بهية مارديني من دمشق: تبنت هيئة متابعة وتنفيذ قرارات القمة العربية قرارا quot; يدعم السودان في مواجهة قرار المحكمة الجنائية الدوليةquot;، فيما حذّر محللون في تصريحات خاصة لايلاف من مغبة تبني قرار عربي بدعم الرئيس السوداني عمر البشير، وأكدوا ان قضية حقوق الانسان في العالم العربي مرتبطة بالأمن القومي العربي ولو كانت الجامعة العربية منظمة فاعلة لقامت بفتح تحقيق حفاظا على الأمن العربي ولما فتحت الباب لقرارات الفصل السابع.

ويعتبر محللونquot; ان افلات البعض من العدالة الدولية لا يعد تبريرا يوجب التسامح مع مجرمين آخرين أياديهم ملوثة بدماء الطغاةquot;، ولكنهم يعبرون عن قلقهم من احتمال حصار دبلوماسي قادم للسودان مرورا بعقوبات اقتصادية انتهاء بتدخل عسكري، ويستبعدون، بتخوف، ان تقدم اية دولة عربية على استقبال البشير في حال لجأ اليها لان الدولة انذاك ستكون خارجة عن الشرعة الدولية، ولكن هيئة متابعة وتنفيذ قرارات القمة العربية التي انعقدت في دمشق أمس الاحد بمشاركة السودان ارتأت في مشروع القرار الذي رفع الى اللجنة المجتمعة على المستوى الوزاري اليوم الاثنين باتجاه ان يقدم الى قمة الدوحة القادمة quot;انه من الواجب دعم السودان وان قرار المحكمة الجنائية الدولية تدخل سافر، ورأت ان quot;هذه القضية هي إحدى التحديات التي تواجه الأمة العربية،وأن مشروع القرار الذي صدر منها بهذا الخصوص كان قوياً ويلبي متطلبات السودان كافة في مواجهته لهذا الاعتداء السافر وغير القانوني عليهquot;.

.فيما اعتبر الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون بجامعة الزقازيق المصرية ان هناك بالفعل مؤامرة على السودان الامر الذي أدى الى اصدار.مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير، ولكنه قال في نفس الوقت ان علينا ان نتساءل من الذي سمح بتدبير هذه المؤامرة؟، وأكد quot; نعم هناك ازدواجية في سلوك المحكمة الجنائية الدولية ولكن هناك سياسات غير رشيدة quot;، وقال quot;كان يجب على البشير اجراء تحقيق داخلي جدي بجرائم الحرب والابادة وجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت في دارفورquot;، وردد القول quot; نحن كعرب لانتحرك الا بالصراخ وفي الساعة الـ25quot; .

واعرب عن استغرابه وعدم فهمه من ان يتخذ بعض المدافعين عن الحرية وحقوق الانسان موقفا ضد محاكمة البشير. واعتبر الدكتور نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمهتم في الشؤون السودانية، ان قرار المحكمة الجنائية الدولية حصار لحالة من التباطؤ في التحرك الدبلوماسي للجامعة العربية والدول العربية، وقال هذا البطؤ ايضا تجسد في تغليب بعض النزاعات على حل لقضية دارفور، وقال ان تحرك الجامعة جاء متأخرا كجزء من بطء حركتها المقيدة وجزء من توازنات الجامعة، واكد ان الجامعة العربية اسيرة الدول العربية ومواقفها، واشار الى ما اسماه بدبلوماسية الشيكات ورأى انها لم تأت اُكلها في دارفور.

من جانبه قال سعد هجرس مدير تحرير عالم اليومquot; ان تكرار المشهد العربي الذي نراه اليوم في ازمة دارفور ناتج عن معضلة ان هناك تناقض بين امرين هما فكرة الديمقراطية وفكرة الوطنية في حين ان التجربة المعاشة تؤكد لنا ان الطغاة يمهدون الارض للغزاةquot; . واضاف quot;هناك انقسام في الراي العام والشارع العربي حول البشير فهل يجب الوقوف معه ام اعطاء الاولوية لحقوق الانسان وهل الواجب دعم المظاهرات ام البحث عن مخرج واقعي يجنب السودان مايبدو في الافقquot;، لافتا الى quot;عقم قرارات الجامعة العربيةquot;.

بينما شنّ الناشط المصري ماجد سرور هجوما عنيفا على السياسة الخارجية المصرية،واعتبرها مسؤولة عما يجري في السودان مذكرا بالتجربة العراقية . اما المفكر السوداني الباقر العفيف فاعتبر ان قضية دارفور قضية غير مفهومة، واشار الى ان السودان غير مفهوم في العالم العربي وردود الفعل والاستجابات لما يحدث دائما ملتبسة. وشدد ان انفصال دارفور هو امر غير مطروح نهائيا، واكد ان السودانيين يتحدثون عن مظالم وجزاء و لا احد يتكلم عن انفصال.

في الغضون قالت الكاتبة المصرية امينة النقاش ان هناك مشكلة في البلدان العربية حيث انها لا تستطيع ان تدير شؤونها الداخلية بعقلانية وبما يحقق التنمية وبناء الدولة الحديثة، وبخصوص مذكرة اعتقال البشير والمحكمة الجنائية الدولية أفادت quot;انه لم يعد هناك من الممكن ان يرتكب أي حاكم جرائم ويفلت من العقابquot;.