كوالالمبور: اعتبر القس الاميركي جيسي جاكسون اليوم وصف الاسلام بالارهاب ترويجا لبعض الانظمة السياسية السابقة التي لا تمت للاديان والاخلاق بصلة مؤكدا ان الاسلام دين عظيم يتضمن جميع مبادئ العدالة الانسانية التي تسعى الى ترسيخ مفهوم للتعايش الحضاري وبناء ثقافة السلام.
وأشاد الناشط السياسي جاكسون في تصريح على هامش القائه محاضرة في الجامعة الاسلامية بماليزيا بدور الرئيس الاميركي باراك اوباما في سعيه لتوطيد العلاقات مع الدول الاسلامية من خلال العمل الجاد لحل القضية الفلسطينية ومتابعة الاوضاع في افغانستان والعراق وايران وذلك لتحقيق حقوق البشرية بعيدا عن العنصرية والتحيز السياسي.
وأشاد جاكسون بالتجربة الماليزية في تحقيق مفهوم التعايش بين الاديان والاعراق والثقافات المختلفة التي تحتضنها البلاد منذ القرون الاولى والتي عكست مستوى التطور والنهضة والرقي في شبه الجزيرة الماليزية.
وقال في المحاضرة التي ألقاها بعنوان (بناء ثقافة السلام والتطوير في العالم) quot;ان الحكومة الماليزية نجحت في تشكيل عصبة بشرية متحدة ومندمجة رغم تعدد اعراق وثقافات وديانات البلادquot;.
وأضاف ان عنصرية اللون والعرق تهدم كل ما تبنيه البشرية من اخلاق ومبادئ سامية تعنى بنشر الحب والوئام وفهم معاني الرعاية والاهتمام مشيرا الى ان البشرية بحاجة الى فهم حقيقة الايمان والعقيدة لتحقيق معنى التعايش الحضاري بين الاديان البشرية وربط الجسور بين الثقافات والاعراق العالمية.
واكد ضرورة تطبيق الديمقراطية على اساسها ومسارها الصحيح بحيث يتمتع المواطنون بالتعبير عن حرياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية مؤكدا ان توظيف الديمقراطية بشكل سليم يؤدي الى تحقيق نهضة الدولة ورفاهيتها وعدالتها الانسانية.
واضاف quot;ان العدالة الانسانية تعني اعطاء كل فرد في المجتمع حقه الاجتماعي والديني والاقتصادي والفكري الامر الذي يعكس حجم تطور ورقي الامم في جميع نواحي الحياة تحت اطار المنفعة العامة للجميع بغض النظر عن الانتماءات العرقية واختلاف الوان البشريةquot;.
ومن جهته وصف المدير العام السابق للجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا البروفيسور كمال حسن خطاب جاكسون ب quot;العقلاني السليمquot; الذي يهدف الى بناء جسر وطيد يربط الاسلام والغرب لما فيه صالح الانسانية جمعاء تحت اطار العدالة بين الشعوب والعيش بسلام.
وقال ان القس جاكسون حاول في خطابه تصحيح صورة الولايات المتحدة في عيون المسلمين خصوصا بعد رحيل الادارة الاميركية السابقة التي اخلت في عملية بناء هذا الجسر الذي من شأنه توطيد العلاقات بين الدول الاسلامية والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسة من المحاضرات الفكرية والثقافية التي تنظمها منظمة السلام الدولية في ماليزيا ومملكة تايلند والتي بدأت اعمالها منذ نوفمبر الماضي تحت شعار (التجسير.. حوارات نحو سلام ثقافي).
ويعد الناشط السياسي وداعية السلام الامريكي جيسي جاكسون من المناصرين للرئيس اوباما ويسعى من خلال خطاباته ومحاضراته تحقيق كلمات الراحل مارتن لوثر كينج حين قال (لدي حلم) وهو تحقيق مبادئ التسوية بين جميع الاعراق البشرية.
التعليقات