زوجة الرئيس تلعب دور الأم والزوجة بحذر تأهبا ً لدور أكبر
ميشيل أوباما بين هجر اجتماعيات الأسرة واقتحام دنيا السياسة

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعدت اليوم صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية تقريرا تحدثت فيه عن متغيرات الأجواء العملية التي تعيشها ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الحالي باراك أوباما، خلال هذه الأثناء والدور الذي قد تلعبه خلال الفترة المقبلة وفقا لتوقعات عدد كبير من المراقبين والمحللين، وسط تساؤلات تتمحور حول الطبيعة الخاصة بهذا الدور ، وإذا ما كانت ستكتفي بدورها كـ quot; أم وزوجة quot; ، أم أنها ستحاول البحث عن تطلعات جديدة تتيح لها فرصة الظهور بصورة تليق بحجم ومكانة السيدة الأولي للولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة في البداية أن جميع المناسبات العامة التي ظهرت فيها ميشيل منذ انتخاب زوجها رئيسا للبلاد وحتي الآن تشير إلي أنها ترغب في لعب دور تقليدي ليس أكثر أو أقل. لكن هذا التوجه، لن يدوم علي الأرجح، لأنها تلعب هذا الدور بحذر حتي الآن من منطلق أنها ترغب في الارتقاء والصعود بنفسها لدور أكبر لكن دون الوقوع في أي أخطاء. وأشارت الصحيفة في معرض حديثها إلي الجولة الإشرافية التي قامت بها ميتشيل يوم أمس علي فريق الطهاة الذي يعمل في المطبخ الخاص بالبيت الأبيض من أجل الاطمئنان علي سير الأمور بشكل جيد قبيل حفل العشاء الذي نظم أمس في البيت الأبيض، وكذلك إشادتها ومداعبتها لأحد الطهاة، قائلة ً أن ما تقوم به هذا يعد جزءا ً من مهام عملها كسيدة البلاد الأولي، ثم انزلقت إلي نكتة تحدثت عن التحدي الذي يواجه مطبخ البيت الأبيض في توفير أي أطعمة من الخضروات لابنتيها.

وأشارت الصحيفة إلي أن كل المناسبات التي ظهرت فيها سيدة أميركا الأولي حتي الآن، ظهرت فيها وكأنها quot;الأم الأوليquot; الجديدة للبلاد. فهي تحرص كل الحرص علي المذاكرة وقراءة الكتب لطفلتيها، وتضع الألعاب بطريقة مجدولة للحفلات الخاصة بابنتيها. وبعد ظهيرة كل يوم، تتواجد في المنزل لاستقبال ساشا وماليا لدي عودتهما من المدرسة. وهنا طرحت الصحيفة بشيء من الاندهاش مجموعة من الأسئلة التي من بينها: هل هذه هي ميتشيل أوباما التي ستصبح سيدة البلاد الأولي؟ - هل هدفها هو أن تصبح رمزا للزوجة والأم التقليدية ؟ - ونظرا لامتلاكها خلفية ذات قدرات كبيرة حصلت عليها من خلال الفترة التي سبق وأن تلقت فيها التدريب كمحامية في جامعة هارفارد ، بالإضافة للوظيفة الذي شغلت فيها منصب المسؤول التنفيذي البارز بأحد أكبر مراكز الرعاية الطبية في البلاد ndash; كانت إجابة كثير من الساسة المخضرمين في واشنطن علي تلك التساؤلات السابقة هي بالنفي التام.

كما أكدوا علي أن ميشيل سوف تبحث في نهاية المطاف عن دور أكبر كي تلعبه، وهو الدور الذي قد يعرض لها المزيد من التدخل المباشر في القضايا الكبرى والسياسات. لكنها في البداية، سوف تلعبه بشكل حذر، آخذة ً في اعتبارها الأخطاء التي وقع فيها بعض من سابقاتها. ونقلت الصحيفة عن ليتيتا بالدريدج، الكاتبة التي سبق لها شغل منصب السكرتير الاجتماعي لجاكلين كينيدي :quot; تقوم ميتشيل بالبحث والتعلم، لكنها لا تقدم علي اقتراف نفس الأخطاء لأنها تدرك طبيعة تلك الأخطاء التي سبق وأن وقع بها من سبقوها. كما أنها لم تكن مضطرة للانفجار مثل الزهرة التي تتفتح في منتصف الليل ... ونتيجة لذلك، سوف تتمتع بنفوذ كبير في نهاية الأمر quot;.

وأوضحت الصحيفة أن دور السيدة الأولى كان الدور الذي تختار أن تلعبه زوجات الرؤساء السابقين بشكل كبير، بحسب ما تطالعنا به وقائع السرد التاريخي للأحداث. فباربارا بوش، زوجة الرئيس جورج بوش الأب، كانت أقرب ما تكون بـ quot;جدة البلاد الأوليquot; ، حيث كانت شغوفة بأسر أبنائها واشتهرت بأنها كانت تخبر السيدات في كلية ويليسلي أن الوظائف مهما طالت عمرها فمصيرها إلي الزوال، لكنهم لن يندمون علي الأوقات التي قضوها مع أسرهم. كما كانت زوجة الرئيس جون كينيدي بمثابة المصدر الأساسي للأسلوب والأناقة الذي جعل كثير من الأميركيين يرون فترة رئاسة زوجها القصيرة كما كانت الأمور في عصر كاميلوت، تلك القلعة التي كانت أشهر القلاع في أساطير الملك آرثر بيناليغون في القرون الوسطي.

كما سبق وأن سخرت هيلاري رودهام كلينتون خلال حملة زوجها الرئاسية عام 1992 من الصورة التقليدية لزوجة المرشح والتي تتركز علي خبز الفطائر واستضافة حفلات لتناول الشاي. وبعد أن أصبحت سيدة البلاد الأولي ، بدأت تمارس دور quot;الرئيس المشاركquot; كما بدأت تفكر في دعم القطاع الإصلاحي في البلاد علي نحو كبير.