لندن: قد يظن البعض أن في الأمر خدعة، أو مجالا للتخويف والتذكير بصفحة من الماضي الرهيب الذي طالما أطبق بظله الثقيل على ذاكرة الكثير من العراقيين، لكن القصة هذه المرة حقيقية وهي تدور عن مشروع سياحي طموح يجري العمل عليه حثيثا هذه الأيام، ويتمثل بتحويل أحد قصور صدام حسين، وضمنه غرفة نومه الخاصة، إلى فندق يستقبل العرسان الجدد ممن يرغبون بتمضية شهر العسل فيه.
فعلى ذمة صحيفة الصنداي تايمز اللندنية الصادرة اليوم، سيتمكن العرسان في العراق في القريب العاجل من تمضية أوقات في مخدع صدام حسين مقابل حوالي 225 دولارا لليلة الواحدة.
ففي تقرير لماتيو كامبل تنشره في عددها الصادر اليوم، تخبرنا الصحيفة كيف أن العمل جار الآن على قدم وساق لتحضير مخدع الرئيس العراقي السابق في القصر الرئاسي بمدينة الحلة، الواقعة على بعد حوالي 60 ميلا جنوبي العاصمة بغداد، لاستقبال ضيوفه من العرسان الجدد الذين لربما كانوا يخشون مجرد المرور بالقرب من القصر قبل سقوط نظام صدام في مثل هذا الشهر من عام 2003.
دعوة إلى القصر
وتنقل الصحيفة عن مسؤول في وزارة السياحة العراقية، والتي تشرف على المشروع، قوله: quot;نأمل أن يقوم الكثيرون بزيارة القصر.quot;
ولا يفوت الصحيفة أن تذكرنا كيف أن قصر صدام في الحلة، بأعمدته الرومانية الضخمة وثريَّاته العملاقة وحماماته الواسعة الفخمة، كان رمزا للثراء الفاحش الذي كان يرفل فيه quot;كتاتور العراق السابقquot; وسط معاناة مواطنيه من أمثال فقراء الحلة وغيرهم من أهل العراق.
يقول تقرير الصنداي تايمز إن قصر الحلة، الذي يتربع على تلة اصطناعية تطل على نهر الفرات، قد شهد، خلال السنوات الأخيرة التي تلت الإطاحة بصدام، عبث العابثين من عراقيين وأميركين على حد سواء، ولا أدل على ذلك من غياب الكثير من الكماليات التي كان يحفل بها القر بسبب عمليات السلب والنهب، ناهيك عن الكتابات الكثيرة التي تحتل الجدران الحجرية، من قبيل quot;بريان يعشق برانديquot;.
تجهيز الحُجرات
أما اليوم، يتابع التحقيق قائلا، فقد جرى تجهيز الحُجرات والقاعات التي كان يشغلها الجنود الأميركيون لتصبح لاحقا غرفا مجهزة بشاشات تلفزيون عريضة وأسرة مزدوجة استعدادا لاستقبال أفواج السائحين في الفندق الفخم.
يقول عبد الستار ناجي، مسؤول الأمن الحالي في القصر: quot;لقد أمضيت في العمل هنا ثلاث سنوات، لكن ليس بمقدوري أن أقول لكم كم هو عدد غرف النوم والحمامات التي يضمها القصر.quot;
أما حسام كاظم، مدير المشروع، فيقول إنه يأمل بأن يساعد قرب القصر (الفندق) من العاصمة بغداد ومن مدينة بابل التاريخية على جذب الكثير من السائحين والسائحات، وخصوصا من الراغبين بتمضية شهر العسل في المبنى الذي يحتوي بين جنباته جزءا من ذاكرة العراق الحديث.
ويضيف كاظم: quot;أنا لم أحلم أبدا بأنه كان بالإمكان أن يرحل صدام ذات يوم أبدا، ليتمكن الناس بعدها من القدوم إلى هنا، إذ كان مجرد قدومهم يعني إلقاء القبض عليهم.quot;
شهر العسل
أما خالد، الذي قال إنه أمضى شهر العسل مؤخرا في سورية المجاورة لبلده العراق، فيقول: quot;لا أظن أنه سوف يكون من السهل على العرسان الجدد النوم على سرير شخص ميتquot;، وذلك في إشارة إلى صدام حسين الذي أُعدم في صباح يوم الثلاثين من شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2006.
ومن العراق، ومع الصنداي تايمز أيضا، ولكن بعيدا عن أجواء القصور وأيام وأشهر العسل، نقرأ عن quot;الفتاة العراقية الضريرة شمس كريم التي تجد أملا جديدا لها في لندن.quot;
تخبرنا مراسلة الصحيفة، هالة جابر، في تقريرها عن شمس كيف أن قرَّاء الصحيفة قاموا بحملة مؤخرا أسفرت عن تمكين الفتاة العراقية البالغة من العمر ثلاثة أعوام، والتي كانت قج فقدت بصرها في انفجار قنبلة في بلدها العراق، من القدوم إلى العاصمة البريطانية لتلقي العلاج من العاهة التي ألمت بها.
يقول التقرير إن الأطباء البريطانيين يعكفون الآن على إجراء الفحوص اللازمة على شمس لكي يروا ما إذا كان بإمكانهم أن يعيدوا لها بعضا من البصر الذي فقدته من جراء التفجير الذي كانت هي إحدى ضحاياه.
وتشير الصحيفة إلى أن حملة قرائها تمكنت من جمع مبلغ يربو على 127 ألف جنيه إسترليني لتغطية نفقات علاج شمس، تلك الحملة التي انطلقت بُعيد قراءة قص الفتاة الصغيرة في الصحيفة نفسها قبل ثمانية أسابيع مضت.
قصة قديمة
ومن الصنداي تايمز إلى الأوبزيرفر التي تحدثنا عن قصة قديمة لفتاة أخرى كانت تبلغ من العمر 23 عاما عندما لقيت حتفها في السعودية لتعود الصحيفة وتذكرنا بها اليوم بعد كل هذه العقود الثلاثة، وذلك ببساطة لأن والدها، البالغ من العمر 81 عاما الآن، ما زال يصر على البحث عن سبب وفاة ابنته هيلين سميث.
فتحت عنوان quot;لن أدفن ابنتيquot;، تنشر الأوبزيرفر تحقيقا لجون وودكوك يقول فيه إن رون سميث أمضي الأعوام الثلاثين المنصرمة في السعي لإثبات أن ابنته لم تمت، بل quot;قُتلتquot;، ولذلك فهو يرفض إلى اليوم السماح بدفن جثتها أو حرقها.
تقول الصحيفة إن الشرطي البريطاني السابق يأمل بأن تسعفه صحته لكي يتمكن الشهر المقبل من أن يحيي الذكرى الثلاثين لموت (أولمقتل) ابنته، ليس على ضريحها، بل في المستشفى العام بمدينة ليدز حيث مازال جثمانها يرقد في المشرحة بانتظار أن يُسدل الستار يوما ما على قصة قد تكون الأغرب في تاريخ القضاء البريطاني.
قضايا الساعة الساخنة التي ناقشها قادة وزعماء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال القمة التي عقدوها في مدينة ستراسبورغ الفرنسية في الذكرى الستين لإنشاء الحلف استحوذت على مساحات واسعة من صحف اليوم، سواء كان عير التقارير الإخبارية، أم من خلال المقالات النقدية والتحيليلية، أم بالصور والرسوم الكاريكاتيرية الساخرة.
نهج جديد
فتحت عنوان quot;قادة الناتو يتفقون على نهج جديد بشأن أفغانستانquot;، تنشر الإندبندنت تحقيقا مشتركا لمراسليها في كل من ستراسبورغ ولندن يتحدثون فيه عن تعهدات القادة بإرسال المزيد من القوات والأسلحة إلى أفغانستان من أجل المساعدة بتنفيذ الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في تلك البلاد التي تشهد اليوم مواجهات حامية الوطيس بين قوات الحلفاء الغربيين ومسلحي تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وترفق الصحيفة التحقيق بصورة للرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يضع يربت على كتف رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، وقد راح الاثنان يتبادلان ربما نكتة ارتسمت على محياهما علامات الانشراح والسعادة على أثرها، بينما وقف مضيفهما، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، على مقربة منهما، وإن كانت قسمات وجهه الحادة تنبئ بأنه كان بعيدا عن أجوائهما، أو على الأقل عن أجواء موجة المرح والضحك التي جمعتهما في تلك اللحظات.
ونبقى مع أوباما، وإن كان هذه المرة مع قضايا الشرق الأوسط، وتحديدا مسألة الصراع العربي-الإسرائيلي، لنقرأ في الإندبندنت مقالا تحليليا لدونالد ماكينتاير بعنوان quot;أوباما يستطيع توجيه إسرائيل باتجاه السلامquot;.
فرصة واحدة
يقول ماكينتاير إن رئيسا جديدا (أي أوباما) ورئيس حكومة جديد (أي رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو) يقفان اليوم وأمامهما فرصة واحدة أخيرة للتوصل إلى حل الدولتين (أي دولة إسرائيلية وإلى جانبها دولة فلسطينية).
ويمضي الكاتب إلى القول إن غياب مثل حل الدولتين هذا سيؤثر على مستقبل إسرائيل نفسها على المدى البعيد.
ويضيف قائلا: quot;إذا ما أخذ الرئيس الأميركي مثل هذا الأمر على محمل الجد (أي تبنى حل الدولتين)، فسوف يظهر أنه يفهم أن من بين المخاطر العديدة التي ترى إسرائيل نفسها أنها تواجهها، هناك الواقع هذا الشيء الذي هو من أكثر الأمور أهمية وفعالية بالنسبة لإسرائيل نفسها.quot;
وفي صحف اليوم نطالع أيضا تحقيقات وتقارير أخرى منوعة، منها دفاع وزيرة الداخلية البريطانية عن نفسها وعن أسرتها في وجه الفضيحة التي وجدت نفسها فيها بعد الكشف عن أن زوجها كان قد اشترى شريطي فيديو فاضحين، وبتمويل من أموال دافعي الضرائب البريطانيين.
وتتناول تقارير أخرى آخر quot;المقالبquot; والمواقف الطريفة والغريبة التي تدور حول رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، وكان آخرها ترشيحه لحارس المرمى السابق لنادي ميلان ليخوض السباق على منصب عمدة مدينة فلورنسا وتجاهله للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأنه أراد الرد على مكالمة هاتفيه quot;هامةquot;.
فصحيفة الديلي تلجراف تفرد مساحة واسعة لزلات لسان بيرلسكوني هذه، فتنشر تحقيقات تجمل فيه آهم 10 زلات (أو سقطات لسان) وطرف أو مواقف مضحكة جرت مع رئيس الوزراء الإيطالي خلال الفترة الماضية.
زوجات القادة
وأخيرا، فقد احتلت صور وأخبار زوجات زعماء القادة الغربيين المرافقات لأزواجهن في القمم والمؤتمرات الأخيرة، التي شهدتها كل من فرنسا وبريطانيا، مساحات واسعة في صحف اليوم، وكان النصيب الأكبر لميشال أوباما، زوجة الرئيس الأميركي، والتي رأت بعض التقارير أنها quot;فازت بالنقاطquot; هذه المرة حتى على سيدة فرنسا الأولى وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني.