أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحدثت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في تقرير مثير لها عن تجدد الدافع لدى الولايات المتحدة مؤخرا ً من أجل إعادة تسليح الجيش اللبناني، وقالت في صدر تقرير مطول حول هذا الأمر أن quot;الجيش اللبناني ظل لفترات طويلة، الجماعة المسلحة الأقل فاعلية في بلد مليئة بتلك الجماعات المسلحةquot;. فبعد انشقاق الجيش خلال فترة الحرب الأهلية التي استمرت على مدار 15 عاما ً، فسدت ترسانته ببطء وتحولت إلى متحف من الدبابات العتيقة والطائرات التي لا تغادر الأرض.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الوضع بدأ يتغير الآن. فعند البوابات الخاصة بقاعدة كارانتينا العسكرية بشمال بيروت، يدخل ويخرج مجموعة من الجنود طيلة اليوم في مركبات همفي وشاحنات أميركية جديدة، يحمل البعض منهم قاذفات صواريخ وبنادق أميركية حديثة. وقالت الصحيفة أن الأسلحة هي الحافة الرائدة للالتزام الأميركي الجديد تجاه عملية إعادة تسليح جيش هذا البلد الصغير لكن المحورية في منطقة الشرق الأوسط، التي بدأت تظهر منذ ثلاثة أعوام بعد هيمنة سورية دامت لعقود.

وأوضحت الصحيفة أن quot;موجة المساعدات الجديدة، وهي أكبر مساعدة عسكرية أميركية للبنان منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي، هو موجة تعني ببناء قوة مسلحة تساعد علي استقرار دولة لبنان المنكسرة دائما ً والتصدي للتهديدات الإرهابية المتزايدة وطرح بديل شرعي لتنظيم حزب الله المسلح. تلك المنظمة التي تسيطر علي جنوب لبنان، والتي ترفض نزع سلاحها مدعية ً أنها القوة الوحيدة القادرة علي الدفاع عن البلاد من خطر إسرائيلquot;.

وقالت الصحيفة أن بعض المسؤولين من داخل البنتاغون ووزارة الخارجية قد عبروا عن قلقهم بشأن المساعدات العسكرية المتزايدة لبلد تحرر مؤخرا ً من الهيمنة السورية ويوجد بها تنظيم حزب الله، المرتبط بعلاقات وطيدة بكل من سوريا وإيران، الذي يكتسب المزيد من النفوذ السياسي باستمرار. كما أن ذلك كان مصدر قلق لإسرائيل التي تحالفت علي مستوى دعم أقل من أجل التخلص من احتمالية استخدام الدبابات والمروحيات الأميركية ذات يوم ضدها.

ونقلت الصحيفة عن كريستوفر ستروب، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط قوله :quot; سياسة الولايات المتحدة هي أن لبنان دولة سيادية ومستقلة وأن الحكومة اللبنانية ومؤسساتها تحكم جميع الأراضي اللبنانية وتنزع سلاح ميليشياتها المسلحة. ونحن ندرك أن ذلك لن يتأتي في غضون أسبوعين، لكن تلك هي سياستنا quot;. وقالت الصحيفة أن المخطط الأميركي لإعادة تسليح لبنان بدأ عام 2005 بعد انفصالها عن سوريا، وبدا الأمر وكأنه إثبات لحقيقة مجهودات إدارة بوش الرامية لنشر الديمقراطية في المنطقة. وجاءت الحرب التي نشبت عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله لتدعم النظرية التي تقول أن لبنان في حاجة لجيش أقوى، لتقديم بديل قومي للمنظمةالشيعية المسلحة.