تل أبيب: أبلغ موظفون في البيت الأبيض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يتمكن من استقبال نتنياهو في بداية شهر أيار/مايو المقبل، في مؤشر على أزمة في العلاقات على أثر خلاف حول استمرار العملية السياسية في الشرق الأوسط، وأن زيارة نتنياهو تأجلت إلى نهاية أيار/مايو.

وذكرت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; اليوم الخميس أنه كان يتوقع عقد لقاء أوباما ونتنياهو في بداية أيار/مايو وفيما يشارك الأخير في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل (إيباك) في واشنطن، إلا أن البيت الأبيض أوضح أن quot;أوباما لن يكون في المدينةquot; في ذلك الوقت.

وأضافت الصحيفة أن مستشاري نتنياهو يميلون إلى إلغاء سفره إلى واشنطن وعدم المشاركة في مؤتمر quot;إيباكquot; ومحاولة تأجيل اللقاء مع أوباما إلى موعد آخر خلال شهر أيار/مايو. ولفتت quot;يديعوت أحرونوتquot; إلى أن لقاء رئيس وزراء إسرائيلي جديد مع الرئيس الأميركي ترمز إلى استكمال عملية تأليف الحكومة الإسرائيلية ويكون بمثابة تمنيات بالنجاح من زعيم أكثر دولة صديقة لإسرائيل.

وتابعت الصحيفة أن مسؤولون أميركيون أوضحوا أمس أن إدارة أوباما لن تستمر في نهج الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي درج على استقبال رئيس حكومة إسرائيل عدة مرات في العام الواحد، وكانت بعض اللقاءات تتم بعد اتصال هاتفي قبل مدة وجيزة من اللقاء. من جهة أخرى، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله صباح اليوم إن نتنياهو سيلتقي أوباما في البيت الأبيض في نهاية أيار/مايو المقبل، بعدما وجه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال محادثة هاتفية بينهما جرت في الأيام الأخيرة.

وفي سياق آخر، أفادت يديعوت أحرونوت بأنه وصلت معلومات إلى إسرائيل مؤخرا تتعلق بمحادثة أجراها رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض رام عمانوئيل مع زعيم يهودي في واشنطن وقال فيها إنه quot;سيتم خلال السنوات الأربع المقبلة التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبدأ الدولتين للشعبين ولا يهمنا من يكون رئيس الحكومةquot; في إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن عمانوئيل quot;المعروف بمزاجه العصبي، وبالأساس بقربه من أوباماquot; يرى أنه ينبغي العمل بصرامة من أجل إرغام إسرائيل والفلسطينيين على التوصل لاتفاق. واضافت أن إدارة أوباما بعثت برسائل لإسرائيل مؤخرا مفادها أن الرئيس الأميركي لن ينتظر سنتين حتى يبلور نتنياهو خطة سياسية بخصوص مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين. ورأى مسؤولون أميركيون كبار في هذا السياق أن رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني حددوا مسارا للحل وهو مقبول على المجتمع الدولي.

وبحسب quot;يديعوت أحرونوتquot;، فإن نتنياهو ووزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية أفيغدور ليبرمان قرروا خلال اجتماع quot;المطبخ السياسيquot; الذي عقدوه الاثنين الماضي باستعراض رأي واحد خلال لقاءاتهم مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي وصل إسرائيل أمس وسيلتقي معهم اليوم.

ويقضي الرأي الإسرائيلي التي تم إقراره في quot;المطبخ السياسيquot; بأن مسار الحل سيكون من خلال خطة خارطة الطريق والتوضيح أن ليونة في الموقف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين سيكون مرهون بالتوجه الأميركي لحل الموضوع الإيراني والتعامل مع حماس وحزب الله.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في الإدارة الأميركية يعون جيدا هذا الربط بين الموضوعين الفلسطيني والإيراني الذي تمارسه الحكومة الجديدة في إسرائيل، ولذلك فإن الإدارة تتحدث عن معادلة quot;بوشهر مقابل يتسهارquot; أي تفكيك البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك المفاعل النووي في بوشهر، مقابل إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية وعلى رأسها مستوطنة يتسهار.

وسيلتقي ميتشل اليوم مع نتنياهو وسيطلب الحصول على موقف إسرائيلي رسمي من مواصلة المفاوضات مع كل من الفلسطينيين وسوريا كما سيلتقي مع ليبرمان وباراك وليفني قبل توجهه إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية للقاء القيادة الفلسطينية.

ونقلت صحيفة quot;هآرتسquot; عن باراك قوله خلال لقائه ميتشل أمس إنه quot;بالإمكان وينبغي التوصل إلى تنسيق وتفاهم بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول جميع المواضيع المطروحة على طاولة البحثquot;. إلى ذلك، ذكرت صحيفة معاريف اليوم أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن إدارة أوباما مصرة على قيادة عملية سياسية يكون حل الدولتين للشعبين في صلبها.


ويذكر أن اوباما أعلن خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان التركي الأسبوعي الماضي عن تمسكه بمبدأ الدولتين للشعبين وبعملية أنابوليس، فيما لا يزال نتنياهو يرفض الاعتراف بحل الدولتين، سبقها إعلان ليبرمان قبل أسبوعين عن رفضه عملية أنابوليس وأن quot;المفاوضات مع الفلسطينيين وصلت إلى طريق مسدودquot;.

ونقلت quot;معاريفquot; عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير يعكف على بلورة خطة سياسية تكون بديلة لمسار أنابوليس، الذي انطلقت منه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم وهي بالأساس الحدود والقدس واللاجئين.

ورجحت الصحيفة أن خطة نتنياهو تشمل أمرين أساسيين هما تعزيز أجهزة الأمن الخاضعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية وتقوية الاقتصاد الفلسطيني في الضفة ما يعني أن نتنياهو يستند على استمرار الانفصال بين الضفة وقطاع غزة. وأكدت معاريف أنه يسود تخوف في إسرائيل من توتر العلاقات مع الولايات المتحدة على ضوء الفجوة الكبيرة في وجهات النظر بين الجانبين حيال العملية السياسية في الشرق الأوسط.