لندن: كشف رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أنه يفكّر بحرب العراق يوميا ولا يترك يوما من دون مراجعة مضاعفاتها ،نافيا أن تكون سياسته الخارجية ساعدت على تجنيد الإرهابيين في العراق وأفغانستان. ووصف بلير في مقابلة مع المحطة الإذاعية الثالثة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة الأعمال الإرهابية بأنها quot;شيطانية بكل معنى الكلمةquot;، مشيراً إلى أن معتقداته الدينية كانت سلواه في جميع الأوقات.

وقالquot;إن قراره المشاركة في حرب العراق لم يكن سهلاً ولا يمر يوم واحد الآن دون أن يفكر ملياً بها ويرى أن القرارات التي اتخذها بشأن هذه الحرب كانت أصعب القرارات في حياته السياسيةquot;. وفيما أقر بلير الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط بأن حرب العراق كانت لها نتائج جسيمة، شدد على أن الجمود كان وعدم اتخاذ أي اجراء ضد نظام صدام حسين كان سيخلف نتائج مشابهة، نافياً أن تكون بريطانيا ساهمت في استفزاز الإرهابيين بسبب مشاركتها في الحرب في العراق وأفغانستان.

وتساءل quot;كيف يمكن أن نستفز الناس من الجماعات المؤيدة لحركة طالبان للقيام بتفجير سيارات مفخخة؟quot;، وقال quot;هذا ما يجب علينا تحديه، ولن نتمكن من دحره ما لم نبدأ بتحدي هذا الموقف ضمن الإسلام وخارجه لعدم وجود أي مبرر يدفع هؤلاء للقيام بمثل هذه الممارساتquot;.

واضاف quot;حين تفكر بأعداد الناس الأبرياء الذين قُتلوا، تعرف لماذا لا أقول أن الناس الذين يتحملون مسؤولية مقتل الأبرياء هم الناس الذين يزيحون النظام السيء عن السلطة والذي يتفق كل شخص على أنه سيء، لكني أقول أن المسؤولية تقع على عاتق الناس الذين يمارسون الإرهاب لأنه لا يوجد سبب يبرر قيامهم بذلكquot;.

واشار رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي اعتنق الكاثوليكية بعد تنحيه عن السلطة في يونيو/حزيران 2007 إلى أن معتقداته الدينية كانت سلواه في جميع الأوقات، وقال quot;في النهاية عليك أن تقبل أن هناك قوة أعلى منك تجعلك خائفاً لكنها تشكل في الوقت نفسه مصدراً للراحةquot;.