طلال سلامة من روما: بدأت ايطاليا تحديث صفقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية. وفي خطوة هي الأولى من نوعها، منذ دخول باراك حسين أوباما البيت الأبيض، بدأ quot;اينياتسيو لا روساquot;، وزير الدفاع الإيطالي، خوض مفاوضات quot;استشعاريةquot; مع نانسي بيلوزي، رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية، بإيطاليا وخارجها، بهدف تعزيز التواجد العسكري الإيطالي بأفغانستان، اعتباراً من النصف الثاني من العام. ولا تستبعد وزارة الدفاع الإيطالية، في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية بأفغانستان التي من المتوقع إجرائها في شهر أغسطس(آب) القادم، أن تتقدم بطلب أمام البرلمان الإيطالي، ان كانت المسألة ملحة وضرورية، من أجل رفع عدد قوات الجيش الإيطالي بأفغانستان مؤقتاً وإذن زيادة الموازنة العسكرية المخصصة لها.

وتعتبر ايطاليا ثالث أكبر دولة مساهمة في تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأميركية العاملة بأفغانستان. وبدأ التواجد العسكري الإيطالي هناك بصورة متواضعة نسبياً ليضحي 2.8 ألف جندي يخضعون لقيادة أميركية لم تفهم بعد كيفية مواجهة قوات حركة طالبان المنتشرين كالنمل في بعض الأقاليم الجنوبية كما إقليم quot;هيراتquot; أين تدور بين الفينة والفينة معارك طاحنة وكمائن تستهدف القوات الدولية. في الحقيقة، ما يزال الجميع يبحث عن الحل. فزيادة عدد القوات الدولية بأفغانستان يعتبره العديد من المحللين تغطية عسكرية دفاعية لا علاقة لها بإحراز أي خطوة أمامية التي لم نر منها شبحاً منذ بداية التوغل العسكري الأميركي!

مع ذهاب جورج بوش، صديق برلسكوني، الى التقاعد، فان العلاقات الأميركية الإيطالية خضعت لعملية إعادة هيكلة لزمها رئيس الوزراء الحالي(برلسكوني) الى بعض الوزارات، كما وزارة الدفاع ووزارة الخارجية اللتين تعربان عن تفاؤلهما بموثوقية أوباما من حيث الرغبة في التعاون بين البلدين. أما ما يجمع برلسكوني بأوباما فما يزال صوتياً بحتاً، عبر محادثات ومشاورات هاتفية متفرقة، ما يعكس حالة تشكيك متبادلة بين البيت الأبيض وقصر رئاسة الوزراء quot;كيدجيquot; بروما.