أجواء اجتماعات الفلسطينيين مريحة وتقدم بالمصالحة والمنظمة
فتح تنفي أنباء عن تسمية رئيس الحكومة باعتباره يخص عباس
نبيل شرف الدين من القاهرة: كشفت مصادر فلسطينية تشارك في حوار اللجان الخمس عن أن ملفي الاعتقال السياسي وتشكيل الحكومة الانتقالية، يسيطران على الاجتماعات المنعقدة في القاهرة لليوم الثالث على التوالي برعاية مصرية وسط أجواء من التفاؤل الحذر، وقالت quot; إن حركتي فتح وحماس وغيرهما من الفصائل المشاركة في حوار القاهرة اتفقت خلال الاجتماعات على ضرورة إنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال أيام حتى لا يعرقل جهود المصالحة. من جانبه أعرب مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الفلسطينية، عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق بين الفصائل المتحاورة قد يتم بنهاية الشهر الجاري، وقال البرغوثي: quot;إنه تم التوصل إلى توافق حول عدد من النقاط الخلافية، مشيرا إلى رغبة جميع الفصائل في التوصل إلى اتفاق راسخ يحقق الوحدة quot;.
ونفى السفير الفلسطيني لدى القاهرة نبيل عمرو وجود خلافات داخل لجنة الحوار الوطني الفلسطيني الخاصة بالحكومة على توزيع الحقائب الوزاريةrlm;,rlm; وقال إن توزيع الوزارات ووضع الأسماء في الحكومة اختصاص دستوري للرئيس الفلسطيني وليس من اختصاص لجان الحوار.
وأضاف أن الحكومة الفلسطينية يجب ألا تكون حكومة فصائلrlm;,rlm; مشيرًا إلى أن مهمتها تتمثل في إعادة توحيد الضفة وقطاع غزة وتقديم الخدمات للمواطنين بما في ذلك إعادة إعمار غزة، وأكد عمرو ضرورة التزام الحكومة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وبما التزمت به من اتفاقات مع المجتمع الدولي لإنهاء الحصار المفروض على غزة، موضحًا أن هناك صمتًا دوليًا إزاء الحصار بسبب عدم وجود أساس سياسي للحكومة الفلسطينية.
وعقدت فتح وحماس اجتماعا ثنائيا لتذليل العقبات، وقال مصدر فلسطيني، إن الاجتماع كان لتقييم الآليات التي جرى الاتفاق عليها، وأضاف أن الاجتماع بحث إطلاق سراح المعتقلين ووقف التراشق الإعلامي.
فتح وحماس
أما إبراهيم أبوالنجا رئيس وفد quot;فتحquot; للجنة المصالحة الوطنية، وهي إحدى اللجان الخمس الخاصة بالحوار الوطني في القاهرة، فقال quot;إن أجواء اجتماعات كانت مريحة وحققنا تقدما واضحا في لجنتي المصالحة والمنظمةquot;، وأضاف quot;أنه أمر طبيعي أن يكتنف أجواء الحوار خلال الأيام الأولى بعض التكتم، أو بعض الترقب، ليعرف كل طرف ما لدى الطرف الآخر من مكنونات وكان النقاش عامًا في كافة اللجان، لكن دخل المشاركون في كل لجنة في تفاصيل جدول الأعمال، وكانت الأجواء أكثر إيجابيةquot;.
وأشار إلى أن لجنة المصالحة الوطنية، اتفقت على تشكيل لجنة دائمة للمصالحة تباشر عملها فى الضفة وغزة على حد سواء ، وتشكيل لجان فرعية تابعة لها في كل محافظة لتعويض الأفراد والممتلكات والمؤسسات والقيام بالمصالحة بين العائلات، وإنهاء كل ما ترتب عن أحداث الاقتتال. وقال: quot;أعددنا مشروع ميثاق شرف، سينظم العلاقة الإعلامية والسياسية، والاجتماعية، والقانونية، والحريات عامة، والمشروع أخذ من القانون الأساسي (الدستور) القضايا الأساسية التي لا خلاف عليها على الإطلاق، وفي حالة الالتزام بهذا الميثاق يكون شيئًا مهمًا للغايةquot;.
وبخصوص التقدم الذي تحقق في لجنة منظمة التحرير، قال أبو النجا: quot;تم الاتفاق على أن يتم العمل بموجب ما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة 2005، حيث يدعو الرئيس محمود عباس، اللجنة التي شكلت خلال تفاهمات القاهرة 2005، إلى أن تباشر عملها، بعد أن يتم الاتفاق على تشكيل الحكومةquot;.
وأضاف أن هذه اللجنة لها جدول أعمال معروف، وتسعى لتهيئة الأجواء لانتخابات للمجلس الوطني، كما تقوم الحكومة بتهيئة الأجواء لانتخابات المجلس التشريعي، لافتًا إلى أن هناك لجانًا قطعت شوطًا كبيرًا كلجنة المصالحة الوطنية، ولجنة منظمة التحرير، وهناك لجان ما زالت لم تنجز الإنجاز الكبير، ما يستدعي تدخل اللجنة العليا السادسة، التي تشرف على أعمال اللجان كافة، وأوضح أنه بات مطلوبًا من هذه اللجنة العمل على تقريب وجهات النظر بين القوى في اللجان الثلاث الأخرى (الأمن، والانتخابات، والحكومة).
من جانبه، أكد القيادي في حماس محمود الزهار أن البداية طيبة وبدأت اللجان دورها واعتقد أن هناك شيئًا من التقدم وان كان من الطبيعي أن تتسم الجلسات الأولى بصعوبة، غير أنه لفت إلى أن هناك شيئًا من العقبات مثل عدم إطلاق سراح المعتقلين من أبناء حماس بالضفة، مشيرًا إلى أنه يوجد 600 معتقل وأنه لم يفرج سوى عن 70 وتم اعتقال 53 جددًاquot;، على حد تعبيره.
وحذر الزهار من أن تلك القضية ستعيق في اللحظات الأخيرة التوصل لاتفاق، ووصف مطالبة فتح بدخول حماس أولا للمنظمة ثم إعادة تنظيمها بالكلام الغريب، موضحا أن هذا الموضوع برمته سيتم مناقشته بلجنة منظمة التحرير خلال الحوار.
رؤى الفصائل
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنه من المبكر الحكم على سير أعمال لجان المصالحة لا سيما أن هناك مجموعة من الصعوبات تواجه عملها، إلا أن عضو اللجنة المركزية للجبهة، جميل مزهر، أكد وجود أجواء إيجابية، وأن هناك إصرارًا مصريًا على الخروج باتفاق ورغبة من الجميع للتوصل لحلول شاملة. وأكد رئيس وفد المستقلين، ياسر الواديه، طرح وفده لدعوة أن تكون الحكومة المقبلة حكومة تكنوقراط وان يكون رئيسها وأعضاؤها من الشخصيات الوطنية المستقلة، وقال، يأتي هذا الطرح في إطار رؤية المستقلين لتوضيح وتثبيت سياسة تخدم الفلسطينيين والقضية بعيدًا عن المنازعات الفصائلية لإنهاء حالة الانقسام الراهنة.
وكشف قيادي في الجهاد الإسلامي النقاب عن تبلور شبه اتفاق تجري بلورته، موضحا أنه تم التوافق على ثلاث أجهزة وهي: قوى الأمن الداخلي (وتشمل الشرطة بتقسيماتها و الدفاع المدني)، الأمن الخارجي ( المخابرات)، والأمن الوطني ( ويشمل حرس الرئيس وحرس الحدود وحرس المعابر). يذكر أن أعمال لجان الحوار الوطني الفلسطيني الخمس بدأت منذ يوم الثلاثاء بالقاهرة برعاية مصرية ومشاركة جامعة الدول العربية للعمل من أجل التوصل إلى تفاهمات لإنهاء حالة الانقسام وتحقق المصالحة الفلسطينية قبل نهاية شهر آذار (مارس) الجاري.
التعليقات