نائب مدير مخابراتها يسلم رسالة إلى السياسيين في بيروت
مصر تعود بقوة إلى لبنان لتوازي الدور السوري؟

إيلي الحاج من بيروت: عاد الدور المصري المباشر إلى لبنان بعد غياب مديد استمر أكثر من ثلاثين عاماً ، وأبرز أوجه هذه العودة تحرك حثيث في بيروت من المقرر أن يستمر اياماً لنائب مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر القناوي، تحرك ملاً الفراغ السياسي خلال عطلة الأسبوع في لبنان بزيارات متلاحقة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل ورئيس quot; اللقاء الديمقراطي quot; النائب وليد جنبلاط، وفي جدول مواعيده لقاءات اليوم وغدا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة quot; المستقبل quot; النائب سعد الحريري ورؤساء الحكومة السابقين: عمر كرامي، نجيب ميقاتي، وسليم الحص والنائب الجنرال ميشال عون وقيادة quot;حزب اللهquot; وشخصيات أخرى.

وذكرت مصادر رئيس الجمهورية ان الغاية الاساسية من زيارة الموفد المصري هي التمهيد لزيارة الرئيس سليمان إلى القاهرة في الثامن من الشهر المقبل، وأوضحت أن القناوي حمل رسالة شفوية إلى المسؤولين الزعماء والسياسيين من قوى 14 آذار/ مارس و8 آذار تحض على مواصلة الحوار وتشجع على الاستمرار في هذا المسار، والمحافظة على الهدوء في لبنان، وتحذر من تصعيد كلامي كبير يرافق التمهيد للإنتخابات النيابية التي ستجري في أيار/ مايو المقبل، لما لذلك من محاذير انعكاس التوتر الكلامي على الشارع. وأبرزت قلق القاهرة حيال بطء الحل السياسي، فضلاً عن مخاوف على الوضع الأمني في حال تأخر الحل السياسي. ونقل بعض الذين التقاهم الموفد المصري عنه انه سيرفع تقريرا إلى الرئيس المصري حسني مبارك في شأن احتمال توسيع الدعوات المصرية إلى أكبر عدد من ممثلي الفئات اللبنانية السياسية لزيارة القاهرة.

وقال دبلوماسي مصري، رفض كشف اسمه إن مهمة القناوي هي لقاء جميع القادة السياسيين في لبنان، والاتصال بهم والإطلاع على آرائهم، وإبلاغهم رسائل، في حين أوردت معلومات سياسية أخرى ان البحث في اللقاءات التي أجراها اللواء القناوي تناولت ملف العلاقات بين لبنان وسورية وسبل التوصل إلى تأمين الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وتسليمها الى الامم المتحدة، وكذلك الانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر. كذلك سأل عن إمكان إجراء لبنان مفاوضات مع إسرائيل على غرار تلك التي تجريها سورية عبر الوسيط التركي.

ولفتت إلى رغبة مصر في الاضطلاع بدور بارز في هذه المرحلة، خصوصا بعد تطورين برزا في المدة الاخيرة، هما قرار اقامة علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق والضجة السياسية التي اثارها الجنرال النائب ميشال عون في زيارته لطهران، والتي تلتها اليوم زيارة لطهران يقوم بها الحليف المسيحي الآخر لدمشق رئيس الجمهورية السابق إميل لحود يرافقه نجله النائب السابق إميل إميل لحود.

وتحدثت اوساط قريبة من قوى 8 آذار/ مارس عن انزعاج في جامعة الدول العربية والدوحة من quot;تهديدquot; موضوع صلاحيات نائب رئيس الحكومة بخرق quot;اتفاق الدوحةquot; الذي نص على عدم عرقلة عمل الحكومة او الاستقالة منها، وأعربت عن أملها في أن تكون لقاءات القناوي وقيادة quot;حزب اللهquot; والجنرال عون مؤشراً إلى تغيير في quot;الإصطفافquot; المصري إلى جانب قوى الغالبية في لبنان، ولم تستبعد توجيه دعوات قريباً إلى quot;جميع قوى المعارضة سابقاً من غير استثناء لزيارة مصرquot;. ومعلوم أن رئيس الحكومة السنيورة سيزور القاهرة غدا الثلاثاء في طريق عودته من زيارة للكويت ويلتقي الرئيس مبارك وكبار المسؤولين المصريين.

وكانت أوساط نفسها سألت عن سبب الاهتمام المصري المستجد بالملف اللبناني ولقاءات الرئيس مبارك مع المسؤولين الرسميين والسياسيين في لبنان، وهل أن هذا الاهتمام هو لمنافسة النفوذ السوري العائد بقوة إلى لبنان، أم لتعويض دورالمملكة العربية السعودية التي قررت دعم لبنان ككل ولكن عن بعد منذ حوادث أيار/ مايو الماضي، من غير أن تتراجع عن مواقفها المناهضة لتدخلات إيران وسورية في quot;الشقيقة لبنانquot;.