قسوة لفظية وتكسير عظام بسبب الإختلاف حول quot;المرأة في الإسلامquot;
مصر: المرأة تثير معركة فكرية طاحنة في نقابة الصحفيين

محمد حميدة من القاهرة: كاد أن يتحول المنتدى الديني الذي عقد في نقابة الصحفيين ، إلى أزمة طاحنة بعد أن وصلت حدة المناقشة بين المشاركين إلى مستوى بالغ من القسوة اللفظية وتكسير العظام أثناء حديثهما الذي امتد على مدار ساعتين حول quot; المرأة في الإسلام quot; . quot; المرأة قدمت الكثير للإسلام قبل ان يقدم لها شيئا quot; ، بهذه العبارة استهلت الدكتورة الهام محمد شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر حديثها ، مثيرة عاصفة من الجدل استمر حتى نهاية المنتدى . وقالت شاهين: quot; إن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة quot;، الأمر الذي أثار حفيظة الدكتورة quot; ملكة زرار quot; الأستاذ في جامعة الأزهر ومستشار الأحوال الشخصية التي اختلفت معها وردت قائلة : quot;إن الإسلام جاء ولم تكن المرأة شيئا مذكورا ، جعلها تعبد الله بعد عبادة الأوثان ، جعلها عفيفة بعد ان اسقط عنها جميع النكاحات التي جعلت منها بضاعة ، منحها حرية الفكر حتى ان أم سلمة رضي الله ونزلت فيها سورة المجادلة بعد ان جادلت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكانت المرأة التي وضعت أساس في القانون الدولي في صلح الحديبية و مثلت أول مجلس تشريعي دون انتخابات quot;.

وتطرقت الدكتورة ملكة زرار إلى قانون الأحوال الشخصية قائلة انه quot;مصيبة quot; جعلت الرجال أشباه رجال ، في إشارة الى الدكتور احمد دويدار إمام المجمع الإسلامي في وسط نيويورك المشارك في الندوة والذي تحدث عن quot;المرأة فى القرآنquot; مستهلا حديثه برفض عنوان الندوة : ماذا قدم الإسلام للمرأة ؟ وماذا قدمت المرأة للإسلام ؟. وقال دويدار انه ليس مع هذا العنوان لأنه يدخل الإسلام في منافسة مع المرأة ، واعتبر ان الأزمة ليست في الشريعة ولكن في التطبيق وفهم المسلمين ، ودعا الى ضرورة تحرر المرأة من الفكر قبل النظر الى مظهرها وملابسها ، مشيرا الى quot;أنها تعيش فى الغرب أكثر تحررا وفهما للدينquot;.

وهو ما أثار غضب الدكتورة زرار للمرة الثانية وردت عليه قائلة quot;: بأنه يعيش فى برج عاجي وليس لديه ادراك بالواقع المصريquot;، وطالبته بالنزول الى محكمة الأسرة ليتأكد بنفسه ان حقوق المرأة باتت تفوق حقوق الرجل ، فرد عليها بانه يعتبر ما قالته بسكنه في برج عاجي quot; شهوة تكسير عظام وعنفا لفظيا quot;، وردت زرارquot; أنها كانت تنوي التقارب بطريقة المسلمين في الغرب لكنها عدلت عن هذه الفكرة quot;.

وتهرب الدكتور دويدار بدبلوماسية من الإجابة على أسئلة تخص المرأة المسلمة في اميركا واحوال المسلمين فى الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر /ايلول قائلا :quot;ان هذا لا مجال له الآن في الندوةquot;.

ووقع صدام اخر بين الدكتورة ملكة زرار والدكتورة الهام شاهين في الندوة عندما رأت زرار ان المرأة اذا خيرها بين الطلاق والعمل فإن عليها ان تختار العمل . ووصفت الرجل الذي يفعل ذلك بأنه quot;ناقص القوامة وغير سويquot; ، وهو ما رفضته بشدة الدكتورة الهام التي ترى ان مهمة المرأة الرئيسة هي quot;تربية الأولاد والمنزلquot; .