بيروت، وكالات: عزز الجيش اللبناني تعزيزاته المؤللة وعمل على توسيع عمليات الدهم في جرود السلسلتين الشرقية والغربية بمؤازرة مروحيات عسكرية، كما تعقب مطلوبين في وادي نحلة شرق بعلبك. وذكرت صحيفة quot;النهارquot; أن الجيش أوقف ما يزيد على 35 شخصاً بين موقوف ومطلوب، واسترجع عدداً من السيارات المسروقة وضبط كميات من المخدرات والأسلحة. وأضافت الصحيفة أنه quot;خلال عمليات الإنتشار قتل شخص يدعى فايز ابرهيم الأطرش بينما كان على دراجة نارية عند المدخل الجنوبي لمدينة الهرمل، بعد رفضه الإمتثال لأوامر حاجز الجيش، فيما جرح عمه جميل الذي كان يرافقه على الدراجة، والأخير مطلوب بمذكرات توقيفquot;.

وأشارت quot;النهارquot; إلى أنه quot;في بلدة حوش بردى جرح أيضاً شخص يدعى أحمد عثمان كان يستقل سيارة quot;جيب غراند شيروكيquot; رفض ايضاً الإمتثال لأوامر حاجز للجيش فأطلقت النار في اتجاههquot;.

كما نفذ الجيش بحسب quot;النهارquot; عملية دهم في بلدة مجدل عنجر بحثاً عن المطلوب محمود م. ي، حيث أوقف شقيقه أحمد المطلوب أيضاً، ولدى اقتياده رمى مجهولون قنبلة صوتية على الدورية التي ردت باطلاق النار في الهواء، حيث تمكّن الموقوف من الفرار فيما أصيب شخصان بجروح طفيفة.

الجيش يشيع قتلاه

وفيما شيع الجيش اللبناني وسط حضور رسمي وشعبي حاشد قتلاه بالأمس، الى مثواهم الاخير، وقد تمكن الجيش وفق المعلومات من إلقاء القبض على أحد أفراد هذه المجموعة بعد اشتباك مسلح أصيب على إثره ونقل إلى المستشفى العسكري للمعالجة، افادت مصادر اعلامية ان الجيش اعتقل 20 مطلوبًا بمقتضى مذكرات توقيف وصادر 20 سيارة. وفي هذا السياق علم أن من بين الذين ألقي القبض عليهم في خلال المداهمات في بعلبك 3 مطلوبين بجرائم مختلفة وهم عطالله جعفر، ركان جعفر، وفايز علاو.

وعلمت صحيفة quot;النهارquot; ان القرار الرسمي على أعلى المستويات هو quot;المضي حتى النهاية في معاقبة الجناةquot;. وكان القضاء العسكري وضع يده على الاعتداء على الجيش وبوشرت التحقيقات في اشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.

وقام قائد الجيش العماد جان قهوجي بجولة تفقدية على الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة البقاع الشمالي حيث اطلع على سير تعزيزات القوى والتدابير الميدانية المتخذة لملاحقة المسلحين الذين اعتدوا على الجيش أمس. واجتمع الى قادة الوحدات وضباطها وأعطى توجيهاته اللازمة.

وإذ أثنى على جهود العسكريين وتضحياتهم الكبيرة للحفاظ على استقرار الوطن وسلامة المواطن، من خلال منع الاخلال بالأمن وقمع الجرائم المنظمة على انواعها، أكد ان ما quot;تعرض له الجيش يشكل وجها من وجوه الارهاب الذي اجمعت الارادة الوطنية على رفضه واقتلاع شوكته من جسم الوطنquot;، مشيرًا الى ان quot;التفاف اللبنانيين العارم حول المؤسسة العسكرية هو تأكيد على نبذهم للمعتدين وتجديد ثقتهم بدور هذه المؤسسة الضامنة لوحدة لبنان وكرامة ابنائهquot;، داعيا في الوقت عينه اهالي منطقة البقاع الى quot;مزيد من التعاون مع القوى العسكرية كي لا يجد المجرمون أي مأوى لهم بما يمكن القوى العسكرية من توقيفهم، وبالتالي منعهم من تشويه صورة هذه المنطقة التي قدمت العديد من الشهداء دفاعا عن تراب الوطن وسيادتهquot;.

وعاهد قائد الجيش العسكريين ان quot;دماء الشهداء الذين سقطوا أمس، كما الذين سقطوا في مواجهة الارهاب، لن تذهب هدرا ولن يستطيع القتلة الافلات من العقاب مهما كلف ذلك من جهود وتضحياتquot;.

الأسد يشجب وفرنسا تدين وعمرو موسى يندد

في غضون ذلك، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد أمس إتصالاً هاتفيًا بالرئيس ميشال سليمان، ووفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، فإنّ الاسد quot;شجب الاعتداء الآثم على العسكريينquot;، مؤكدا دعمه quot;لخطوات الجيش في البحث عن المجرمين والقبض عليهمquot;، ومشددا على quot;وجوب بقاء الساحة اللبنانية مستقرة امنيا وسياسياquot;.

بدورها، دانت فرنسا بشدة الاعتداء على الجيش اللبناني، وأبدت في بيان صادر عن الخارجية الفرنسية quot;دعمها الكامل للسلطات اللبنانية، والجيش خصوصًا في المهمات التي تهدف الى تعزيز حكم الدولة اللبنانية على ارضهاquot;.

وفي القاهرة، ندد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالاعتداء على الجيش ووصفه، بأنه quot;جريمة نكراء بحق الجيش اللبناني الذي يمثل احدى ابرز المؤسسات الوطنية اللبنانية الحامية لوحدة لبنان وامنه واستقرارهquot;.

الضابط العميل سلم أرشـيف الأمـن العـام للموسـاد

في سياق مختلف تابع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي التحقيق مع العميد المتقاعد في الأمن العام ا. ع. الذي أوقف بتهمة الاشتباه بتورّطه بإجراء اتصالات باسرائيل، يوم السبت الماضي في منطقة الدكوانة، بناء على اشارة النيابة العامة التمييزية.

ومن المنتظر أن تنتهي التحقيقات الأولية معه في غضون الأيام القليلة المقبلة حيث من المتوقع أن تعلن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي معلومات مفصلة عن دوره وارتباطاته وما إذا كان يعمل على جمع المعلومات أو التنسيق مع آخرين لهم دور تنفيذي في غير مكان، خصوصاً أنّه قد يكون عضواً في شبكة استخباراتية تعمل في لبنان منذ سنوات. ويتركّز التحقيق على دور المدعوة ح. وهي زوجة أ ع وتم توقيفها وتبين أنها لعبت دوراً محورياً في عمله وكشفت معلومات حاول هو إبقاءها طيّ الكتمان.

وقال مصدر أمني لصحيفة laquo;السفيرraquo; ان أ. ع. laquo;عميل تاريخي بكل معنى الكلمة وقد اعترف بأنه بدأ بالعمل مع laquo;الموسادraquo; الاسرائيلي منذ العام 1984، أي منذ بدايات تدرجه في جهاز الأمن العام حيث بلغ لاحقا مراتب قيادية عليا، منها رئاسة دائرة جوازات السفر ورئاسة دائرة الأجانب، ما يعني أنه كان بمقدوره، وهو فعل ذلك على الأرجح، أن يقدم أرشيف الدولة اللبنانية بكامله الى اسرائيل.

واشار المصدر الى أن عملية رصد العميل وزوجته استمرت شهورا عدة وقد اقتضى الأمر الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يملكها فرع المعلومات في مجال رصد شبكة الاتصالات، حيث تم رصد اتصالات الضابط المتقاعد وكذلك زوجته، حيث تبين أنهما يتلقيان اتصالات دورية من أرقام في أوروبا الشرقية أو جنوب أفريقيا، وتبين بعد التدقيق أن هذه الأرقام إسرائيلية.