أشرف أبوجلالة من القاهرة: رغم الصورة الوردية التي روجت لها بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية وكذلك بعض الجهات الإعلامية في أعقاب انتخاب مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة قبل أشهر قليلة، والتي تمحورت بشكل أساسي حول ظاهرة العنصرية التي كانوا يتعشمون في أن يساعد نجاح أوباما على إزالتها تدريجيا من ثقافة وفكر المجتمع الأميركي ، إلا أن الأمور عندما تصطدم بالواقع يكون الأمر مختلفا والمشهد يتحول رأسا على عقب بما يتعارض مع ما دعا إليه متفائلون كثيرون من أنصار ومؤيدي الديمقراطية الحديثة التي تم تأسيسها على منهجية quot;التغييرquot; الخاصة بالرئيس الأسود الجديد. فها هي الأيام وحدها تثبت صحة ما سبق وتكشف عن بدء توجيه أولى اللكمات quot;العنصريةquot; في وجه أوباما بعدما أفادت تقارير صحافية عن أن الولايات المتحدة تشهد خلال هذه الأثناء حالة شديدة من الجدل العنصري بعد قيام صحيفة quot;نيويورك بوستquot; الشهيرة بنشر رسم كاريكاتوري للرئيس باراك أوباما وتقارن بينه وبين شامبانزي مهتاج تقتله الشرطة رميا بالرصاص، في واقعة ربما تفرض العديد من التساؤلات والشكوك في المستقبل الذي تتجه إليه الأمور داخل المشهد السياسي الأميركي في وقت ينشغل فيه أبرز مسؤولي إدارة أوباما بمشكلات أكثر أهمية.

صورة للرسم المسيئ للرئيس اوباما

وفي أول رد فعل على تلك الواقعة، أدانت القيادات البارزة في مجال حقوق الإنسان في الولايات المتحدة تلك الرسوم، التي تم نشرها في صحيفة يمينية بغرض إرضاء قوالب عنصرية. وأظهر هذا الرسم الكاريكاتوري ضابطي شرطة، أحدهما يلوح بمسدس يفوح منه عمود من الدخان، ويقفان على جثة شامبانزي مزقتها طلقات الرصاص النارية. وكتب على الرسم جملة تقول quot; سوف يضطرون للعثور على شخص آخر كي يقوم بكتابة الخطة التحفيزية القادمة quot;. وقالت صحيفة الدايلي ميل بعددها الصادر اليوم إن الشامبانزي الذي تم استخدامه في تلك الصورة الكاريكاتورية يشير إلى الشامبانزي الذي يدعى quot;ترافيزquot; وقتل بالرصاص على يد الشرطة في ستامفورد في ولاية كونيكتيكت يوم الاثنين الماضي بعد اعتدائه على أحد أصدقاء صاحبه.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل واصل فريق من منتقدي هذا الرسم الكاريكاتوري ووصفوه بالعنصري، وقالوا إنها همشت من مأساة تعرضت فيها صورة سيدة للتشويه، في حين قال آخرون إن هذا الرسم رجح أنه قد بات من الضروري اغتيال باراك أوباما. كما أثارت هذه الرسوم دعوات لمقاطعة صحيفة نيويورك بوست وكذلك الشركات التجارية التي تعلن فيها عن منتجاتها. من جانبها، قالت باربارا سيارا، رئيسة الجمعية الوطنية للصحافيين السود :quot; كيف سمحت البوست بنشر هذه الرسوم على أنها هجاء ؟ - فمقارنة أول قائد للقوات المسلحة من أصول إفريقية بشامبانزي ميت هو أمر لا يقل عن الهراء العنصري quot;.

وقال السيناتور إيريك آدمز إن تلك الواقعة تعيد به الذاكرة للأيام التي كان يعدم فيه الرجال السود، بينما قال زعيم الحقوق المدنية البارز آل شاربتون إن تلك الرسوم تثير قدرا كبيرا من المشكلات. وكشفت الدايلي ميل عن أن تلك الرسوم تسببت في توجيه ردود أفعال غاضبة صوب البوست، فهواتها لم تتوقف طوال النهار بسبب حرص أعداد غفيرة من المواطنين على التعبير عن ضيقهم من إقدامهم على نشر مثل هذه الرسوم، كما طالب متظاهرون أمام مكاتب الصحيفة في مانهاتن بضرورة تقديم الصحيفة اعتذارا ورددوا شعارات طالبوا فيها بإغلاق الصحيفة.

ومن جانبه، دافع كول آلان، رئيس تحرير الصحيفة، عن الرسوم بقوله :quot; هذه الرسوم تعد محاكاة ساخرة بشكل واضح لاحدى الأخبار الراهنة، فهي تسخر في الأساس من المجهودات التي تبذلها واشنطن من أجل إنعاش الاقتصاد. ومرة أخرى يكشف آل شاربتون عن نفسه أنه ليس أكثر من مجرد انتهازي دعائي quot;. هذا وقد جذبت الرسوم المئات من التعليقات على شبكة الإنترنت منها ما تم نشره على صحيفة هافينغتون بوست الليبرالية. في حين رفض السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، روبيرت غيبس، التعليق على الأمر برمته.

سيناتور نيويورك ايريك آدمز يندد بالرسم المسيئ لاوباما