تجاوز عدد ضحاياه قرابة 70 شاباً
الأنفاق بين غزة ومصر تبتلع فلسطينيين في ظل عجز عن معالجتها
نجلاء عبد ربه من غزة: على الرغم من مقتل عشرات الفلسطينيين نتيجة إنهيارات داخل الأنفاق التي يحفرونها بين الأراضي الفلسطينية والمصرية، فضلاً عن تدمير إسرائيل لأكثر من 1000 نفق، إلا أن العمل داخلها لا زال يسير، وإن كان بوتيرة أقل.
وتعد الأنفاق بالنسبة لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف 2007 شريان الحياة لها ولمليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في غزة، بعد إغلاق إسرائيل للمعابر التجارية الخمسة التي تسيطر عليها.
وكانت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة أعلنت اليوم مقتل شابين فلسطينيين نتيجة إنهيار أحد الأنفاق على الحدود الفلسطينية- المصرية،
وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ إن المواطنين سعيد صلاح ريحان ( 22 عاما) من سكان مخيم جباليا، وشريف كوارع (23 عاما) من سكان خان يونس، وصلا جثتين هامدتين إلى مستشفى أبو يوسف النجار.
وأشار حسنين إلى أن عدد ضحايا الأنفاق بلغ قرابة الـ 70 مواطناً منذ بدء استخدامها لتهريب البضائع والسلع إلى قطاع غزة المحاصر، وتزداد مهمة العاملين في هذه الأنفاق خطورة في فصل الشتاء بسبب الأمطار التي تتسبب بانهيار الرمال واختناق من تحتها.
وتقصف إسرائيل يوميا، خلال وبعد حربها على غزة، منطقة الأنفاق التي تقع على الشريط الحدودي بين رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية، مدمرة عدداً كبيراً منها بحجة منع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، إلا أن الفلسطينيين سرعان ما يعودون إليها نظراً لعدم وجود بديل أمامهم بسبب الحصار وشح المواد التي تسمح إسرائيل بإدخالها عبر معابرها التي تغلقها في اغلب الأوقات.
وأكد احمد، شاب يعمل في تجارة الأنفاق أنه بصدد تشغيل نفقه الذي دمرته إسرائيل. وقال لإيلاف quot;لقد دمرت إسرائيل ما يقرب من 50 متر، لكني بدأت في ترميم هذا الجزء من النفق الذي يبلغ طوله أكثر من 1000 مترquot;.
وأضاف quot;لم يعد أمامنا سوى العمل في تلك الأنفاق، فلا يوجد أي نوع آخر من العمل هنا في غزة (..) إسرائيل من جهتها تغلق القطاع الذي أصبح مثل سجن كبيرquot;.
وإن كانت الأنفاق تشكل عائقاً كبيراً أمام إسرائيل، بعدما طالبت الأخيرة منع التهريب من خلالها، إلا أن حركة حماس قالت أن من حق الحركة أن تدخل الأسلحة لغزة بالوسائل المتاحة.
وكان نحو 500 عالم من علماء الأزهر وقعوا على بيان مشترك قبل عشرة أيام، يحرمون من خلاله غلق معبر رفح وهدم الأنفاق. وقال العلماء في بيانهم quot;يحرم تماما إغلاق المنافذ (المعابر) التي تربط الفلسطينيين بالعالم الخارجي، وعلى الأخص معبر رفح، المعبر الوحيد الذي يطل على إخوانهم المسلمين، ويرى العلماء أن إغلاقه من أكبر الكبائر، كما يرى العلماء أنه يحرم منع السلاح عن المجاهدين أو هدم الأنفاق التي يستعين بها المجاهدون في توفير حاجتهم من العتاد والسلاح وغيره تحريماً قاطعاquot;.
وترفض القيادة المصرية وجود مراقبين أجانب على أراضيها لمراقبة الأنفاق التي يتم إدخال البضائع والسلاح منها إلى داخل فلسطين، لكن وفودا عسكرية غربية، أخرها وفد أمريكي، زار الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية للإطلاع على كيفية مكافحة الأنفاق.
وضربت إسرائيل الأنفاق على عمق 7 متر، لكن بحسب أحد خبراء صناعة الأنفاق في غزة لإيلاف فإن quot;الأنفاق يتم حفرها على عمق أكثر من 14 متراً تحت الأرض، الأمر الذي جعل من أصحاب تلك الأنفاق الإستمرار في تدفق المواد والسلع بشكل طبيعي، لكن الجانب المصري بدأ في التضييق على تلك التجارة بشكل أكبر، جعل من الصعوبة وصول المواد كما السابقquot;.
التعليقات