريquot;، المدعي العام السابق quot;أنتونيو دي بياتروquot;، من جراء حملة التشهير التي شنها الأخير ضد quot;جورجو نابوليتانوquot;، رئيس الجمهورية الحالي، إلا أن quot;دي بياتروquot;، الذي يتهم وسائل الإعلام الآن بعدم نجاحها في تشفير خطابه أمام جمهوره، بالصورة الصحيحة، مما حوله أوتوماتيكياً الى تهجم مقصود ضد الرئيس نابوليتانو، ما زال يتمسك بالأخير بصفته quot;السورquot; الأخير القادر على منع تفتت قواعد التشريع هنا. ويساعد في عملية التفتيت هذه حكومة برلسكوني.

كما يهاجم دي بياترو فريق برلسكوني التنفيذي، أي وزرائه، الذين بدؤوا الإقرار بسلة من الإجراءات والقوانين التي يعزيها دي بياترو الى quot;لعبة قمار وسخةquot; تتميز بطابع أميركي لاتيني. لا بل يشن دي بياترو هجوماً غير معتاد على حكومة برلسكوني واصفاً قوانينها، التي تم المصادقة عليها أو التي ما تزال تنتظر تقرير مصيرها، بأنها مماثلة للقوانين التي أقر بها في أعقاب ولادة الحركة النازية في ثلاثينات القرن الماضي.

ربما يسعى دي بياترو الى استفزاز رئيس الجمهورية ديبلوماسياً، قبل فوات الأوان، من أجل حضه على منع تحويل البرلمان الى قاعة ديكتاتورية ورمزاً للطغيان اليميني المكفوف. علاوة على ذلك، يحذر دي بياترو جميع الأحزاب من أن سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، يريد إبادة أي شكل من أشكال الرقابة على الحكومة. وهذا من شأنه القضاء على أي منهج ديموقراطي يعتمد على سلة الحقوق وكأننا أمام سياسة الحزب الوطني الاشتراكي الذي قاده هتلر طوال 12 عاماً تقريباً.

في الحقيقة، لا يوجد تباين كبير بين برلسكوني ودي بياترو في حال صدقت تنبؤات الأخير بأن رئيس الوزراء برلسكوني هو حقاً ديكتاتور غربي محنك. فالشعب الإيطالي انتخب هذا الديكتاتور الذي يتميز بطرائق لائقة في التعامل مع الخصوم السياسيين. أما دي بياترو، رجل القضاء الذي يستهدفه زملاؤه الآن في قضية التشهير برئيس الجمهورية، فانه بنظر العديد رجلاً ديكتاتورياً سفاحاً متعطش لزج أكبر قدر ممكن من الأشخاص، سواء كانوا أبرياء أم مجرمين، في السجون الإيطالية.