موسكو: حقق مجمع الصناعات العسكرية الإيرانية خلال 30 عاما منذ قيام الثورة الإسلامية نهضة هائلة حتى تتمكن إيران من إنتاج أنواع كثيرة من السلاح بدءا بالرشاشات وانتهاء بالطائرات والصواريخ، من خلال الاعتماد على الذات أو بمساعدة الخبراء الأجانب أو عن طريق تقليد ما تنتجه الدول الأخرى كصاروخ Hoot، مثلا، الذي يصل إلى الهدف المطلوب تدميره تحت سطح الماء. ويقول الإيرانيون عنه إنه واحد من اختراعاتهم. والحقيقة انه استنساخ لصاروخ quot;شكفالquot; الروسي.

وحصلت إيران على هذا الصاروخ من الصين التي اشترت صواريخ quot;شكفالquot; بموجب العقد الموقع مع روسيا. وقضى الأمريكان والألمان والكنديون 20 عاما في محاولة لإيجاد مثيل لهذا الصاروخ ولم يصلوا إلى ما يريدون. وهل نصدق أن الإيرانيين أفلحوا في إنجاز هذا الأمر خلال 7 أعوام؟

كما تنتج إيران قذائف صاروخية موجهة مضادة للدبابات. وأثبتت النسخة الإيرانية لقذيفة quot;مالوتكاquot; الروسية براعتها في قتال الدبابات الإسرائيلية في لبنان. ومن أبرز المصنوعات الإيرانية الأصل دبابة quot;ذو الفقارquot;. ويستمر الإيرانيون في تطوير هذه الدبابة التي تشبه دبابة quot;ابرامسquot; مع تشوهات كثيرة، ولكنهم لم يصلوا إلى إنتاجها على النطاق الصناعي الواسع حتى الآن.

وأفلح الإيرانيون في تصنيع ما يقلد كل أنواع السلاح والعتاد أو بالكاد التي استوردوها خلال حكم الشاه كطائرة F-5E الأمريكية، مثلا، التي قاموا بتحديثها وتجهيزها بمحرك ورادار روسيي الصنع بمساعدة الخبراء الروس. وتملك إيران ثلاث غواصات من إنتاج روسيا من نوع quot;فارشافيانكاquot; وقد شرعت في إنتاج غواصات صغيرة. وحقق الإيرانيون نجاحا كبيرا في تصنيع راجمات صواريخ بالتعاون مع الكوريين الشماليين والصينيين. إلا أن الراجمات الإيرانية لا تضاهي راجمة quot;سميرتشquot; الروسية الشهيرة.

واعتمد الإيرانيون في تصنيع صواريخهم البالستية على منتجات الاتحاد السوفيتي وخاصة صاروخ quot;سكودquot;. وحاليا يبلغ مدى صاروخ quot;شهاب - 3 دquot; نحو 2000 كيلومتر. ويستمر العمل في إيجاد صاروخ يمكن أن يبلغ مداه 4500 كيلومتر. وتعتبر الصواريخ البالستية الإيرانية تقنية بدائية من حيث الأمانة والدقة والقدرة على تجاوز مضادات الصواريخ، ولكنها تستطيع أن تشكل خطرا لا يستهان به وخاصة على إسرائيل التي تملك ترسانة نووية حقيقية تحتوي على نحو 100 عبوة نووية. ومن غير المستبعد أن يعمل الإيرانيون على اختراع تقنية ما تمكّن صواريخهم من اختراق شبكات مخصصة لاصطياد الصواريخ.

ويمكن القول إن إيران اليوم تمثل قوة عسكرية على المستوى الإقليمي بإمكانها تهديد مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. ولهذا يتمنى الأميركيون والإسرائيليون أن تخرج إيران من حيز الوجود ويكون النفط هو الشيء الوحيد الذي يبقى في مكانها. إلا أن صناعات إيران العسكرية وجيشها لن تسمح - غالب الظن - بتحقيق هذه الأمنية.