سليمان يطّلع من ساركوزي على مشروعه لمؤتمر السلام
لبنان إفتتح أول سفارة في دمشق وعون يطرق دائرة بيروت الأولى

بيروت، مصادر مختلفة: إفتتح لبنان أول سفارة له في دمشق منذ إستقلاله عام 1943، وبعد نحو ثمانية أشهر من إعلان لبنان وسوريا إقامة علاقات دبلوماسية بينهما للمرة الأولى، وأربعة أشهر من فتح سوريا سفارتها في العاصمة اللبنانية في ديسمبر/كانون الثاني الماضي. وباشرت السفارة اللبنانية في دمشق أعمالها رسميًا الإثنين حيث رفع القائم بأعمال السفارة، رامي مرتضى، العلم اللبناني فوق المقر الكائن في أبو رمانة إيذانا بافتتاحها والبدء في أعمالها المعتادة، وفق وكالة الأنباء السورية، سانا.

وكان قد صدر عن القمة السورية اللبنانية التي عقدت في أغسطس/آب الماضي، بيان مشترك أعلن فيه الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين سورية ولبنان على مستوى السفراء.
وأكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن افتتاح السفارتين في بيروت ودمشق وتبادل العلاقات الدبلوماسية بين القطرين جاء ثمرة للقمة السورية اللبنانية التي عقدت بين الرئيسين بشار الأسد وميشيل سليمان في دمشق في أغسطس/آب الماضي، وفق التقرير.

وعبر نائب وزير الخارجية عن أمله في أن تقوم السفارتان السورية واللبنانية بتعزيز العلاقات المباشرة بين البلدين، مؤكدًا على العلاقات المتينة والتاريخية بين شعبي البلدين، وحرص القيادة السورية على تعزيز وتعميق هذه العلاقات في مختلف المجالات.

بدوره أعرب رامي مرتضى القائم بأعمال السفارة اللبنانية في دمشق عن شكره لنائب وزير الخارجية على زيارته لمقر السفارة بعد مباشرتها لعملها متمنيا أن يتوج عمل السفارة قريبا بوصول السفير اللبناني المعين بدمشق. وقال: quot;السفارة سوف تكون في خدمة العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقينquot;.وهيمنت سوريا على السياسة اللبنانية على مدى 30 عامًا حتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، الأمر الذي أدى إلى إحتجاجات عامة وسحب القوات السورية من لبنان. ويُشار إلى أنه لم تكن توجد أي علاقات بين البلدين تقريبًا منذ 2005، حين تمّ اغتيال الحريري، وهو الحادث الذي تنحى فيه أطراف لبنانية باللائمة على سوريا في لعب دور فيه، ما تنفيه الحكومة السورية.

ولم يفتح البلدان سفارات في عاصمتي الدولتين منذ إعلان استقلال لبنان عام 1943. وكان البلدان قد وقعا معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق في الثاني والعشرين من مايو/أيار عام 1991، والتي نصت على تشكيل المجلس الأعلى السوري اللبناني. ومن أهداف هذا المجلس وضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. ووقع المعاهدة عن الجانب السوري، الرئيس الراحل حافظ الأسد، وعن الجانب اللبناني، الرئيس الراحل إلياس الهراوي.

ساركوزي وسليمان

بدورها سألت صحيفة quot;النهارquot; رئيس الجمهورية ميشال سليمان رأيه في الزيارة الى فرنسا وأهميتها، فأشار الى quot;ان التكريم الذي يحصل عليه من دول العالم هو تكريم للبنان، وتقدير لرئيسه والدور الذي يقوم به هو تقدير لمسيرة الحفاظ على السلم الاهلي في لبنانquot;. وحول المصالحات العربية - العربية ودور قمة الرياض الرباعية والتي تستكمل في قمة الدوحة نهاية آذار، وما هي انعكاسات ذلك على الواقع اللبناني، يرى الرئيس سليمان ان quot;علينا ان نذهب الى الوفاق، ولا ننتظر الوفاق ان يأتي الينا ويقرع أبوابناquot;، مضيفاً وquot;كما حدث الكثير من التداعيات والخلافات العربية - العربية علينا الافادة من الاجواء الوفاقية والتصالحيةquot;. وفي الحديث عن العلاقات بين لبنان ودول العالم يلاحظ رئيس الجمهورية quot;اننا كسبنا ونكسب ايضًا في استعادة ثقة المجتمع الدولي بناquot;.

وفي هذا السياق ومع تزايد الثقة بلبنان وباستعادة دوره يلاحظ الرئيس سليمان على سبيل المثال لا الحصر quot;ما قدمته روسيا للبنان عشر طائرات quot;ميغ 29quot; كما تلقينا مساعدات كثيرة من دولة الامارات العربية المتحدة ومن جهات اخرى وكلها تساهم في تعزيز قدرات الجيش اللبنانيquot;. ويعتبر سليمان quot;أن لبنان تمكن من احتواء ارتدادات الازمة المالية الخطيرة والتي يعاني منها العالم، كذلك تمكنا من استيعاب احداث غزة وتداعياتهاquot;.

ونقل مراسل quot;النهارquot; عن اوساط ديبلوماسية قريبة من قصر الاليزيه ان ساركوزي اعرب امام ضيفه عن ترحيبه به صديقًا وممثلاً لبلد تعول عليه فرنسا كثيرًا، مؤكدًا ان باريس تريد من خلال الرئيس سليمان تكريم الدولة اللبنانية. وحيا ساركوزي سليمان على جهوده منذ انتخابه، مشددًا على عزم فرنسا على مواكبة الدولة اللبنانية في طريق حماية الاستقلال والسيادة.

وفي اطار الحديث عن الاستحقاق الانتخابي في لبنان، اوضحت هذه الاوساط ان الرئيس الفرنسي ابلغ الى ضيفه، ان فرنسا ستشارك في عدد من المراقبين الذين سترسلهم المجموعة الاوروبية سعيًا الى تأمين الشفافية وحسن سير العملية الانتخابية، وذكر بان بلاده لا تدعم اي فريق سياسي لبناني بل تدعم الحوار والاجماع. كما حرص، في معرض الحديث عن العلاقات اللبنانية ndash; السورية، على ابداء ارتياحه الى تطور العلاقات وخصوصًا بعد افتتاح السفارة السورية في بيروت.

وهذه المواقف وسواها برزت بوضوح في الكلمة التي القاها ساركوزي مساء في العشاء التكريمي الذي اقامه على شرف الرئيس اللبناني والوفد المرافق له في قصر الاليزيه، والتي ضمنها اشارات بالغة الدلالة، اذ اعلن ان quot;فرنسا تبقى متابعة بانتباه لاعداد استراتيجية الدفاع التي تقودونها في اطار الحوار الوطني لكي يتاح للدولة اللبنانية، ولها وحدها، تأمين الدفاع عن البلدquot;. واضاف: quot;في دولة تتمتع بالسيادة ما من طرف غير الدولة حري بان يكفل الامنquot;.

جنبلاط وذكرى اغتيال والده

ولم تحجب هذه التطورات الديبلوماسية البارزة، على اهميتها، المواقف السياسية الداخلية وكان ابرزها امس لرئيس quot;اللقاء الديموقراطيquot; النائب وليد جنبلاط في الذكرى الثانية والثلاثين لاغتيال والده كمال جنبلاط. وحرص جنبلاط على اضفاء quot;الطابع اليساري والعربي والفلسطينيquot; على هذه الذكرى وquot;في يوم ما الطابع التغييري في النظام السياسي في لبنانquot;.

وفي حديث ادلى به ليلاً الى quot;تلفزيون المستقبلquot; قال: quot;لا نريد ان نتدخل في الشأن السوري الداخلي، فسابقاً تدخلنا وفشلنا وربما لم يكن علينا ان نتدخلquot;. وأضاف: quot;عندما نتحدث عن اغتيال كمال جنبلاط نقول اننا نسينا ولكن لا نسامحquot;. واكد ان quot;لبنان لا يمكن ان يكون على علاقة عداء مع سورياquot;، معتبراً افتتاح السفارة quot;أمراً ممتازاً ومنتظراًquot;. وشدد على ان quot;العروبة هي حمايتنا في مواجهة التفتيت الذي يقوم به الوحش الصهيونيquot;. ورأى ان quot;حزب الله سيقتنع في يوم ما بان افضل طرق الدفاع عن الارض هي الدولة وانا افضل ان نكون معاً مع حزب الله ضمن كنف الدولةquot;.

واذ اعلن انجاز اللوائح الانتخابية quot;حيث للحزب التقدمي الصوت المرجّحquot;، اكد ان قوى 14 آذار ستذهب صفاً واحداً الى 7 حزيرانquot;. وأوضح انه لن يقوم بخطوة منفردة بعد الانتخابات قبل التشاور مع الحلفاء في 14 آذار. ورفض الرد على هجمات العماد ميشال عون عليه قائلاً: quot;العماد عون حر في آرائهquot;.

عون ودائرة بيروت الأولى

ومع ازدياد حمى التنافس الانتخابي، أعلن زعيم laquo;التيار الوطني الحرraquo; العماد ميشال عون عن ترشيح أحد اركانه نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية)، وطلب من المديرة العامة المساعدة لجريدة laquo;النهارraquo; الزميلة نايلة تويني كريمة النائب الشهيد جبران تويني الانسحاب لمصلحته laquo;لأنها ليست مؤهلة بعدraquo;. وكان عون ينوي ترشيح أبو جمرا في الجنوب، لكن اتفاقاً جرى بين قادة المعارضة على إعادة ترشيح رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان للمقعد الأرثوذكسي في دائرة مرجعيون حاصبيا (مسقط أبو جمرا). وهاجم عون الحريري قائلاً إنه لا يريد ان laquo;يعود الى الأشرفية التي استعمرها منذ 19 سنةraquo;.